الطلاب والأسر يبدؤون وداع أطول عام دراسي ارتياح من مادة التربية الإسلامية وشكاوي من صعوبة الجغرافي

0

متابعة : الحرية نيوز

بين متفائل ومتشائم، وما بين مكذب ومصدق، انخرط طلاب الشهادة السودانية أمس الأول (الأحد) لإنهاء أطول عام دراسي مرّ على البلاد، وفيما أجمع الطلاب على سهولة مادة التربية الإسلامية التي جلسوا لها أمس الأول، أشار عدد كبير من طلاب المساق الأدبي لصعوبة مادة الجغرافيا التي جلسوا لها أمس الإثنين.

العام الأطول في تاريخ السودان، قررت وزارة التربية والتعليم حسمه وسط شد وجذب كبيرين، ثم تحديات مع الظروف الأمنية والصحية والاقتصادية التي تسود البلاد منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع “عمر البشير”.الطلاب الجالسون لامتحانات هذا العام، رغم أنهم وقعوا ضحايا تلك الظروف إلا أنهم أكثر السعداء، يليهم أولياء الأمور.(السوداني) قررت معايشة انطلاقة الامتحانات الأكثر غرابة وتشويقاً من بين السنوات الماضية، وانطلقت محررتها إلى أول سماع جرس البداية من داخل مدرسة الشيخ مصطفى الأمين النموذجية بنات.هناك وجدنا حشداً من الأمهات بالقرب من بوابة المدرسة والدموع تتقاطر من أعينهن، وهن يرددن “ربنا يوفقك يا بتي”، كما لاحظت (السوداني) وجود فرد واحد من الشرطة في كل مدرسة ، كانت الأسئلة حاضرة فجاءت الإجابة بأن القوات النظامية موزعة على مهام أخرى ضمن خطة الطوارئ المفروضة على البلاد.مديرة المدرسة رفضت الحديث للصحيفة وهو أمر غير معتاد لكنها بررت أن هناك توجيهاً من وزارة التربية والتعليم بعدم إطلاق التصريحات الإعلامية وربما يكون الأمر كذلك لإحكام السيطرة على ما يدور حول الامتحانات.مآساة ودموع يارا حمد النيل، هذا الاسم الرنان يجسد واحدة من القصص الإنسانية التي تصاحب مشهد امتحانات الشهادة، يارا التي توفى عنها والدها قبل أن تكمل سنين الرضاعة، بالأمس والدة يارا “أماني كمال يوسف” كانت تشاهد صغيرتها وهي تتأهب إلى الجلوس للامتحان، هذا المشهد عاشته الأم بالدموع والفرح معاً. المعلمة أماني قالت لـ(السوداني) إنها لحظات سعيدة وهي ترى ابنتها تتأهب للامتحانات، وهي لحظة انتظرتها كثيراً، وعملت من أجلها سنوات، لم تخلُ من التعب والرهق ومتابعة جداول المذاكرة التي وضعتها لها، وهي ترى أن هذا واجبها تجاه فلذة كبدها. أماني أضافت قائلة: إن ابنتي كانت تواجه مشكلة في اللغة العربية، لاسيما وأنها درست بمدارس أجنبية، الأمر الذي اضطرها للاستعانة بأستاذ لغة عربية، (ومشت الأمور)، ولكن عندما أجلت المدارس خلق ذلك إحباطاً عاماً (وصل لدرجة إنها قالت ما عايزة تمتحن)، وقررت بعدها أن أستعين بمعلم آخر ليرفع من معنوياتها، “ويرجع لها ثقتها بنفسها).