حوار مع الشيوعى

0

إسحق.. لا تحادثنا عن انشقاقنا . حدثنا عن انشقاقكم.. … ( شيوعي.) أستاذ شيوعي.. هل سمعت بجمل مثل .(ثورة في الثورة.. ثورة تصحيحية. وثورة ضد التحريفية. وثورة.. وثورة.) الأسماء الألف هذه.. هي أسماء انشقاقات الشيوعيين . الألف. ولا نشغل قلمنا بها وتسألنا ../ أستاذ / . عما ..( نخوت) به رؤوس الناس عن صلة كل شيء بكل شيء.. تسألنا. في استخفاف ضاحك.. ساخر.. والمرحوم عمر محمد الحاج. يوجز لك.. فالرجل يقدم طلباً للعمل في السفارة الهندية.. ويضربون له موعداً… وفي الموعد .. يعتذرون. لأن التوتر بين الهند وباكستان يبلغ ذروته ذلك اليوم.. والسفارة مشغولة ويضربون له موعداً وفي الموعد.. يعتذرون له بأن الحرب انفجرت.. والسفارة مشغولة ويضربون له موعداً وفي الموعد يعتذرون له بأن رؤساء الهند والباكستان يلتقون ذلك اليوم لتوقيع السلام.. ويضربون له موعداً وفي الموعد بعتذرون له في ذلك الصباح.. توفي الرئيس. شارستري. رئيس الهند . ويضربون له موعداً.. أستاذ.. ما الذي كان يلقى على لسان السفير الهندي. هذه الأوقات بالذات. وعن تعفن الفكر الإسلامي.. السيد عمر محمد الحاج ذاته يقدم رداً.. قال. تلقيت يوماً دعوة لإلقاء محاضرة.. ودهشت. فالمجموعة الشبابية التي كانت تقدم الدعوة. كانت مجموعة من الشباب الذين يعتبرون الدين نوعاً من الجنون قال والأيام تلك كانت هي أيام الهيبيز.. والبي جيز . والميني جوب. وإنكار الإله. وأيام فرقة البيتيلز .. والبنطلون الممزق.. وفلسفة تجريب كل شيء.. وأفلام الأباحية..(والإباحية حتى على المسرح. جنس كامل على المسرح في لندن وغيرها.) وأحد النقاد في لندن يسخر من الممثلين بقوله. لابد أنهم أرهقوا أنفسهم بالبروفات.. وكانت تلك أيام ثوران الشباب.(مثل الثورات الآن) التي تعرف ما ترفض ولا تعرف ما تريد) وكانت تلك أيام هيربيىرد ماكوز وأيام تجاوز سارتر.. وتجاوز كارل ماركس..والفتاة التي ترتدي حلقاً واسعاً.. يتدلي من أذنيها . تلتقم . عنقود الميكروفونات. في ميدان الكونكورد . وتصرخ من فوق رأس مليون شاب هناك.. يا لك من رجعي أيها السيد ماركس. يعني البت تجاوزت بفكرها السيد ماركس.. والمليون تحتها. مثلها.. وحالنا نحن أيام الجنون هذا. والتوهان الذي يهرب من الله والإسلام. حال ما يرسمه كان هو زيارة سارتر الى القاهرة في تلك الأيام.. وهناك يحتفون به غاية الحفاوة وسارتر بعدها يطير الى إسرائيل. وهناك يعلن كل غثيانه من العرب. حثالة العالم. تابو ..؟ .. لا.. العرب التقدميون.. كتبوا يصرخون من الابتهاج. لأن حديث سارتر. إنما يعني أن العقل الحر يبدل قوله كل ساعة .. الأيام دي.. أستاذ شيوعي . كانت هي أيام قام الناس ينطحون الحيطان من الدوار. والناس. لم يجدوا إلا دعوة الله والإخوان المسلمين وما تحصده حركة الإخوان المسلمين من العضوية بعد ضربة ٦٧. بالذات. كان يبلغ عشرة أضعاف ما حصدوه منذ الأربعينيات وبعدها الشيوعيون يشعرون بخطورة ما يجري وأن بضاعتهم كلها تتعفن الشعور هو هذا. كان يصنع العنف الشيوعي في كل مكان. ومنه انقلاب النميري.. الشيوعيون يردون على الفكر بالعضلات.. وعمر محمد الحاج يوجز الفكر يومها عند الشباب. في حكايته عن المحاضرة يومها قال.. مدير الندوة كان يقدمني للشباب بقوله. والآن.. نقدم إليكم نموذجاً. للفكر المتحلل المتعفن الذي تجاوزه الزمن. الذي