انقسام بين القوى السياسية في السودان حول استقالة فولكر بيرتس

0

الحرية نيوز



الخرطوم ـ «القدس العربي»: على الرغم من أن استقالة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، لم تكن مفاجئة في ظل تصاعد الخطاب الرافض لاستمرار تكليفه في البلاد من جانب الحكومة السودانية والقوى الموالية للجيش، إلا أنها أثارت جملة ردود فعل متفاوتة.
والأربعاء، أعلن بيرتس استقالته من منصبه، بعد تقديم إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، حذر خلالها من أن السودان ينزلق نحو «أتون الحرب الأهلية».

ولفت السفير الأمريكي في الخرطوم جون غودفري، الى أن جهود ودور الأمم المتحدة في السودان أصبحا أكثر أهمية في ضوء الصراع الحالي.

جهود حثيثة

ورأى أن بيرتس «بذل جهودا حثيثة لمساعدة السودان على استعادة انتقاله الديمقراطي، وقيادته لفريق الأمم المتحدة المخصص لتحسين حياة السودانيين».
كذلك، رأى القيادي في «الحرية والتغيير» نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر، أن البعثة الأممية ظلت تتعرض لهجمات مما وصفها بـ «قوى الظلام المعادية للديمقراطية».

ورأى أن «على الرغم من عمل بعثة يونيتامس الجاد على دعم تطلعات الشعب السوداني إلى السلام والديمقراطية والعدالة، إلا أنها ظلت تتعرض بشكل مستمر لهجمات القوى المعادية للتحول المدني الديمقراطي».
واتهم عناصر النظام السابق بـ «اختطاف مؤسسات الدولة وتوظيفها لخدمة أجندتهم الخاصة» منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي، محذرا من تكرار تلك القوى لـ «ذات إسطوانات العداء للأسرة الدولية عبر تدثرها بشعارات الوطنية والسيادة».
وأكد أنهم «لا يزالون يتطلعون إلى الدور الإيجابي للأمم المتحدة وبعثة يونيتامس في المساعدة على إيجاد حل سلمي للأزمة في السودان».
بينما تساءلت المتحدثة باسم «الحرية والتغيير» سلمى نور، حول إذا ما كانت استقالة بيرتس «تعلن كفر الأمم المتحدة بإمكانية الرجوع لمسار التحول المدني الديمقراطي نسبة لتفاقم الأوضاع في الأرض في السودان».

ولفتت إلى «تحذير المبعوث الأممي المستقيل من انزلاق الوضع في السودان إلى حرب أهلية» مشيرة إلى أنه الأمر الذي ظلت الحرية والتغيير تحذر منه منذ انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ورأت أن «فهم السياق السياسي وتعقيدات المشهد، من أهم عوامل نجاح أو فشل أي جهود سياسية» مشيرة إلى أن «حالة السيولة الأمنية وانتشار وتوسع خطاب الكراهية، بالإضافة إلى حالة تعدد الجيوش، كانت مؤشرات واضحة على أن البلاد تنتظر طلقة مثل التي انطلقت في سور المدينة الرياضية (معسكر تابع للدعم السريع جنوب الخرطوم) حتى يتوفر لها الوضع والبيئة المناسبة لاندلاعها وانتشارها واستمرارها».
وقالت إن «الأخطر هو ما قامت به القوات المسلحة من دعوات التجنيد التي أطلقها القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه ياسر العطا، للمواطنين المدنيين وفتح معسكرات التدريب، الأمر الذي سيحول كل المدن الى ساحات معارك ومناطق اشتباكات، وكل الشعب إلى جزء من الصراع».