والدة الطالبة نوهت إلى أن اليوم الأول في الامتحانات دائماً يكون صعباً على كل الأسر وجميع الأمهات، وعبرت عن يوم أمس قائلة بالنسبة لي هو يوم حصاد (بتي الوحيدة)، مشيرة إلى أن من أكثر الصعوبات الواجهتنا هو انقطاع التيار الكهربائي، والإجازات الكثيرة. امتحانات تحت التهديد الطالبة شهرزاد فيصل فضل الله تدرس بمدرسة التكينة ودعتمان غرب مصفاة الخرطوم قالت لـ(السوداني) إن امتحان التربية الإسلامية سهل وكل الأسئلة “صاح وغلط، وضع دائرة”، منوهة إلى أن العام الدراسي واجه كثير من الصعوبات والإجازات منذ بداية جائحة كورونا إلى الفيضانات التى اجتاحت البلاد مؤخراً. شهرزاد أشارت إلى أنها تعاني من انقطاع التيارالكهربائي لأكثر من أسبوعين الأمر الذي اضطرها لإنارة “الشمع ” للقراءة بالمساء، وهذه كارثة حقيقية يعاني منها جميع طلاب وطالبات المنطقة، وتبرر شركة الكهرباء بأن السبب الحقيقي للانقطاع هو الفيضان الذي غمر منطقة ودرملي، بالإضافة لفيضان النيل الذي يهدد المنطقة حالياً(نحن عايشين على أعصابنا وممكن في أي لحطة يشيلنا البحر ونفقد كل شيء) وختمت حديثها بمناشدة الجهات الرسمية لمعالجة الأمر . كمامتك في فمك تعقيمك في يدك عضو مبادرة كلية صافات للعلوم والتقانة لتعقيم طلاب الشهادة السودانية أ رحاب محجوب محمد في حديثها لـ(السوداني)، قالت إن الحملة استهدفت عدد ثمانية مراكز لامتحانات الشهادة السودانية، وعقمت كل الحجرات أمس الأول “السبت”. رحاب أضافت بأنه المبادرة وزعت كمامات ومعقمات لكل الطلاب والأساتذة بالمدارس الثمانية ، ومنها مدارس أجنبية وسودانية ، بالإضافة لمدرسة “جياد” بالجزيرة، مؤكدة أن المبادرة انطلقت قبل الامتحانات وذلك برصد المدارس وعدد الطلاب، والهدف منها مساعدة سير الامتحانات، وعدم تعرض الطلاب “لجائحة كورونا”. أنقذ كتبي وعامي معاً (السوداني)، خرجت من دائرة العاصمة لمعايشة الطلاب الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية نتيجة الفيضانات التي اجتاحت البلاد مؤخراً، حسب المعلومات فإن منطقة المسعودية بولاية الجزيرة، تعتبر من أكثر المناطق ضرراً، لذلك وقفت (الصحيفة) عندها. ملاذ كانت نموذجاً اهتدينا به لكشف (حال) طلاب المسعودية، حال ملاذ يغني عن سؤالها، فهي نجت من الموت بأعجوبة أثناء محاولتها (تتريس) منزلها عندما هجم عليهم فيضان النيل، ووجدها يقظة تذاكر دروسها وأهل منزلها نيام. ملاذ رغم الكارثة ونجاتها من الموت أسفل أنقاض حائط مبتل بالمياه، لم تنس (كرتونة كتبها وكراساتها)، فأطلقت نداءً عاجلاً لأحد أقاربها بأن (أنقذ كتبي) وعامي الدراسي. ملاذ محمد الطالبة المنكوبة قالت لـ(الصحيفة) والدموع تنهمر على كتاب تمسك به، قالت إن السيل اجتاح منزلهم حوالي الساعة الحادية عشرة مساء، والحديث لها (كنت وقتها أذاكر وناس البيت نائمين، جاني ود أهلي قال لي ارح ترسي معاي السيل قرب يدخل بيتنا) وبالفعل حاولنا التتريس، ولكن سرعة السيل كانت أقوى من أي شيء، – تضيف – كنت (واقفة جنب الحيطة وقربت تقع فيني بس ربنا لطف بي) وفي لحظات بسيطة وجدت كل المياه داخل المنزل ، ولم يكن بوسعنا إلا وأن نخرج بأرواحنا(قلت للولد أجري طلع لي كرتونة الكتب بس) وخرجنا مباشرة إلى منزل ” جدي في الحي التاني”. ملاذ قالت :إنها “كبيرة إخوتها”، وأن