بين إصابة هارون..وبكاء إبنة عبدالرحيم..

0

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

بين إصابة هارون..وبكاء إبنة عبدالرحيم..

رابط ما يجمع بين واقعة إصابة احمد هارون القيادي بالحزب المجرم المحلول وبين تسجيل إبنة صنوه بنفس الحزب عبدالرحيم محمد حسين الذي ناشدت فيه السلطات بإطلاق سراح والدها خوفا عليه من الاصابة بفيروس كرونا ، وثمة علاقة بين الواقعتين من حيث الإنتشار بالوسائط ومن حيث التباين في المشاعر عند المتلقين .

هناك حقيقتان لا يمكن انكارهما بحال ، الثانية : ان المرض – كالموت – لاشماته فيه ، فهو من أقدار الله التي لا تتمناها لعدو وقبل ذلك لحبيب ولا تملك كذلك أن توجهه الي حيث تريد ليصيب من تكره ويستثني من تحب . أما الحقيقة الاولي فهي ان إبنة عبدالرحيم لاذنب لها في ما اقترف والدها وباقي أفراد عصابته المجرمة في حق هذا الوطن ومن فيه ، ومشاعرها ستبقي كما هي تجاهه مهما بلغ حجم جرائمه . – ولكن علي الرغم من ذلك نجد ان الواقعتان لم تستدرا شفقة الشارع العام ولا كسب تعاطف طائفة واسعة ممن تناقلوا الخبرين – ليس لقسوة في القلوب ولا عدم رحمة، بل ولا لجهل بما ذكرناه من حقائق أعلاه- فهذا الشعب طيب بفطرته ومتسامح لابعد الدرجات وهو يعي كذلك حقيقة المرض والموت وليس من سماته الشماتة في مريض .
نقول ، السلوك الانساني هو ترجمة لمجموعة من المشاعر التي تعتمل في الدواخل ، ومتي ما طغت مشاعر معينة علي الاخري يتشكل السلوك العام وهو ما يفسر دون شك الشعور بعدم التعاطف مع المريض احمد هارون ومع تسجيل ابنة عبدالرحيم محمد حسين ، بل ويفسر الشعور العدائي العام تجاه كل عناصر المؤتمر الوطني من المفسدين حيث طغي الشعور بالغبن الشديد عندالناس وغطي علي كل مشاعر إنسانية يتمتع بها هذا الشعب الكريم .
وفي الختام نقول لمن كانوا ينتظرون التعاطف معهم ..عفوا..فمن يسرق قوتك يصعب عليك التعاطف معه ، من يقتل أبنائك يصعب عليك ان تسامحه مالم تكن نبي ، من يظلم اخوتك لا تملك إلا ان تشعر تجاهه بكل غبن ، فالانقاذيين لم يتركوا مساحات للتعاطف معهم ولم يقدمو سبتا لهذا الشعب ليجدوا مقابله مودة الناس ، بل..لم يندموا علي جرم واحد ارتكبوه في حق هذه البلاد وإنسانها ولا نزال نطلع علي خائنة منهم من تامر وترصد وتخريب ، ولا زالوا في غيهم يعمهون …

المصدر: بين إصابة هارون..وبكاء إبنة عبدالرحيم.. بموقع صحيفة كورة سودانية الإلكترونية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.