العريس المطلوب في غنا البنات-من أدبنا الشعبي السوداني
د. سلوى عبد المجيد احمد المشلي
العريس المطلوب في غنا البنات
(الجزء الاول)
في غنا البنات نجد اغاني كثيرة توضح ما تتمناه الفتاة في سن الزواج واختيار العريس الذي يرضى ذوقها و طموحها.
اقدم نماذج من رغبات البنات في نوع شريك حياتها المرتقب:
،ـ بعضهن تريد أن تختار برغبتها دون أن تفصح، فتقول:
الزول الزول أنا براي بجيب الزول يمة
يمة زوري لي شيخ الضرايا
بجيبوا برايا لا بخرة لا محاية
اول طموحات الفتاة العريس المتعلم و ركزت على المعلم المبتعث لفرنسا:
ياماشي لي باريس جيب لي معاك عريس
و سافر خلاني وين شرطاً يكون لبيس
من هيئة التدريس و سافر خلاني وين ؟
ـ و أخرى تتساءل عن اين العرس تاخر و ترقص بها حين يأتي العريس، فتقول:
وين يا ناس و ينو؟ وينو العرس؟ وينو الهنا؟
و ينو المنى؟ و ينو العريس البقول انا؟
وتستمر باحثة عن القرش و صاحب المرسيدس:
وينو العرس؟ و ينو البرش؟ و ينو القرش؟
و ينو البجيب عربة مرسيدس؟
ثم سالت عن البرش ؟ و هو السباتة التي ترقص عليها العروس، فهي تتمنى أن تتزوج و ترقص على البرش كرفيقاتها.
ثم:
وين يا ناس؟ و ينو؟ السر عباس؟
و السر عباس له الرحمة من اول السودانيين الذى نافس الأجانب فى عمل وكالة سفر، و كانت عنده عربية ناش فى خمسينات القرن العشرين لذلك كانت هناك اغنية اخرى تقول :
السر عباس البغيظ الناس بعربيته الناش
و الطلب لنوع العربات يختلف بطموح و بيئة الفتاة:
من موديل العربات القديمة:
يا السايق البوباي الإشارة جاي و لا جاي
و نوع آخر:
ووب عليا تعال لي يا السايق العربية
عربيتك الحمرا يا السايق العربية
الغاتسة في الرملة يا السايق العربية
و نوع آخر يتغنى به في رقيص العروس:
الليلة الليلة و الليلة اللابس اصفر سايق ابورجيلة
عروسنا حلوة رقاصة كدي اقدلي و غيظي الشماشة
بصات ابو رجيلة استقدمها عبد اللطيف ابو رجيلة بشراكة مع الحكومة وهو بص مواصلات عامة في فترة في مدينة الخرطوم لونه اصفر، و كان اول بصات بها مجموعة تحذيرات باللغتين العربية و الإنجليزية :”لا تتحدث مع السائق”،
و “ممنوع التدخين” و”ممنوع الوقوف فى الباب”، لأن الباب يقفل اتوماتيكيا و…
و أخرى تتغنى:
برانا بنعشق مستوانا يا ناس
يا السايق التايوتا يا اللابس السكروتا
تييت تايوتا تتيي تيييت تايوتا
عربة التايوتا نالت حظ كبير من الشهرة في فترة الثمانينات
و كانت تسمى (بوكس) و تستخدم في خدمة الترحيل كمواصلات و بعمل لها تندة( صندوق مفتوح) من الخلف لتحمل ركاب، و تستخدم في سيرة العريس و أفضل نوع منها بوكس دبل كابينة، و (تيت) يقصد بها ضرب البوري و خاصة في السيرة لبيت العروس عندما يغنن البنات تشجيعا للسايق ليلف بهن و لا يتوقف مع إصدار صوت عالي من البوري يعمل ضجيج في الفريق أو حلة العروس فيخرجوا
و يتجمهروا ليتفرجوا على السيرة حتى حضور أهل العروس لاستقبالهم:
الليلة يوهي يا بلادي يوهي
سواقنا زينة و حالف ما يدليينا
دور بينا البلد دا دور بي حبيبي دور بي
ثم يتمغرزن على أهل العروس:
زكي زكي قل المال ببكي الليلة يوهي يا بلادي يوهي
و أخرى:
السيهان بيرد عربية قزاز
و الله ذي الزول المولع نار
حبيبي اشر واخد اللفة
و الله ذي الزول البلعب في الربة
عربية سيهان بيرد صناعة كوريا الشمالية ظهرت بعد بناء قصر الشباب والأطفال بام درمان والذي شيدته كوريا الشمالية، يظهر سايق السيهان بيرد من شمال كردفان لأن لعبة الربة كردفانية و فيها يرقص الشباب في شكل صف.
ثم من كردفان غنت لوليد جوبا في رقيص العروس:
تعال سلم و انا قلييي ليك متألم يا وليد جوبا
يللا نمشي طويل نمشي لأويل يا و ليد جوبا
و ايضا غنت لوليد دارفور:
وليد دارفور بمشي معاك الليلة
جني دارفور بمشي معاك الليلة
وتستمر في اغنية لود الغرب(,غرب السودان):
قالوا القليب حرق حرقوهو بالنار حرق
يا ناس ود الغرب. في كتفة دي الشامة
يا ناس ود الغرب. و في خدة العلامة
ـ تغنت البنات للطبيب ( الدكتور) منهم عوض دكام:
سلام سلاام يا عوض دكام
كلام دا كلام ب عوض دكام
بركة الجيت بركة الجيت ااي
سمح انت و بسكويت اي اي
د. عوض دكام طبيب اسنان مشهور عرف بالطرفة و النظافة
و الترتيب كان مدير مستشفى الاسنان التعليمي بالخرطوم
و غيره ، وكان له عيادة أنيقة ببحري.
ـ تغنت الزوج المغترب في بداية الاغتراب لدول الخليج:
ووب علي أنا ووب علي
كان ما عرستو المغص علي
لقيتو فوق الدرب أنا ووب علي
و لا تتوقف طموحات الفتاة السودانية عند هذا الحد. (يتبع)