والدها مقيم في المملكة العربية السعودية، لكنه يدعمها هو وباقي أسرتها معنوياً، ودائماً ينصحونني بأن أتجاهل واتناساه الحصل وأن اركز في دراستي، رغم أن إنهيار المنزل ترك أثراً نفسياً قاسياً جداً يصعب على الشخص تحمله. كبيرة المراقبين كبير المراقبين بمركز رابعة عبد الله بمنطقة المسعودية بولاية الجزيرة، حنان الريح الشيخ، لم تبخل على (السوداني) عندما لجأت إليها، وقالت إن المنطقة تعرضت لسيول وفيضان الأسبوع الماضي، وانهارت معظم منازلها، مؤكدة عدم تعرض المراكز للانهيار. حنان أضافت : إن عدد الطالبات الجالسات للامتحان (72) طالبة بينما غابت (3) طالبات فقط، والطالبات مستقرات نفسياً ومعنوياً، منوهة إلى أن وزارة الصحة دعمتهم بـ”كمامات ومعقمات” ذلك اتباعاً لإرشادات الصحة بسبب “جائحة كورونا”. مديرة المدرسة أكدت أنهم قاموا بعمل مكثف للطالبات الفترة الماضية، لتنشيط الذاكرة وتغطية كل المنهج، لا سيما وأن هذا العام الدراسي كانت إجازاته طويلة جداً. غياب طلاب وكيل مدرسة المسعودية الثانوية بنين منال سليمان أبشر كشفت عن غياب (10) طلاب بسبب الفيضان الذي اجتاح المنطقة، مضيفة أن إدارة المدرسة حاولت إقناعهم بالجلوس للامتحانات ولكن كل المحاولات باءت بالفشل وكانت تبريراتهم، بأنهم “تعبانين نفسياً وغير مستعدين للامتحان” وأنهم “يحرسون الترس” و منازلهم انهارت بالكامل. منال أضافت قائلة : إن المدرسة تضررت جزئياً، ولكن قمنا بمعالجتها قبل الامتحانات، منوهة إلى أن عدد الطلاب الجالسين (110) طلاب. تجميد العام الطالب تمام أحمد الحاج بمدرسة المسعودية، فجر مفاجأة حزينة لـ(السوداني) وعبرعن مدى استيائه وسخطه من الأوضاع وقال إن امتحان التربية الإسلامية كان صعباً بالنسبة لي، لأنني لم أذاكر شيئاً الأيام الماضية بسبب “مرض والدي” والسيول التى غمرت المنطقة، مشيراً إلى أنه يقضي جميع وقته في “الترس”، ومساعدة الأسر المتضررة من الفيضان. تمام أضاف قائلاً( بعد الامتحان كلمت الإدارة بأن تجمد لي هذا العام الدراسي وأنني لا أستطيع الجلوس لباقي المواد). ظروف استثنائية كنترول الامتحانات بمدرسة خولة بنت الأزور الأستاذة زكية وصفت لـ (السوداني) بداية الامتحانات بالجيدة مقارنة بالظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وتفشي وباء كورونا والفيضانات التي أزهقت عدد من الأرواح والممتلكات، وأكدت بأن المدرسة وفرت للممتحنين كافة الاشتراطات الصحية من معقمات وكمامات وتطبيق التباعد الاجتماعي، وشكت من مضار الكمامات ونوعية أقمشتها التي لاتتماشى مع الطلاب في دخول وخروج الأكسجين مما ينعكس سلباً على عدم الاستقرار النفسي وتحصيلهم الأكاديمي إضافة للربكة التي أصابت أولياء أمور الطلاب بسبب هطول الأمطار، منوهة إلى وجود غياب عدد من التلاميذ لأسباب غير معلومة لإدارة المدرسة . حديث الممتحنين طالبة المساق الأدبي هادية الغائب قالت لـ (السوداني) إن تكرار تأجيل امتحانات هذا العام من قبل وزارة التربية قلل من تركيز الطلاب