
متابعات-الحرية نيوز-تمكنت الشرطة السودانية بولاية نهر النيل من تحقيق تقدم كبير في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها الولاية مؤخراً، بعد أن نجحت في فك طلاسم جريمة ذبح التلميذ عثمان أبو القاسم بمنطقة الصلوعاب – وادي خليل بمحلية المتمة، والقبض على الجناة بعد تحريات مكثفة ومجهود أمني كبير.
وبحسب مصادر موثوقة، تعود تفاصيل الحادثة إلى يوم مأساوي، عندما عاد الطالب عثمان أبو القاسم، وهو تلميذ في مرحلة الشهادة السودانية، إلى منزله عقب أدائه الامتحان التجريبي، ليجد نفسه ضحية لجريمة لم تتضح بعد دوافعها.
فور دخوله المنزل، طرق أربعة ملثمين الباب، فقامت شقيقته بفتح الباب دون أن تتوقع الخطر القادم، حيث قام الجناة بربطها وأخذ هاتفها المحمول، ثم اقتحموا غرفة الطالب وذبحوه من الوريد إلى الوريد، في مشهد مروع هز أركان المنطقة وأثار حالة من الصدمة والذهول بين الأهالي.
أثارت الجريمة ردود فعل غاضبة في منطقة وادي خليل والصلوعاب في المتمة إذ اعتبرها كثيرون فعلاً دخيلاً على قيم المجتمع السوداني المحافظ في تلك المناطق. وطالب الأهالي السلطات بالتحرك العاجل لكشف الجناة وتقديمهم للعدالة.
ولم تتأخر الشرطة كثيراً، حيث باشرت فرق التحري والأدلة الجنائية عملها منذ اللحظات الأولى للجريمة، مستعينة بمعلومات الأهالي والمحيطين، وبالفعل قادت التحريات الميدانية والفنية إلى تحديد هوية الجناة والقبض عليهم خلال وقت وجيز.
ورغم القبض على الجناة، لم تفصح السلطات حتى الآن عن الدوافع الحقيقية وراء تنفيذ الجريمة بهذه الطريقة البشعة، ما زاد من حجم الغموض والتساؤلات، خاصة في ظل غياب أية مؤشرات على وجود خلافات سابقة مع الطالب أو أسرته.
وتشير بعض التكهنات إلى احتمال وجود دوافع مرتبطة بالابتزاز أو الجريمة المنظمة، فيما يذهب آخرون إلى فرضيات تتعلق بمحاولات ترهيب أو تصفية لحسابات لم تتضح معالمها بعد، بانتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الرسمية.
لاقى إعلان الشرطة عن القبض على الجناة ترحيباً واسعاً من أهالي المنطقة والولاية، حيث أعرب عدد من المواطنين عن ثقتهم في قدرة الأجهزة الأمنية على حماية المجتمع وكشف الجرائم مهما بلغت تعقيداتها، داعين إلى سرعة تقديم المتهمين للمحاكمة وتنفيذ القصاص العادل.
كما طالبوا بتكثيف الدوريات الشرطية في المناطق الريفية والنائية، مؤكدين أن الفراغ الأمني يشجع على مثل هذه الأفعال الإجرامية النادرة على المجتمع المحلي.
من جانبها، دعت منظمات مجتمع مدني ونشطاء في مجال التعليم والطفولة إلى تشديد إجراءات حماية التلاميذ والطلاب في المناطق المتأثرة بالأزمات الأمنية، وتوفير بيئة آمنة لهم بعد تكرار حوادث استهدافهم في عدة مناطق.
وأكدت فعاليات مجتمعية في نهر النيل أن الاعتداء على طالب في هذه السن، خصوصاً أثناء استعداده للامتحانات، يمثل طعنة في قلب المجتمع والأسرة والتعليم على حد سواء، ويستدعي مواقف حازمة وردود فعل قانونية قوية.
ومن المتوقع أن تكشف الشرطة خلال الساعات أو الأيام القادمة عن تفاصيل التحقيقات مع المتهمين، وربما توضح دوافع الجريمة الغامضة التي أثارت اهتمامًا واسعًا في مختلف أرجاء السودان، وسط دعوات بأن يكون القصاص سريعًا ورادعًا حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم.
في الأثناء، لا تزال أسرة الطالب عثمان أبو القاسم تعيش في صدمة وحزن بالغين، وسط موجة من التضامن الشعبي مع العائلة التي فقدت ابنها في حادثة مأساوية لا يزال وقعها يتردد في كل أرجاء محلية المتمة.