بمختلف أنواع الأسلحة.. الخرطوم تشهد أعنف المعارك حول سلاح المدرعات

احتدمت أمس ،حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وارتفعت وتيرة المواجهات العنيفة في محيط سلاح المدرعات بالشجرة جنوبي الخرطوم، وأعلن الجيش استعداده لتسليم 230 أسيراً، فيما أكد وزير الداخلية حتمية اعتقال رموز النظام السابق الفارين وإعادتهم إلى السجون، بجانب مجرمين فارّين شاركوا مع الدعم في القتال.

وشنت قوات الدعم السريع، أمس، هجوماً وصف بالأعنف على سلاح المدرعات،تصدى له الجيش وشهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة.

وهزت انفجارات عنيفة ومتتالية أطلقتها مدفعية الجيش باتجاه مواقع مختلفة لقوات الدعم حول محيط منطقتي أرض المعسكرات والمدينة الرياضية الواقعتين جنوب شرق الخرطوم، وارتفعت أعمدة الدخان في منطقة الجريف الرياض وبري والمنشية والطائف التي تنتشر فيها قوات الدعم بكثافة شرق الخرطوم.

وتجددت الاشتباكات بشكل عنيف، أمس الثلاثاء، بين الجيش والدعم، في منطقة أم درمان القديمة في محاولات من الجانبين للانتشار أكثر وتوسعة نقاط السيطرة على المواقع المتاخمة لجسر شمبات الذي تسعى الأطراف المتحاربة إلى وضع يدها عليه لأهميته الاستراتيجية وهو جسر يربط بين أم درمان والخرطوم بحري ويمثل خط توفير الجنود والعتاد من الناحية الغربية.

إلى ذلك،اتهم وزير الداخلية، مدير عام الشرطة الفريق خالد حسان، الدعم السريع بانتهاك مقار الشرطة في بعض المناطق، وعزا عدم تصديهم لها وأداء واجبهم في بعض مقار الشرطة «لفارق العدة والعتاد ولعدم التزام المتمردين بالقواعد الإنسانية».

وأكد في مقابلة تلفزيونية أمس أنه «يتحتم إعادة رموز النظام السابق الذين غادروا السجون، لتأخذ العدالة مجراها». وشدد حسان على أن الشرطة ستلقي القبض على رموز النظام السابق الفارّين من السجون، وقال «هناك مجرمون فارّون من السجون شاركوا مع الدعم في القتال وسنعيد إلقاء القبض عليهم، وأشار إلى أن السجل المدني غير قابل للاختراق،ونفى حصول أي أجنبي على رقم وطني.

230 أسيراً

في جانب آخر، أعلن الجيش،أمس الأول الاثنين، استعداده لتسليم 230 أسيراً من الدعم، وأوضح أن الأسرى من بينهم 30 من القُصّر، و200 من غيرهم، وسيتم تسليمهم في أم درمان وفق ترتيبات مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في البلاد، الذين تمت مخاطبتهم بهذا الشأن بتاريخ 28 أغسطس/آب الماضي». وأكد الصليب الأحمر الدولي تلقيه طلباً من الجيش لتسليم أسرى لديه من الدعم السريع،وقالت إن عملية تسليم الأسرى ستجرى من جانب الجيش فقط.

تحرير الدولة من الفلول

في السياق، نفى قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، مساء أمس الأول الاثنين، أن تكون قواته تعدم الأسرى، وأكد أن قواته منتشرة بشكل كبير في العاصمة، وشدد على أن الحرب فُرضت على قواته.

وقال حميدتي في تسجيل صوتي نشره على حسابه بمنصة «إكس»:إن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اتهمنا بالخيانة لكن الجيش بادر بمهاجمتنا وفرض علينا الحرب. وأضاف البرهان رفض مقترحي بالتوأمة بين قواتنا والجيش ونحن ندافع عن أنفسنا والشعب السوداني وعن الديمقراطية.

وأكد الوجود الكبير لقواته في مدن العاصمة الثلاث، وخاطب جنود الجيش، قائلاً إن محاولاتهم للتقدم في مدن العاصمة فشلت، مطالباً إياهم بإنقاذ أنفسهم قبل فوات الأوان،وأضاف أن الجميع في هذه الحرب ضحايا.

وأعلن حميدتي انتهاء الحرب في القريب العاجل وتوعد البرهان بمواصلة القتال قائلاً إن قوات الدعم السريع زاد عديدها منذ بداية الحرب،وأضاف أن«الفلول» في إشارة إلى نظام الرئيس السابق عمر البشير-، هم وراء الانقلاب والبرهان سلمهم السلطة،وأكد «أن الدعم السريع لن يستلم السلطة وإنما سيحرر الدولة من الفلول».

البرهان إلى نيويورك

ويزور رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ويرافق البرهان في رحلته وفد رفيع المستوى لتمثيل السودان في الاجتماعات ال78 للجمعية، التي تقام خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 25 من الشهر الحالي.

إلى ذلك،قال مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان،أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان يعول على نجاح «منبر جدة» التفاوضي بين الجيش الدعم السريع لإنهاء الصراع،وأضاف «القوات المسلحة تعتبر وقف إطلاق النار مهماً جداً من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها».

طائرة مصرية تهبط في بورتسودان

وهبطت أمس الثلاثاء، أولى الرحلات الجوية المباشرة لشركة «مصر للطيران» من القاهرة إلى مطار بورتسودان، شمال شرق السودان على البحر الأحمر. جاء ذلك،بحسب ما نشرته وسائل إعلام مصرية محلية أبرزها صحيفة «الوطن»، ومقطع فيديو بثته قناة «القاهرة الإخبارية» لهبوط الطائرة على مدرج المطار.

7 ملايين شخص نزحوا داخلياً

قالت المنظمة الدولية للهجرة،أمس الثلاثاء إن ما يقرب من 7.1 مليون شخص نزحوا داخلياً في السودان، أكثر من نصفهم نزحوا حديثاً نتيجة الصراع الذي بدأ في أبريل/ نيسان.