مازال يؤمن بأن في السماء إله قال عمر التقديم هذا.. ونوع الشباب الحاضرين كلهم. كان يجعلني أتحدث بلغة معينة أمسكت بالميكرفون وجعلت أقول . هاي . أيفري بودي .. قرامشي.. لم يكن ديبلي. ايريونيوس كما قال هو نفسه لما جدد مقولة الرفيق ايستالين عن الشرعية الثورية فالرفيق قرامشي. كان يستطلق. نقدية. الهويستالجية في المثولوجيا اليونانية قبل يوريبيس لما كان من زنزانته يستبطن. صرخات الطبقة العاملة. التي كانت مظاهراتها السيكرووية. في البانيا تحوم فوق سهوب وغابات الكنوليانية التي يعريها سونغور.. الشاعر الضخم. وتعلمون أن استطرادية قرامشي التي كانت تطبع سراً. لم تكن مثلما قال ماك هيرودر جذوراً في الهواء.. قال عمر.. ومضيت وأهرف بكلام مثل هذا لساعة ونصف.. وأنا لا أفهم حرفاً واحداً مما أقول قال. وبعد السخرية التي قوبلت بها قبل الحديث.. رأيت العيون تلمع وتجتهد لتفهم. وتجتهد للتظاهر بالفهم .. وهزة الرؤوس. التي تنزل في دلوكة الظار التي أضربها تكثر.. قال. والتصفيق المذلذل الذي أطلقوه بعد نهاية حديثي. لن أنساه أبداً السيد شيوعي.. رؤوسكم ورؤوسنا كانت هي هذه وتسأل عن الانشقاق.. والانشقاق.. كان ما يصنعه هو أن العالم يكتشف خطورة الإخوان وخطورة الإسلام المتجدد . الإسلام الذي ما بين الستينيات والسبعينيات. أيام الهوس العالمي هذا كان يحصد الناس. حتى أن صحافة فرنسا أخذت تكتب محذرة من أن (فرنسا تصبح قريباً ضاحية من ضواحي مكة) أما صلة كل شيء بكل شيء في قدرية غريبة هي للغرابة ذاتها. يجمع القدرية بالشيوعية في حديثنا هذا.. ففي الستينيات ذاتها ..كانت صلة كل شيء بكل شيء تنقذ اندونيسيا من الشيوعية ففي الستينيات. كان الشيوعيون في اندونيسيا/ مثلهم في كل مكان / حين يشعرون بخطورة التمدد الإسلامي يقررون القيام بانقلاب.. وصلة كل شيء بكل شيء تتدخل.. والشيوعيون حين يرسلون مجموعات لاغتيال الشخصيات الضخمة يرسلون مجموعة لاغتيال. عبد الحارث ناثيتون.. وعبد الحارث قائد الجيش الأندونيسي كان من أبرع الشخصيات في حرب العصابات وحرب المدن وعبد الحارث.. طفلته ذات السنتين. تصرخ تلك الليلة من التهاب اللوز.. والرجل ينطلق بها الى المستشفى.. وعند عودته. كان الرجل .. وبعيون الخبير بحرب العصابات.. يشعر بشيء غير عادي. وهو يقترب من بيته. ويروغ.. وصرخة قيادة الانقلاب. عندما سمعت بهروبه. تصبح من الكلاسيكيات.. قائد الانقلاب. صرخ يا إلهي..لقد أقلتو ناثيتون. وفي لحظة. كل أحد عرف أن الانقلاب (طرشق ) وبالفعل.. وبعد أيام كان الناس يشنقون الشيوعيون في الشوارع وفي فروع الأشجار ماااا علينا المهم. أن حكاية الصلة الغيبية التي تدبر الأشياء هي هذه . يبقى عن الانشقاق. إن يناير الذي يقترب. يشهد العيد الخامس والثلاثين لما حدث بين الشيوعيين في اليمن ولما حدث عن الانشقاق بينهم هناك. فاليوم الاول من يناير عام ٨٥. كان هو يوم الانتخابات والحزبان المتنافسان كلاهما شيوعي والحزب الشيوعي الحاكم يرسل عناصره فجر ذلك اليوم الى بيوت قادة الجناح الشيوعي الآخر يذبحونهم في بيوتهم ثم بعدها الحزب الحاكم يفتح أبواب مراكز الاقتراع حتى يمارس الناس. انتخابهم في ديمقراطية كاملة ولو لا أن للمقال حدود.. لحدثناك عن انشقاقاتنا.. وانشقاقاتكم

إسحق فضل الله

اخر الليل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.