متابعات – الحرية نيوز – يشهد الموسم الزراعي في السودان لعام 2024 تحديات كبيرة تهدد بتقليص المساحات المزروعة، مما يعمق المخاوف من تدهور الأمن الغذائي في البلاد. ورغم الهطول المبكر للأمطار في نهاية يونيو وبداية يوليو، تظل المعوقات الأساسية متمثلة في ضعف التمويل، نقص مدخلات الإنتاج، شح الوقود وارتفاع أسعاره، إضافة إلى الأوضاع الأمنية المتدهورة في مناطق الصراع.
وزير الزراعة والغابات، د. أبو بكر عمر البشرى، طمأن المزارعين بالإعلان عن زراعة 39 مليون فدان خلال الموسم الصيفي، مشيرًا إلى تركيز الجهود على محصولي الذرة والدخن الأساسيين لغذاء السودانيين. وأوضح الوزير أن معدلات الأمطار العالية ساهمت في نجاح الموسم، إلى جانب قلة انتشار الآفات الزراعية مثل الطير والحراد والعنتد والفار، والتي كانت تهدد المواسم السابقة.
مخاوف المزارعين وتصاعد التكلفة
رغم هذه التصريحات المطمئنة، أبدى مزارعون قلقهم من ارتفاع تكاليف الإنتاج، بما في ذلك الأسمدة والمبيدات، مؤكدين أن سياسة التمويل الجديدة التي يتبعها البنك الزراعي “مدمرة” للقطاع الزراعي. وأعرب بعضهم عن تخوفهم من مواجهة السجون في حال فشل الموسم الزراعي، خاصة فيما يتعلق بمحصول الذرة الذي يعد العمود الفقري للأمن الغذائي في البلاد.
تداعيات الحرب وأثرها على الزراعة
يرى خبراء اقتصاديون أن الحرب المستمرة في السودان تُلقي بظلالها الثقيلة على القطاع الزراعي، مما يجعل نصف السكان مهددين بالمجاعة. وتبرز العقبات مثل عدم توفر التمويل اللازم والمدخلات الضرورية، وتعقيدات النقل والتخزين، وامتداد الصراعات إلى مناطق الثقل الزراعي، مثل كردفان ودارفور، كأسباب رئيسية قد تؤثر على نجاح الموسم.
تدابير حكومية ومبادرات محلية
استجابة لهذه التحديات، أعلن رئيس مجلس الصحوة الثوري، موسى هلال، عن تشكيل لجنة أمنية وإدارية في ولاية شمال دارفور لحماية الموسم الزراعي ومنع الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة. وشدد هلال على أهمية حماية المزارع، محذرًا من تجاوزات الرعاة، حيث ستفرض غرامات مالية تصل إلى خمسمائة ألف جنيه على المخالفين. كما دعا جميع الأطراف للعمل بجد لضمان انتهاء موسم الحصاد في موعده بحلول نهاية ديسمبر المقبل.
التوقعات المستقبلية
في ظل الأوضاع الراهنة، تبقى الحاجة ملحة لاتخاذ تدابير حكومية عاجلة لتعزيز التمويل وتوفير المدخلات الزراعية وضمان الأمن في مناطق الزراعة. نجاح الموسم الزراعي يتطلب جهودًا مشتركة بين الحكومة، المزارعين، والرعاة لضمان حماية المحاصيل التي تُعد شريان الحياة لملايين السودانيين.
السودان يقف اليوم أمام تحدٍ كبير، حيث يصبح إنقاذ الموسم الزراعي ضرورة ليس فقط لتحقيق الأمن الغذائي ولكن أيضًا لضمان استقرار المجتمعات المتضررة من الحرب.