كما أسهم في رفع نسبة التوتر والقلق، كما وصفت الطالبة ريم محمد امتحانات هذا العام بمرونة الأسئلة وسهولة استيعابها متمنية مواصلتها بنفس النسق حتى نهايتها. أولياء الأمور على الخط وليد حسن ولي أمر أحد التلاميذ شكا لـ (السوداني) من كثرة الإشاعات التي ظلت تلاحق الطلاب في فترة كورونا التي تتحدث عن كشف الامتحانات وبيعها للطلاب الأمر الذي أحدث أضراراً نفسية ومادية جسيمة لعدد من الأسر انعكست على جاهزية واستعداد الطلاب للجلوس للامتحانات ، كما أكدت والدة الطالبة امتثال عبدالله أن الامتحانات هذا العام تزامنت مع ظروف بالغة التعقيد بسبب الغلاء الطاحن للسلع وأن ترحيل ابنتها الممتحنة اليومي ذهاباً وإياباً يفوق مبلغ (500) جنيه، إضافة لتفشي جائحة كورونا وتدمير عدد من القرى والأحياء المتاخمة للشريط النيلي بعدد من مدن البلاد مما أسفر عن عزلة للطلاب وتعذر وصولهم إلى قاعة الامتحانات. خوف وتوتر الطالبة إيمان أحمد من مدرسة القادسية أم درمان ذكرت أن فترة الحظر أدخلت فيهم اليأس لعدم الجلوس أو التأجيل لأجل غير مسمى، و أشارت إلى أن “مادة التربية الإسلامية طبيعي تكون ساهلة ولكن باقي المواد ربنا يستر” . الطالب أحمد أمين من مدرسة عرفات بالحارة “15” في المساق العلمي ، قال إن امتحان التربية الإسلامية كان ممتازاً جداً رغم الظروف التي مروا بها خلال فترة الحظر وحالياً الفيضانات ادخلت الاحباط واليأس مشيراً إلى أنهم متخوفون من المواد الأخرى ، لافتاً إلى تذبذب التيار الكهربائي خلال الأيام الماضية وحالياً غير مستقرة. ولي أمر الطالبة هبة عادل قال إن الظروف التي مرت بها البلاد كانت عصيبة جداً وحالياً الفيضانات وربما هنالك بعض الطلاب لم يتمكنوا من الجلوس للامتحان ” مشيراً إلى أن هنالك هدوءاً بين الممتحنين رغم الخوف والتوتر وخاصة الجالسين لأول مرة. وفي مدرسة الأضواء بأمبدة الحارة 18 أكد الطلاب أن امتحان التربية الإسلامية جاء سهلاً و الأسئلة واضحة وأبدوا تفاؤلاً تجاه المواد الأخرى. وأكدت طالبات بمدرسة الأضواء أن الامتحان اسهل مما توقعن ورافقت أمهات الطالبات بناتهن وأولادهن وظللن في الانتظار حتى خرجوهن من الامتحان وذكرت أم طالبة إن ابنتها أصيبت بالتوتر وشرعت في البكاء منذ الصباح بل تاهت من طريق المدرسة وتأخرت فى الحضور .وقالت طالبات من مدرسة القانتات بأمبدة العاشرة إن الامتحان كان سهلاً وأن أغلب الطلاب اعتمدوا على حصص التركيز التي يبثها التلفزيون القومي وأسهمت بشكل كبير في إنعاش ذاكرتهم.شكاوي من الجغرافياأجمع عدد من الطلاب على صعوبة مادة لغة الجغرافيا، حيث قالت الطالبة بمدرسة التكينة ودعتمان غرب مصفاة الخرطوم شهرزاد فيصل فضل الله في حديثها لـ(السوداني) إن امتحان الجغرافيا صعب جداً وأن الأسئلة كثيرة، ومعظمها( خرائط وقوائم،علل، بالإضافة لصاح وخطأ) كما اعتمد الامتحان على المعلومات العامة، ومضيفة أن كل الطلاب شكوا من صعوبة الامتحان
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.