
متابعات-الحرية نيوز- أظهرت نشرة أسعار الصرف الصادرة عن بنك الخرطوم يوم الأحد الموافق 6 أبريل 2025، ارتفاعاً كبيراً في أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، ما يعكس استمرار التراجع الحاد في قيمة العملة الوطنية في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد.
وجاء في النشرة أن سعر صرف اليورو بلغ 2190.23 جنيهاً للبيع، و2152.18 جنيهاً لشراء النقد، فيما سجل 2173.92 جنيهاً لسعر التحويل، محققاً بذلك أعلى قيمة بين العملات الأوروبية.
كما حافظ الدولار الأمريكي على موقعه كأكثر العملات تأثيراً، إذ سجل 2035.15 جنيهاً للبيع، و2020.00 جنيهاً للشراء والتحويل، في مؤشر على محاولات البنك الحفاظ على سعر موحد لتقليل الفجوة بين السوق الرسمي والموازي.
وسجل الجنيه الإسترليني ارتفاعاً كبيراً حيث بلغ 2584.44 جنيهاً للبيع، و2539.54 جنيهاً لشراء النقد، فيما بلغ 2565.19 جنيهاً للتحويل، ليؤكد الاتجاه التصاعدي لسعر الصرف أمام الجنيه السوداني.
وفيما يلي أسعار أبرز العملات الخليجية مقابل الجنيه السوداني:
- الريال السعودي: 579.82 للبيع، 575.49 للشراء.
- الدرهم الإماراتي: 581.48 للبيع، 577.14 للشراء.
- الريال القطري: 588.01 للبيع، 583.62 للشراء.
- الدينار البحريني: 5665.12 للبيع، 5622.91 للتحويل.
- الريال العُماني: 5547.41 للبيع، 5506.07 للتحويل.
أما الفرنك السويسري فسجل 2365.63 جنيهاً للبيع، فيما بلغ الين الياباني 13.86 جنيهاً للبيع، وهو الأقل من حيث القيمة الاسمية، لكنه يُعد مؤشراً مهماً على حجم التراجع في القوة الشرائية للعملة السودانية.
أزمة اقتصادية تتفاقم
تعكس هذه الأرقام استمرار الانهيار في قيمة الجنيه السوداني، في ظل أزمات معقدة تشمل الحرب، وشح النقد الأجنبي، وتعطل سلاسل الإمداد، وانهيار البنية التحتية للمصارف، ما زاد الضغط على السوق النقدي ورفع الطلب على العملات الأجنبية.
ويشير التقارب بين أسعار شراء النقد والتحويل، خاصة في الدولار، إلى مساعٍ من بنك الخرطوم لتقليص التباين بين التعاملات النقدية والإلكترونية، في محاولة للسيطرة على حالة التذبذب المستمرة في السوق.
السوق الموازي يواصل الهيمنة
ورغم صدور الأسعار الرسمية، لا تزال أسواق العملات الموازية تتحكم فعلياً في الاقتصاد اليومي، إذ تتجاوز الأسعار الفعلية في السوق السوداء النشرة الرسمية بفوارق تتراوح بين 10% و20%، خاصة مع صعوبة الحصول على العملات الأجنبية من القنوات الرسمية، في ظل قيود صارمة وندرة حادة في المعروض.
تحذيرات من موجة تضخمية جديدة
يحذر خبراء الاقتصاد من أن استمرار انخفاض قيمة الجنيه بهذا الشكل قد يؤدي إلى موجة جديدة من التضخم وارتفاع أسعار السلع الأساسية والخدمات، ما ينذر بمزيد من التدهور في الأوضاع المعيشية للمواطنين.
كما طالب مراقبون بضرورة تدخل اقتصادي عاجل، يتضمن إصلاحات في السياسات النقدية، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي، وتحفيز الإنتاج، بالإضافة إلى معالجة الاختلالات السياسية والأمنية التي تمثل العائق الأكبر أمام أي استقرار اقتصادي.
في ظل استمرار الحرب وتعثر الحلول السياسية، يظل الجنيه السوداني تحت ضغط شديد، ما يجعل استقرار السوق النقدي رهناً بتسوية شاملة تعيد الثقة إلى الاقتصاد والمؤسسات المالية. وحتى ذلك الحين، يتوقع أن تواصل أسعار العملات الأجنبية ارتفاعها، وسط تصاعد المخاوف من دخول البلاد في حلقة تضخمية خطيرة تهدد الاستقرار المعيشي والاجتماعي.
أسعار العملات الأجنبية في بنك الخرطوم اليوم
