المنوعات والثقافةاخبار

تعدد الزوجات في موروثنا الشعبي السوداني

من معتقداتنا وعاداتنا الشعبية السودانية
تعدد الزوجات في موروثنا الشعبي السوداني
في هذا المقال لن اتطرق للموضوع من ناحية دينية هذا الجانب الذي يدعم من يريد التعدد، و إنما من ناحية اجتماعية معتقدية لفهم التعدد في مناطق مختلفة، و لربما الحوجة التعدد في مرحلة ما بعد الحرب؟ لتأخذ حظها من الدراسة ككثير من الدراسات الاخرى ، فالحرب حصدت آلاف الرجال وكثر عدد النساء الارامل و اليتامى و فقدوا العائل
و ايضا يكثر عدد غير المتزوجات و يفوت الفرص على كبيرات السن منهن وأثر ذلك على الوجود الاسري و ترابطه لذلك لا بد من تغيير جذري في الفهم الخاص بالتعدد في مناطق الوسط و وسط المتعلمين خاصة وهندسة المجتمع من جديد بناءا علي ظروف الحرب وما أفرزته من آثار سالبه علي المجتمع و الادوات الجديدة لهذا التغيير هي وسائل الاعلام المختلفة و المساجد و دور العلم للحد من الآثار السلبية لواقع جديد فرضته الحرب اللعينة يتطلب رؤية جديده لانقاذ ما يمكن إنقاذه ليستعيد البلد عافيته.
كتب في تعدد الزوجات الكثيرين، منهم:
كتب ب. ه. هولت في كتابه :”المهدية في السودان”، أنه:” صدرت مجموعة من الأحكام تتعلق بالنساء، و قد حدد المهر الذي يدفعه العريس بحيث لا يتجاوز حده الاقصى بعشرة ريالات للعذراء و خمسة لمن سبق لها الزواج”. ( هولت، (بدون تاريخ): ١٤٤- ١٤٥)
ففي تخفيض المهور تسهيل للزواج و التعدد ، و قد تغني الفنان المخضرم اسماعيل عبد المعين:
الحردفا الحردفا المهدي جا من دنقلا
قال الفتاة بفد ريال و العذبة بالفاتحة
قال الفتاة بفد ريال (ريال واحد) و العذبة (من سبق لها الزواج مطلقة كانت أم أرملة مات عنها زوجها) بالفاتحة.
و في عهد الخليفة عبدالله بعد ١٨٨٥م فرض الزواج جبريا على النساء بعد أن قتل الرجال في حروب المهدية و اكثر من تعدد جنود الخليفة بالعنوة أو الرضى و (اعتبروا النساء مخلفات الحروب الحرائر سراري واستروقهن ملكا لليمين).
و في :”صحيفة الراكوبة” كتبت حنان كامل الشيخ بتاريخ ١٩/ ٦/ ٢٠١٣م عنوانا:” تعدد الزوجات السودانيات لحماية الحدود”، وفيه أن:” دعوة النائب السوداني؟ دفع الله حسب الرسول؟ مؤخرا وفي جلسة تبث على الهواء مباشرة على القناة السودانية، نقلتها فيما بعد بعض القنوات الخاصة العربية والأجنبية، منها الBBC، هذه الدعوة لا تخلو من الظرافة والغرابة، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها السودان مؤخرا على المستويين الداخلي والخارجي. ولأجل تلك الظروف تحديدا، ظهرت دعوة النائب السوداني بتعزيز قوى الدفاع الداخلية، ودعم الجيش السوداني بالقوة البشرية التي لن تتحقق برأيه إلا بتعدد الزوجات”.
كما كتب في ذات الموضوع احمد يونس في “جريدة الشرق الأوسط” بتاريخ ١٠/ ٤/ ٢٠١٧م:” هيئة دينية تدعو للتعدد للحد من العنوسة في السودان ، عزت وقفتها إلى مشكلات اجتماعية”:” أن رئيس هيئة علماء السودان، محمد عثمان صالح، في تصريحات للتعدد في الزواج، بسبب ظروف وعوامل وضرورات ومشكلات اجتماعية طفت على سطح المجتمع، ومن بينها زيادة معدلات العنوسة والطلاق وسط النساء، فضلاً عن الزيادة الكبيرة في عدد الإناث مقابل عدد الذكور في المجتمعات السودانية، وتفشي البطالة وسط الشباب بمعدلات عالية، ما يسبب مشكلات اجتماعية بينها «الانحرافات السلوكية»”.
و قد تغنن البنات و نادن بأن تكون الثانية ولو بالسر لتأخر سن الزواج:
بالضرا بالضرا لو كان راجل مرا
وايضا:
هوي مقدرة
راجل المرا حلو حلا
من الذي يتجرأ على التعدد من الرجال:
ـ تعدد الرجل المتعلم في مدن الوسط:
يختلف درجة شجاعة الرجل المتعلم على التعدد في المدينة و نفسه عند أهله أو غيره من يعيشون في القرية، فالمتعلم نادرا ما يملك الشجاعة لذلك خوفا على وضعه الاجتماعي
و ما يعتبره شوشرة على سمعته و اعتبارا لزوجته خاصة إذا كانت مثله في سلك التعليم الجامعي كما أنه محدود الدخل
و صرفه فيه يختلف عن صرف الرجل العادي.
أما من يسكن الارياف و يعيش حياتها و عاداتها يكتسب شجاعته من أن التعدد موجود و مقبول عند النساء عدا عدم تقبل المرأة الطبيعي للضرة:
ـ تعدد الرجل في ولاية نهر النيل:
عشت في هذه الولاية بعد الحرب لمدة تسعة شهور و تشربت عاداتها و فهمتها تماما:
ـ يتزوج الرجل في حالة انفصالة في الديوان لأن له ابنا أو بنتا تزوجت ففي هذه الحالة تعتبر المرأة كبرت و عيب عليها أن تختلط بزوجها الا في العام مع انها تتزين كسائر النساء فيضطر ليتزوج بأخرى و لا تعترض زوجته.
ـ يتزوج بحثا عن الذرية أو زيادتها و اكثر النساء خصوبة هي المرأة الشديدة المخدرة.
ـ وإذا كان ميسور الحال فلا مانع من التعدد دون سبب.
ـ تعدد الرجال في دارفور:
للقيم و الاعراف في غرب السودان مثل مجلس الوجودية كنوع من الإدارة الاهلية الذي يتم فيه فصل النزاعات بين القبائل و الأفراد لا يجلس فيه رجل غير مهدد للنساء تحكي استاذة عن قصة امرأة ربما في زمن بعيد لاحظت أن زوجها لا يسمح له بأن يدلي برأية في مجلس الوجودية بمنطقتهم فلم ترضى لزوجها ذلك فسألته لماذا لا يسمح له بالمشاركة؟ فرد عليها ؛” وين أويني؟ وين ضرعاتي؟ وين حجباتي؟”.
تويني( عويني اي نسواني)، و ضرعاتي اكبر ضرعاته من الصحة و السمنة اي قوي، و حجباتي (حجبات الفكي التي تحفظه)، و ساعدته زوجته في توفير ما سبق و اصبح له أربعة عوين و اصبح يجلس في مجلس الوجودية .
لا شك الموضوع كبير لكن بالضرورة بعد الحرب عمل تعداد سكاني لمعرفة عدد الذكور بالنسبة لعدد النساء؟ و الحل لضرورات المرحلة؟ و دور وسائل التواصل الاجتماعي في طرح المشاكل و مناقشتها؟ و……

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى