افياء
ايمن كبوش
الجنرال عبد الرحمن يحسم فوضى حزب الامة..
# قلت له: منذ ايام (الهياج) الثوري الاولى، كنت اقول لبعض النشطاء والناشطين، بأن الحبيب الراحل (الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي)، رئيس حزب الامة وامام الانصار، سيكون هو بيت الحكمة وبيت الخبرة والمرجع العقلاني الذي سوف يثبت اركان ودعائم هذه الثورة، وهو الذي لم يكن كذلك لاحقا عندما شهدت المسيرة الكثير من التجاذبات المضرة، لا لشيء سوى ان بعض الذين تصدروا المشهد بلا تاريخي سياسي ولا قبول مجتمعي ولا كاريزما ولا رافعات جماهيرية، ارادوا اختطاف الصدارة وهم يدركون ان وزنهم السياسي لا يتعدى (وزن الريشة) الذي لن يصعد بهم الى مقدمة الركب حال اللجوء الى اي انتخاب داخلي للقيادة، لذلك بذلوا خيارا آخرا افقيا كان او رأسيا وفلسفوا الامور الى رحاب القيادة الجماعية لقطع الطريق امام ترأس الامام للحراك السياسي، لانهم من ناحية اوزان، باختصار غير مخل، لن يجدوا غيره للقيادة بموضوعية التاريخ والجماهيرية ورجاحة الرأي في مقابل الاحزاب الاخرى التي لا يتبعها الا (تلاتة اربعة انفار من مطاريد الاحزاب الكبيرة) من لدن احزاب البعث العربي والاشتراكي المتناثرة الى رصيف شلة التجمع الاتحادي ومن لف لفهم.
# حاليا.. يعيش حزب الامة (الاصل)، والاصل هنا صفة واجبة، وان لم تلتصق بالاسم الرسمي الذي اختاروا له ان يكون (حزب الامة القومي)، يعيش هذا الحزب اوضاعا مأسوية بسبب غياب القائد والزعيم، حيث تُرك الامر للرئيس المكلف لاكثر من ثلاثة اعوام، يساعده الواثق البرير على خراب الحزب وتفككه، وهذا بطبيعة الحال كان ينبغي ان يسعدنا خاصة اذا عدنا القهقري وتأملنا الاوضاع وتسآءلنا عن الاوزان ما بين الامام الصادق والجنرال الكسيح برمة ناصر.. ! بكل تأكيد لم تعد المعادلة موضوعية ولا حزب الامة هو حزب الامة لذلك ليس هناك خيار، في هذه المرحلة الحساسة التي ارتفعت فيها وتيرة حرب البيانات حتى من داخل بيت سيد صادق ممثلا في رباح، ليس هناك خيار افضل من ان ينتفض بيت المهدي لادراك ما تبقى من ماء الوجه المراق في مطارات العمالة وفنادق العهر السياسي، وهي انتفاضة تمتلك الكثير من المؤهلات التي يمكن ان تقودها للنجاح وفي مقدمتها بقايا محبة مازالت في الجوار لآل هذا البيت، وشواهد التاريخ التي تضع الحزب في المقدمة في اي سباق جماهيري او انتخابي، عطفا على وجود الجنرال عبد الرحمن الصادق المهدي على قيد الحياة، رجل يمتلك القبول الاجتماعي والمحبة، كما ان مواقفه المحترمة مع البلد والقوات المسلحة، تؤهله بلا ادنى لجلجة لقيادة معركة التحرير ضد برمة ناصر والواثق البرير وكل العملاء الذين مرغوا اسم الحزب في التراب بسبب مساندتهم وتوقيعهم لميثاق العار مع قائد المليشيا المتمردة.
# على الجنرال عبد الرحمن الصادق ان ينتفض لكي يحافظ على كسب والده وارث حزبه التليد، هذا لن يتأتى بالمسكنة والخجل، لابد من اجراء جراحة عاجلة تستأصل كل الدمامل التي ظهرت على جسد الحزب العريق ثم تحولت الى خلايا سرطانية لا يجدي معها سوى البتر، الجنرال عبد الرحمن يحتاجه حزب الامة اكثر من الجيش، هناك مئات اللواءات في الجيش السوداني ولكن لا يوجد قائد حقيقي الآن لحزب الامة.. لانه حالما انتهت الحرب وبدأت العملية السياسية سيكتشف الجنرال عبد الرحمن والشعب ان ما تبقى من ايام لن يكون كافيا لستر عورة الحزب الذي مازال عاريا في سهلة مزادات المليشيا المتمردة ودولة الامارات.. انتفض ايها الجنرال واحسم الفوضى.