اخبار

الشرطة السودانية تعلن تحكم السيطرة على الخرطوم

متابعات-الحرية نيوز

متابعات-الحرية نيوز-أعلنت الشرطة السودانية إحكام قبضتها الأمنية على ولاية الخرطوم، مؤكدة مباشرة قواتها لمهامها من قلب العاصمة، بعد ما وصفته بـ”ملاحم الشرف والانتصارات” التي أسهمت في تحرير المدينة من سيطرة المليشيات، لتؤسس بذلك لمنصة انطلاق نحو استعادة الأمن والاستقرار في كافة ربوع البلاد.

جاء هذا الإعلان خلال المنبر الدوري لوزارة الداخلية، الذي انعقد اليوم بقاعة جهاز المخابرات العامة في مدينة بورتسودان، ضمن فعاليات المؤتمر التنويري الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام بالتعاون مع وكالة السودان للأنباء. وتناول المنبر زيارة وفد وزارة الداخلية إلى الخرطوم وانتشار القوات الشرطية بالعاصمة، كجزء من خطة أمنية شاملة تهدف لإعادة الحياة الطبيعية إلى العاصمة السودانية بعد شهور من الصراع المسلح.

مهام متعددة لإعادة الحياة

وأكد وزير الداخلية، الفريق شرطة خليل باشا سايرين، أن الوزارة تعتبر رأس الرمح في جهود عودة مؤسسات الدولة إلى العاصمة، مشيرًا إلى أن خطة الانتشار الشرطي الواسع تأتي لبسط الأمن، مكافحة الجريمة، إزالة المخلفات، ودفن الجثث التي تراكمت خلال فترة الحرب، إضافة إلى تطهير المدينة من الألغام والمتفجرات، وأعمال إصحاح البيئة.

وقال الوزير إن الزيارة التي قامت بها قيادات الداخلية إلى الخرطوم حققت أهدافها من خلال الوقوف ميدانيًا على حجم الدمار وتحديد الاحتياجات الفعلية، مشيرًا إلى أن تشغيل الأقسام الجنائية وصل إلى نسبة 91%، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابيًا على عودة الحياة تدريجيًا.

تأمين العاصمة واستعادة الخدمات

من جانبه، شدد الفريق شرطة محمد إبراهيم عوض الله، المدير العام لقوات الشرطة بالإنابة، على التزام وزارة الداخلية بتوفير أرضية أمنية مستقرة تسمح بعودة المؤسسات الخدمية إلى العمل، معلنًا عن خطة شاملة لتأمين الخرطوم تشمل تشغيل كل أقسام الشرطة، إنشاء ارتكازات ثابتة، تسيير دوريات متحركة، وتوظيف كامل للقوات النظامية.

وأكد عوض الله أن الشرطة تعمل أيضًا على إعادة تشكيل آلية لحماية المواطنين، إلى جانب مواصلة عمل لجنة رصد المتعاونين مع مليشيا الدعم السريع تمهيدًا لتقديمهم للعدالة، موضحًا أن الشرطة المجتمعية سيكون لها دور محوري في المرحلة المقبلة من أجل بسط الأمن الشامل وتعزيز الترابط بين الأجهزة الأمنية والمواطنين.

تحديات ما بعد التحرير

ورغم إعلان السيطرة الأمنية، فإن الطريق نحو استعادة الخرطوم إلى سابق عهدها ما زال مليئًا بالتحديات، أبرزها إزالة آثار الحرب من الشوارع والمرافق العامة، تطهير المدينة من الألغام والمتفجرات، وإعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والنظافة والصحة والتعليم. كما أن العبء الكبير الملقى على كاهل الأجهزة الشرطية يتطلب دعمًا سياسيًا ولوجستيًا، بالإضافة إلى تعاون فاعل من المجتمع المدني.

رسائل تطمين

بعثت وزارة الداخلية برسائل تطمين إلى المواطنين، مؤكدة أن قوات الشرطة ستبقى في قلب العاصمة وستواصل الانتشار لحين استتباب الأمن الكامل، فيما دعت المواطنين إلى التعاون مع السلطات الأمنية والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه أو متصل بمخلفات الحرب أو تحركات لعناصر خارجة عن القانون.

كما أشار المسؤولون إلى التنسيق الكامل مع وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة، من أجل الإسراع في تهيئة البيئة اللازمة لإعادة الإعمار وتطبيع الحياة في الخرطوم، وذلك كجزء من خطة قومية أشمل لإعادة بناء السودان بعد الحرب.

الخرطوم كنقطة انطلاق

ويعد استقرار الأوضاع في الخرطوم نقطة محورية في جهود الدولة لإعادة السيطرة على البلاد، إذ تمثل العاصمة مركزًا سياسيًا وإداريًا واقتصاديًا لا غنى عنه، ومن هنا فإن عودة قوات الشرطة إلى العمل من قلبها تعني الكثير في ميزان المرحلة المقبلة. ويُنظر إلى الخرطوم حاليًا كقاعدة لانطلاق مشاريع الأمن وإعادة البناء في بقية ولايات السودان التي تأثرت بالنزاع، خاصة في دارفور وكردفان.

دعوات إلى دعم أكبر

وبينما لاقت هذه التصريحات ارتياحًا واسعًا لدى الشارع السوداني، طالب مراقبون ومواطنون بتوسيع دائرة الجهود لتشمل تعزيز البنية التحتية الشرطية، وتوفير الدعم الفني والتقني للأجهزة الأمنية، وتحقيق العدالة الانتقالية بحق كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء خلال الحرب.

ودعا آخرون إلى إشراك المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني في خطط التعافي، وذلك من خلال تعزيز برامج الشرطة المجتمعية، وحملات التوعية، والعمل التطوعي لإعادة بناء المؤسسات والمدارس والمراكز الصحية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى