أغرق منازل وطرقات عدد من المدن والقرى..مطالبات بإعلان السودان منطقة كوارث بسبب فيضان النيل

0

وصف رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، فيضانات النيل، هذا العام، بـ«المفجعة والموجعة»، وأدَّت لخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وأمر بإقامة «نفير وطني» لتخفيف حدة الفيضان، بينما انتشرت دعوات لإعلان البلاد «منطقة كوارث»، بيد أن وزارة الري والموارد المائية توقعت بدء انحسار الفيضان ابتداء من اليوم.

وسجلت مناسيب النيل وروافده مستويات غير مسبوقة، تجاوزت كل أرقام الفيضانات المدونة، في البلاد، ولم يشهد السودان فيضاناً مثيلاً منذ أكثر من مائة عام، وتدفقت المياه من مجرى النهر، وسالت في طرقات المدن ودخلت المنازل، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، وانهارت «تروس» ومصدات المياه في معظم المناطق المشاطئة للنهر وفروعه.وقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في تغريدة على حسابه بصفحته الرسمية على «فيسبوك»، أمس، إن مناسيب النيل وروافده هذا العام، بحسب وزارة الري والموارد المائية، غير مسبوقة منذ عام 1912. ودعا حمدوك لنفير وطني كبير، و«استمرار التنسيق الفعال بين كل مؤسسات وأجهزة الدولة، وعلى رأسها المجلس القومي للدفاع المدني في هذا النفير الوطني الكبير، وتعزيز التنسيق الكامل فيما بينهم ومع كافة قطاعات المجتمع المدني، لحشد كافة الموارد المادية والبشرية الممكنة للعمل على تخفيف حدة الفيضان على مواطنينا
وظل الفيضان هاجساً مستديماً للسودانيين من سكان المدن الواقعة على ضفاف النهر، وشهدت البلاد فيضانات شهيرة واجهها المواطنون بملاحم بطولية دون وجود حلول جذرية، ما جعل منها هاجساً يُقلِق المواطنين خريف كل عام، وهو ما دفع رئيس الوزراء لوضع خطط للتعامل بشكل جذري مع الفيضانات في المستقبل.
وذكرت تقارير صادرة عن وزارة الداخلية السودانية، أن الفيضانات أودت بحياة نحو 88 شخصاً، وإصابة 44. وألحقت أضراراً كلية وجزئية بعشرات الآلاف من المنازل والمنشآت العامة والخاصة.وفي تقريرها ليوم أمس، قالت وزارة الري والموارد المائية إن مناسيب النيل في محطة شندي (نحو 200 كلم شمال الخرطوم) تجاوزت أعلى رقم مسجَّل ويبلغ 18.07 متر، وسجّلت اليوم 18.08 بزيادة ملليمتر واحد، وعن محطة الخرطوم بلغ المنسوب 17.48 متر، مرتفعاً عن أعلى منسوب مسجل ويبلغ 17.26 متر، بزيادة قدرها 1.22 سنتيمتر.وبحسب تقرير اللجنة، أبرزت صور الأقمار الصناعية في الهضبة الإثيوبية والسودان هطول أمطار في أعلى حوض النيل الأزرق طيلة الثلاثة أيام الماضية، ويُتوقّع أن يصل الوارد من المياه إلى 870 مليون متر مكعب، فيما شهد الفيضان عند نهر عطبرة استقراراً في المناسيب، في وقت سجلت فيه محطة عطبرة أعلى منسوب، وهو 20.51 متر مكعب، أعلى من فيضان 1946، الذي بلغت مناسيبه 21 متراً.وتوقّعت اللجنة بدء انحسار الفيضان وانخفاض المناسيب عند الخرطوم، ابتداء من اليوم، لتصل إلى 17.40 متر مربع، بعد غدٍ (الأربعاء)، وأن تسجل «محطة شندي» 18.08 متر ليوم غد، فيما انخفضت المناسيب عند عطبرة إلى 16.46 متر أمس، ويُتوقع أن تصل إلى 16.30 متر، غداً (الأربعاء).ودعت لجنة الفيضانات، الجهات المختصة والمواطنين إلى اتخاذ الحيطة والحذر حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم، فيما ناشدت منظمات وجهات أهلية الحكومة إعلان السودان منطقة كوارث، وطالب «تجمع المهنيين السودانيين» بإعلان حالة الطوارئ في الولايات بسبب السيول والفيضانات، وتحسباً لانتشار الأوبئة والأمراض.ودعا التجمع الحكومة لإعلان دخول البلاد في «حالة كوارث» ليتسنى وصول المساعدات الإنسانية وإغاثة المتضررين، وتزويد البلاد بحاجتها من الأمصال والأدوية لمكافحة الأوبئة والأمراض، المتوقع حدوثها بسبب الفيضان، ووضع جهود القوات النظامية في خدمة النفير الشعبي.وشوهدت المياه وهي تغمر مناطق واسعة من شارع النيل قبالة القصر الرئاسي، ومجلس الوزراء السوداني، فيما أعلن سكان «جزيرة توتي»، وسط الخرطوم، وعدد من المناطق الأخرى، حالة الاستنفار القصوى، وقضوا الليل وهم يراقبون النهر، خشية أن يغدر بهم وهم نيام، وشوهد مسؤولون يخوضون المياه، وبينهم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الذي تنقل بين مناطق الفيضان مستقلاً لنشاً نهرياً.ويحتفظ التاريخ للسودانيين بملاحم بطولية في مواجهة الفيضانات، مثلما يحتفظ بسيرة فيضانات كبيرة اجتاحت البلاد، أشهرها فيضان عام 1912، وكارثة السيول والفيضانات عام 1988، بيد أن مناسيب المياه تجاوزت تلك الفيضانات الشهيرة، هذا العام، وشوهد عدد من المواطنين وهم يحولون أجسادهم لمتاريس، من أجل سد الثغرات التي يتسرب منها باتجاه المساكن والمنشآت، لا سيما في «جزيرة توتي» وسط الخرطوم.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.