ناهد قرناص تكتب: علاء الدين والمصباح السحري

0

قبل فترة قصيرة سادت موجة في الاسافير تحمل شعار (تحدي الايجابية) ..كانت تعتمد على نشر صور لها تأثير ايجابي يمكنه ان يزرع البهجة في نفوس الآخرين ..في زمن استشرت فيه النظرة السوداوية وتحكم السأم من النفوس والملل صار سيد الموقف نتيجة الحجر المنزلي الذي لا نعرف له نهاية ..اعتقد انها كانت فكرة جيدة .. لكنها لم تصمد طويلا امام الشائعات والخزعبلات التي وجدت لها الف طريق وطريق عبر القلوب اليائسة.
وكنت قد نويت الادلاء بدلوي في موضوع الايجابية هذا..فاصابني الخوف من التوهان .. فالذي تحمله عيناه ليجوس وسط الوسائط الاجتماعية يجد مختلف العروض ..منها ما هو ايجابي ومنها ماهو سلبي ومنها ماهو مسيخ لا طعم له ولا رائحة ….لكن قبل ان تتملكني الحيرة ..اذا بالباشمهندس (عوض يوسف) ناشر الجريدة قد ارسل لي فيديو يتحدث عن هذا الشاب الذي كان سببا في زرع الايجابية في يومي ..فالشكر اجزله ..للباشمهندس عوض و للطبيب الشاب ؟
علاء الدين مستور طالب بكلية الطب جامعة الفاشر المستوى الرابع ..علاء الدين مرشح من قبل اليونسكو لتمثيل افريقيا في اسبوع الابتكار ..شفتوا كيف ؟ علاء الدين توصل الى ابتكار جهاز طبي يفحص ستة امراض في وقت واحد ..(اي والله ستة عديل كدا )..وايه كمان ؟ الجهاز يحدد نسبة المرض مما يمكننا من تحديد جرعة العلاج المناسبة ..في ايجابية اكتر من كدا يااخوانا؟ ..علاء الدين درس في جامعة ولائية بعيدة عن المركز وتعتبر من جامعات الهامش ..لكن الشهادة لله فقد ظلت جامعة الفاشر وجامعة نيالا دوما في المقدمة متحديات للظروف وضيق الامكانيات ..وقد التقيت الكثير من خريجي هاتين الجامعتين وهم يتألقون في سماء الابداع والبحث العلمي …مثبتين ان الشباب السوداني به الخير الى يوم يبعثون ..بس كيف الناس تقتنع؟
شاهدت فيديو علاء الدين وهو يشرح كيفية عمل جهازه للجنة العلمية ورأيت في وجوههم الانبهار بما حققه هذا الشاب بامكانيات بسيطة ..فماذا لو توفرت له المعينات والدعم المالي الكافي ؟ ماذا لو؟؟( نود التنويه ان (لو ) هنا تفيد التمني ولا تفتح با ي صورة من الصور عمل الشيطان).. علاء الدين وجد طريقه للاضواء بفعل اختيار اليونسكو لابتكاره ولولا ذلك للبث في اضابير جامعته الى يوم يبعثون ..ترى كم من علاء الدين في انتظار اكتشافهم ودعمهم ؟ ..هلا كان هذا دافعا لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لانشاء آلية ترعى مثل هذه البحوث ؟؟
قرأت قبل ايام مقالا نشر فيه كاتبه استطلاعا اجراه على لجان المقاومة في احدى الاحياء ..كان يسألهم عن معرفتهم لرموز وطنية سوادنية ..استغرب الكاتب ان اغلبهم لم يتعرف على اسماء الرموز ..والقليل الذي اظهر معرفة ..كانت معرفة سطحية ..في نهاية المقال تحسر الكاتب على هذا الجيل وقال ادركوا جيلا لا يعرف رموزه الوطنية. الانقاذ اجتهدت في خلق جيل غير مرتبط بوطنه ولا رموزه ..كان ذلك واضحا في المناهج المدرسية الضعيفة والتي ما انزل الله بها من سلطان ..في ظني انهم كانوا يريدون جيلا بلا هوية يستطيعون تشكيله وتوجيهه كما يريدون ..ربما نجحوا قليلا في خطتهم ..فقد شاهدنا من يتفاعل مع القضايا الخارجية ..ومشاكل بلاده تضج بها منصات الاعلام العالمي ..لكن في المقابل ظهر الجيل الراكب رأس ..الذي صنع هويته بنفسه وصارت قضيته الأولى هو رفع اسم بلاده الذي تمرغ في الوحل سنين عددا ..جيل فيه علاء الدين مستور ورفاقه ..جيل مثل هذا سيجد طريقه حتما وسيعرف رموزه بكل تأكيد فلا تستعجلوا عليه.. ولا تبكوا عليه ولا تتحسروا ..انه جيل البطولات ..ويا علاء الدين مستور لك من الشكر اجزله لبعثك الايجابية في نفسي ويومي ..فقد (شفتك ..وابتهجت).

صحيفة الجريدة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.