تحليل للوضع العملياتي في مدرعات الشجرة (تفاصيل اكثر)

0

الحرية نيوز

تحليل للوضع العملياتي في مدرعات الشجرة نظراً لطريقة هجمات الدعم السريع على معسكر مدرعات الشجرة سنجد أنها مطابقة لنسق هجماتهم منذ بداية الحرب.

من بعد معركة مدرعات الشجرة الكبرى التي استمرت ٣ أيام تجددت اشتباكات متقطعة في الفترة السابقة كان أغلبها عمليات تمشيط وتوسيع دائرة الدفاع حول المعسكر من قبل الجيش مع بعض محاولات الهجوم الصغيرة من قِبل الميليشيا.

بالنسبة للدفاعات والوضع العملياتي في الحاور: الغربي والجنوبي والشمالي فالاوضاع مستقرة نسبياً مع إستخدام الميليشيا للهاون بكثافة مما يضر الأحياء السكنية أكثر مع توسع دفاعات الجيش في هذه المحاور بصورة جيدة واسترجاع الجيش لكثير من المناطق السكنية التي احتلتها الميليشيا من نفس المحاور.

بالنسبة للمحور الشرقي -والذي كثر السؤال عنه- فإن تحليلي للوضع من مشاهدات المقاطع المصورة من الطرفين ومن تواصلاتي مع مجموعة مصادر ونظراً لسير المعركة فقد وصلت لمجموعة من النتائج: – منذ بداية الحرب كان المحور الشرقي أضعف المحاور دفاعياً وكانت الميليشيا في كثير من الأحيان تصل لمحيط 700 متر منه بسهولة ويتم دحرهم لاحقاً، وعدم التركيز عليه سابقاً من قبل الطرفين بسبب عدم أهميته لأن المباني الرئيسية تتركز غرباً داخل سلاح المدرعات، وأن المساحة الشرقية داخل المعسكر تكون مكشوفة للطيران والقناصة وخط النار الغربي بصورة تعني الهلاك المحتم في حال تواجد الميليشيا فيها.

– تركزت هجمات الدعم السريع في في المحور الشرقي في معركة مدرعات الشجرة الكبرى في محاولة منهم للتقدم برغم الخسائر الفادحة التي يتلقونها،وقد تمكنوا باستخدام هذه الاستراتيجية الدموية من الوصول لداخل المعسكر وفي يوم الهجوم ال٣ كان خط النار الأول بالقرب من الحرس الأساسي في المعسكر، ولكن تمكن الهجوم المضاد من دحرهم خارج المعسكر.

– في الأيام التالية للهجوم كانت المساحة الشرقية داخل المعسكر منطقة خالية من التواجد العسكري تستطيع مجموعات من الطرفين الدخول فيها بشرط الاحتماء من القناصة

– تمكنت قوات الجيش من إنهاء أو تقليص المنطقة الخالية لصالحهم نظراً لأن الفيديوهات التي نشرتها الميليشيا وحتى وإن سلمنا بصحة تاريخها تستعرض السور الشرقي وتحديدا من الخارج

– تواجد الدعم السريع داخل المعسكر كان سيعني إختلاف وضع المعركة، وكانت فيديوهات الاشتباك ستكون كلها من داخل المعسكر باعتبار أن خط النار يبدأ من المنطقة الخالية.

– تمكن قوات الجيش من تحييد عدد مقدر من قناصة الدعم السريع في المحور الشرقي والشمالي الشرقي المواجه للمدرعات مما سيسهل تعزيز الدفاعات الشرقية وإعادة بناءها يبني كل الناس تصورهم بأن الجزء الشرقي للمدرعات تحت سيطرة الميليشيا على فرضيتين:

١- الدعم السريع انتشاره يعني بقاءه وأي نقطة يصلون لها لا يتراجعون عنها

٢- الجيش لا يقوم بتحرير أي منطقة احتلها الدعم السريع وهاتين الفرضيتين يعتبران خاطئتين بالنسبة للمعسكرات الكبيرة للجيش، فمثل سلاح الإشارة والمهندسين سنجد أن الدعم السريع وصل لداخلها ولكن تمكن الجيش من طردهم وتوسيع مناطق سيطرته حول هذه المعسكرات كما استرد قاعدة النجومي الجوية، وفي أسوأ الفروض سيقبل الجيش بمنطقة خالية buffer zone كما في القيادة العامة. هجوم الدعم السريع الاستطلاعي اليوم بغرض دراسة الدفاعات حول المعسكر فيما يبدوا أنها قد تم زيادة تأمينها من قبل الجيش مع وصول بعض من قوات الإسناد للمعسكر. ستنعكس نتائج اليوم في بداية الأسبوع المُقبل حيث أتوقع أن تشن الميليشيا هجوماً واسعاً من المحور الشمالي والشرقي يستمر على مدار يومين.

اعتقد أن الهجوم لن يكون بنفس الأعداد البشرية السابقة، ولكن ستشارك فيه مجموعة من قوات النخبة التي لم تشارك في معركة مدرعات الشجرة الكبرى إلا في اليوم الأخير.

زيادة حركة دخول الإمداد من غرب السودان للخرطوم من قبل الميليشيا في الأسبوع المنصرم مؤشر لمحاولة تعويض النقص وتعزيز وضع وسط أمدرمان وجنوب غرب الخرطوم بعد الضربات التي استهدفت الكثير من مخازنهم في الفترة السابقة وكان أهمها مخزن ضخم بجنوب غربي الخرطوم يبدوا أنه كان المخزن الرئيس للهجوم على المدرعات. بحمد الله، الأوضاع تبدوا مستقرة في المدرعات، والمرابطون تملأهم الحماسة وهم في أتم الاستعداد للدفاع عن أرضهم، كما أن الدفاعات حول المعسكر تبدوا في أكمل الجاهزية أيضاً.

 

الحرية نيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.