متابعات – الحرية نيوز – السودانيون: لوحة أمل وصمود رغم الألم والفقد
رغم ما شهدته البلاد من دمار ومعاناة بسبب تمرد ميليشيا الدعم السريع، تمكن السودانيون من تحويل الألم إلى لوحة أمل وصمود. وعلى مدار عشرين شهرًا منذ اندلاع الحرب، جسدوا أروع معاني التضحية والبسالة، لا سيما عبر قواتهم المسلحة والأجهزة النظامية التي تصدت لواحدة من أعقد الأزمات في تاريخ السودان.
السودانيون الذين أجبرتهم الحرب على مغادرة وطنهم حملوا معهم إرادة الحياة، وكانت مصر وجهتهم الأولى، حيث فتحت أبوابها بكل حفاوة. في القاهرة، بات السودانيون يشكلون مجتمعًا صغيرًا نابضًا بالحياة، مزجًا بين الماضي والحاضر، مع استمرارهم في خوض معاركهم اليومية لاستعادة هويتهم وأوراقهم الرسمية المفقودة جراء الحرب.
السفارة السودانية: جهود استثنائية رغم التحديات
في منطقة الدقي بالقاهرة، تعكس السفارة السودانية حجم النشاط الذي يشهده السودانيون في مصر. فالسفارة، بقيادة الفريق أول ركن عماد الدين عدوي، تستقبل يوميًا آلاف المواطنين لإنجاز معاملاتهم المختلفة، من توثيقات وعقود زواج إلى استخراج أوراق رسمية.
في أوج هذه الجهود، تستعد السفارة لتنظيم امتحانات الشهادة السودانية لـ 28 ألف طالب، وهي أكبر دفعة خارج السودان. وفي حين منعت تشاد إجراء الامتحانات لنحو 13 ألف طالب في أبشي، قدمت مصر الدعم اللازم لإتمام هذا الحدث التعليمي الهام.
القاهرة: وجه سوداني جديد
تحولت شوارع القاهرة إلى نموذج مصغر للخرطوم، حيث انتشرت المحال والمطاعم السودانية، وبرزت الأنشطة الاجتماعية التي تعكس تلاحم السودانيين. وشهدت المدينة منذ مايو الماضي آلاف حالات الزواج والطلاق، بالإضافة إلى معاملات قنصلية مكثفة وصلت إلى أكثر من نصف مليون معاملة.
إلى جانب ذلك، فتحت الجامعات السودانية مراكز جديدة لها بمصر، فيما تستقبل الجامعات المصرية أعدادًا متزايدة من الطلاب السودانيين، مما يعكس الروابط العميقة بين الشعبين.
شكراً مصر: حفاوة الاستقبال والدعم المتواصل
أشاد الكاتب الصحفي الهندي عز الدين بالاستقبال المصري للسودانيين، موضحًا أن القاهرة أصبحت نموذجًا للخرطوم في أفراحها وأتراحها، ومؤكدًا على الدعم المصري الكبير الذي قدمه الشعب والحكومة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
السودانيون في مصر لم يجدوا فقط ملاذًا آمنًا، بل منصة لإعادة بناء حياتهم، على أمل أن يعودوا يومًا إلى وطنهم وقد استعاد عافيته.