الباقر عبد القيوم يكتب .. دع الكلاب تنبح و سر مرفوع الرأس يا مناوي
همس الحروف
الباقر عبد القيوم علي
لا شك أن المقطع الإباحي المفبرك الذي إستهدف شخصية حاكم إقليم دارفور السيد مني أركو مناوي يعد من أخطر الأمور و أشر الشرور التي تعد من الدخائل على مجتمعنا الذي كان محافظاً و لا يتقبل مثل هذه الأمور ، و يعتبر هذا السلوك أنحداراً أخلاقياً مريعاً في ادبيات الشخصية السودانية ، فأصبحت تتشكل من هذا السلوك الأسود ملامح الخصومة السياسية في السودان ، حيث بدأت المنظومة القيمية في طريقها للتلاشي و ذلك يرجع لهشاشتها ، فقد أصبح معظمنا يعاني من أخطر هذه الأمراض التي تصيب المجتماعات غير المتجانسة ، و هو التنافس شديد السواد الذي يقوم على تحطيم الآخرين بإعادتهم إلى الوراء بوسائل غير أخلاقية من إجل إغتيال شخصية الشخص المعني بما تسمح به الحالة و الظروف و لا يراعي في ذلك عرفاً أو ديناً ، و نجد أن الشخص صاحب النفس المريضة يجتهد عبر وسائل غير مشروعة للتقليل من إنجازات خصمه حتى لا يتقدم عليه ، ليصنع لنفسه نجاحاً رمزيا لا يعتمد على نتائج نجاحه يبذل مجهوده الفردي مقابل ذلك للحفاظ على وجوده في الصف الاول ، حيث يكون التقدم مبني على تأخير و تعطيل الخصم و السعي في إحتلال مكانه لعدم وجود بدائل إيجابية غيره .
من قام بهذا العمل غير الأخلاقي و الذي يتنافى و تعاليم ديننا الحنيف و عاداتنا السودانية الأصيلة يعتبر مجرم و لا جدال في ذلك ، و لكن قد ينظر كثير من أفراد هذا المجتمع ان إعادة النشر عمل لا يتحمل من قام بإعادته أي وذر حيال ذلك ، و يرجع ذلك لوجود نصوص عقابية واضحة جرمت النشر و قد تكون قد غفلت عن تجريم إعادة النشر و خصوصاً الذي يتم بنية غير خبيثة فقط من أجل السبق بالنشر للمادة بحيث لا يكترث لمحتواها، و لكنه في الآخر يكون قد ساهم في الترويج لمحتويات فاسدة تؤثر كثيراً على المجتمع بصورة سالبة ، و قد تضر بأفراد أو مؤسسات أو خلافه .
لا شك أن إستخدام هذه الوسائل المدمرة في حسم أشكال التنافس الأسود سيضر بأخلاقيات المجتمع ، و قد يظن الذين دبروا هذه الحيل سينفردون بالمشهد بعد إقصاء خصومهم الذين نالتهم سهام الإغتيال المعنوي ، و مثل هذه الحروب القذرة ستخلف جيلاً جاهلا و ضيفاً لا بمتلك المواهب التي يمكن ان يفجر من خلالها طاقاته في عمل الخير ، و سيدفع المجتمع فاتورة كل هذا الانحطاط قريباً ، فهذا الجيل الذي يتقبل أنواع هذا السلوك لا يصلح لإدارة أي شيء يمكن أن يتقدم به هذا الوطن خطوة إلى الأمام .
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في بيته شعره الشهير
أنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و هنا يظهر لنا جلياً أسباب الفشل العام الذي بات واضحاً في بلادنا وذلك لارتباطه الوثيق بالمنظومة القيمية التي تشكل الأخلاق أساسها ، فإن إرتداد هذا السلوك المحرم والقذر إذا لم يتم حسمه بقوة سيعود على الجميع بما لا يحمد عقباه و ستكون نتائجه السالبة واضحة على الفرد و الأسرة و المجتمع .
فما نالك من أذى يا أخي مني أركو مناوي من سهام صناع الفشل فهو أمر مرفوض تماماً و نقف ضده بكل ما نملك من قوة ، و ما أصابك فقد أصابنا كلنا ، فأنت رجل صنديد بلا منازع ، لن تهزمك أبداً مثل هذه الافاعيل الباطلة و الطرهات التي لا تشبهنا كسودانيين أصحاب دين و قيم و أخلاق فاضلة ، فنحن متمسكين بمبادئنا بين قوسي الحرام و العيب (الدين و القيم) ، فما يشكل ملامحنا هما الوازع الديني و الوازع الأخلاقي ، أنت رجل عظيم ، و صاحب قلب أبيض ، فلسانك حالك دائماً يعكس ما يكنه قلبك الجميل بدون تجميل للحقائق ، فأقول لك يا أخي : دع الكلاب تنبح و سر مرفوع الرأس يا مناوي .