زهير السراج يكتب ..ولازال التحقيق مستمر! (مناظير)

0

* كنا نظن ان الموت المجاني الذي حصد الالوف طوال سنوات الضلال ومضغ الاكاذيب سيتوقف بمجرد سقوط الصنم وزبانيته، او هكذا يجب ان يكون !* كنا نظن ان الدماء التي أريقت بكثافة وسالت حتي جاوزت الحلقوم ستُحقن بعد ان غادرنا وبلا رجعة الذين كانوا يهللون طرباً لإراقة الدماء.* كنا نظن ان صوت الرصاص وازيز الطائرات الذي روع الامنين في مراقدهم سيتوقف الى الابد ! * كنا نظن ان الحق في الحياة الذي صادره الطغاة على مدار ثلاثين عاما سيعود لمن انجاهم الله من الموت العبثي! * لكن خاب الأمل، واضحى يخيب المرة تلو الاخرى، فمنذ الحادي عشر من ابريل 2019 تاريخ نهاية الطاغية وزبانيته، لم يمر شهر الا وكان الموت هو الحاضر .* لقد دفع السودانيون وعلى مدار الثلاثين عاما المنصرمة من عمر الوطن اثمانا باهظة عالية الكلفة تجرعوا فيها مرارات الالم ومآسي فقدان الاحبة ، وتحملوا بكل جلد المشقة والعذاب والجحيم لإيقاف القتل وانهاء العبث بحياتهم وارواحهم ، قدموا اغلى ما عندهم مهرا لنيل الحرية وتحقيق السلام وارساء دعائم العدالة والمساواة، ولم يحصدوا الا الهشيم.* خاب الأمل فالقاتل لا يزال حرا طليقا يباهي ويفاخر بفعلته الشنيعة دون ان يسأله احد ودون ان يشير اليه احد !* خاب املنا لان الممسكين بالقوة المؤتمنين على صون الحياة والحفاظ عليها، لا يزالوا يعيشون في الكذب والنفاق الذي رضعوا منه وتطبعوا عليه سنينا عددا، تتمدد في شرايينهم واوردتهم وامعاءهم الغليظة والدقيقة وجحور عيونهم وكل خلية شريرة في اجسامهم شهوة القتل !*خاب املنا في الحياة حيث القاعدة هي الموت والاستثناء هو البقاء على قيد الحياة في بلد يحكمه ويتحكم فيه عاشقو الموت ومصاصو الدماء، فالذي يقتل إنسانا ليس بإنسان، والذى يباهي بقتل إنسان ليس بإنسان، والذي لا يندم على قتل إنسان ليس بإنسان .. ولكن هل تدرك الوحوش معنى الانسانية وقيمة الحياة ؟!* امس فضوا الاعتصام ومارسوا القتل امام القيادة العامة للجيش بالخرطوم .. واليوم في فتابرنو، وغدا في أي مكان .. ليس مُهماً الاسم او الموقع او التاريخ، لكن المهم هو القتل واشباع الهواية في سفك الدماء، والاستمتاع بمنظر الدموع تسيل من اعين الاهل والاقرباء والحرقة تحرق في الحشى !* متي يتوقف الموت المجاني ، ومتي يفهم من بيده آلة القتل ان الضغط على الزناد هو اخر ما يلجأ له (الجندي) وهو في عز اشتداد المعارك وقتال العدو .. حتي الحروب والمعارك لها قواعد واصول واجبة الاتباع ولا يمكن تجاوزها اخلاقيا مهما حدث وهى: * ان يكون العدو قد بادر بالاعتداء. * ان يكون القتل دفاعا عن النفس.* ان تكون كل طرق الحماية الاخرى قد استنفذت. * ان يكون هنالك غطاء شرعي وقانوني. * كيف يجرؤ من بيده آلة القتل ان يضغط علي الزناد ليحصد الابرياء من إبناء جلدته ويذهب الي فراشة هانئ البال قرير العين؟! * كيف لقوة أيا كان اسمها وصفتها وسلطتها ومهما كانت الاسباب والدوافع، ان تضغط على الزناد لقتل مواطنيها دون ان يطرف لها جفن؟! * سيظل ما جرى وما يجري من قتل وتقتيل عاراً يلاحق صانعيه ابد الدهر!* اما نحن كمواطنين على هذه الارض، فلقد خاب املنا واتسعت مأساتنا، ولم يبق لنا بصيص أمل يمكن أن نتمسك به .. فهنيئا لخفافيش الظلام الذين يحكموننا ويتحكمون فينا ومن يعينوهم ومن يخشونهم .. ويغلقون افواههم عن قول الحق ! شيراز عبدالله الموردة ، أم درمانتعقيب: * إيمانا بأهمية إتاحة الفرصة للشباب وأصحاب الموهبة في الكتابة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم والمساهمة في بناء الوطن عبر الكلمة الحرة والنقد البناء والرأي السديد، قررتُ فتح هذا المنبر مرة كل اسبوع لمن يريد المشاركة والتعبير عن رأيه من الطلاب والشباب في كل الموضوعات بدون تحفظ أو تدخل من صاحبه، ولقد أسعدني جدا ان أجد في بريدي الإلكتروني الموضوع المنشور أعلاه لأبدأ به اليوم، في انتظار مساهمة كل من يرغب في المشاركة. الجريدة
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.