وأشارت إلى أن «الأولى بالقوات المسلحة الدعوة لوقف هذه الحرب العبثية بدلا عن محاولة زيادة رقعتها وتوسيع دائرة شرها بزيادة المساحات التي يمكن أن تتعرض للانتهاكات المختلفة من قبل قوات الدعم السريع وغيرها سواء كانت منظمة أو غير منظمة».
وحذرت من أن «خطر وسيناريو الحرب الأهلية في ظل استمرار المعارك في السودان أصبح حتميا ومتوقعا، خاصة وأن القوات المسلحة ليست لديها أي مساع أو علامات تنبئ برغبتها في السعي لوقف الحرب».
وأوضحت أن ذلك يبدو جلياً من «تحركات القائد العام الذي يبحث عن شرعية بين قادة وزعماء دول الجوار والإقليم لحربه التي يخوضها بأجساد شعبه و شرعية لخطواته التالية في مواصلة هذه الحرب «.
وفي السياق، أشار المتحدث باسم «الجبهة الثورية» أسامة سعيد، إلى عمله في اللجنة التنسيقية المشتركة التي كانت تضم بعثة الأمم المتحدة وممثلين للقوى المدنية والسياسية والعسكرية في السودان.
وقال إنه من خلال تجربة العمل المشترك، رأى أن بيرتس قام بـ«مجهودات كبيرة بحكم التفويض الممنوح لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة السودان في عملية الانتقال الديمقراطي» ورأى أن «هذه المجهودات محل تقدير واحترام قطاع واسع من السودانيين».
وأضاف: «على الرغم من محاولات قوى الظلام والردة عرقلة عملية الانتقال بجر البلاد إلى أتون حرب عبثية لا طائل منها سوى خراب السودان، ستواصل قوى الثورة السودانية المسير بعزم وجلد نحو الانتقال لدولة الحرية والسلام والعدالة».

«صفقة خروج لائق»

ومقابل القوى التي رأت أن رئيس البعثة الأممية المستقيل قام بـ«جهود حثيثة لدفع البلاد نحو الانتقال الديمقراطي» اعتبرت أطراف موالية للجيش تنحيته «نصراً للسيادة الوطنية».
ولم يخف المتحدث باسم التيار الإسلامي العريض هشام الشواني، سعادته باستقالة المبعوث الأممي. وقال إن «بيرتس مُنح صفقة خروج لائق، ليلقي كلمته الأخيرة أمام مجلس الأمن، ويقدم استقالته أمام العالم ويظهر كأنه المستقيل وليس السودان من رفضه».
وأضاف: «على أي حال، ليس مهما الطريقة بل المهم أن بيرتس الذي اعتبره جزءا رئيسا من الأزمة قد ذهب بغير رجعة».
وزاد: «كنت قد تكرمت وطلبت بأن نمنح بيرتس تأشيرة سياحية مستقبلا، لكنني أسحب كلامي بسبب مسرحيته الرديئة».
أما رئيس قوى «الحراك الوطني» التجاني السيسي، فقال إن بيرتس «كان عليه أن يغادر البلاد قبل فترة طويلة، ولو فعل ذلك لما وصلت البلاد إلى هذه المرحلة».
وحمل المبعوث الأممي «قدراً كبيراً» من المسؤولية عما يحدث من دمار في السودان.
كما اعتبر القيادي في «التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية» محيي الدين إبراهيم أن بيرتس «كان بمثابة قائد المؤامرة على بلادنا والمنسق المعتمد لمراحلها».
ومنذ اندلاع الحرب في البلاد، منتصف أبريل/ نيسان الماضي، طالبت الحكومة السودانية عدة مرات بتنحي بيرتس الذي اعتبرت أنه غير مرحب به في البلاد، متهمة إياه بتجاوز مهام بعثته وعدم الحياد.
وقال بيرتس، خلال مخاطبته، أمس الأربعاء جلسة مجلس الأمن الخاصة بالسودان وجنوب السودان، إنه يقدم إحاطته الأخيرة كممثل للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، داعيا المجتمع الدولي إلى تعزيز الضغوط على القيادة العسكرية لإنهاء الحرب والدفع من أجل الحكم المدني الديمقراطي في البلاد.
وبعد انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، قاد الإسلاميون موجة من الاحتجاجات المناهضة لاستمرار تكليف البعثة الأممية في السودان، فيما ذهب بعض عناصرهم إلى وصف بيرتس بـ«النازي» والتهديد بتصفيته.

واتساب اخبار السودان لحظة بلحظة 2


الحرية نيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.