ذمة الواعي
عاصم السني الدسوقي
احساس مفعم بالترقب الانتظار لثبوت رؤية الهلال ، لنحتفل بأول ايام العيد ، وأي عيد ، عيد الوطن ورجالات الوطن الذين ولدوا من تراب ادمة خضراء عركوا وعجنوا في عرين ليس فيه الا القوة والشجاعة والوفاء ، رجال هاماتهم تعانق السماء وما فتئوا بين الورق والقلم والبندقية وصلة ابداع وفخر وانتماء ….
القوات المسلحة السودانية نسيج اجتماعي فريد وتماذج قبلي حقيقي ، وهي تجسد المفهوم الشامل لوطن واحد موحد ، وهي الحصن المنيع والبوابة الافريقية والعربية التي لا يمكن اختراقها وهي صمام امان للمنطقة بأكملها ، ،،،
القوات المسلحة تاريخ ومجاهدات سطرها التاريخ وغيرت مجري احداث عالمية كثيرة ،فقديما شاركت وحدات سودانية ضمن الجيش المصري وصلت حتي المكسيك، عندما طلبت كل من فرنسا وإنجلترا وإسبانيا من خديوي مصر إرسال فرقة من السودانيين لحماية رعاياهم من العصابات المكسيكية ، ومع تركيا في القرم ، وكان لها وجودها في الحرب العالمية الأولى ووقتها كان السودان تحت الاستعمار حيث أرسلت بريطانيا فرقتين من قوة دفاع السودان إلى جيبوتي بناء على طلب من فرنسا لتحل محل الجنود السنغاليين . بعدها شاركت القوات السودانية في الحرب العالمية الثانية وموقعة كرن الشهيرة ، حيث قاتلت الجيش الإيطالي في إريتريا وإثيوبيا وأوقفت تقدمهم في جبهتي كسلا والقلابات ، مما دفع رئيس الوزراء البريطاني تشرشل وجعله يعدل عن الاستسلام للألمان في حربهم الاستعمارية الشهيرة ،،
وايضا شارك الجيش السوداني في حملة الصحراء الغربية حيث رابط في واحتي الكفرة وجالو في الصحراء الليبية ، وفي حرب فلسطين عام 1948 م، كذلك حرب أكتوبر 1973 م، واقتحام سينا وتغيير مجري الحرب لصالح مصر …
ومن ضمن مهام حفظ السلم والامن الدوليين التي ينادي بها مجلس الامن حديثا شاركت القوات المسلحة السودانية بمسماها الجديد بعد سودنتها في تاريخ هذا اليوم السعيد من العام 1954 في كثير من العمليات منذ امد بعيد قبل تاسيس مجلس الامن وهي تعمل علي استقرار الدول كما في الكونغو البلجيكي عام 1960 وفي تشاد عام 1979 وفي ناميبيا في 1989 م، وفي لبنان ضمن قوات الردع العربية لحفظ السلام تحت لواء جامعة الدول العربية،، ،
وشاركت القوات المسلحة حديثا في عملية إعادة الحكومة المدنية والشرعية في كل من جمهورية جزر القمر حيث ساهمت قوات المظليين السودانية في استعادة جزيرة انجوان وتسليمها لحكومة جزر القمر عام 2008، ،،،
والان تشارك القوات المسلحة السودانية في التحالف العربي لاسترداد الشرعية للحكومة اليمنية ،،
كل هذه السيرة الكبيرة من المجاهدات علي المستوي الدولي والاقليمي والمحلي للقوات المسلحة السودانية جعلت منها قوة ضاربة ذات ثقل وخبرات كبيرة وتميز علي مستوي جيوش العالم والاكثر دراية بأساليب الحرب و ادارة العمليات التي تؤدي الي تحقيق التفوق والنصر ، ،،
و كان هذا نتاج بيئة خصبة تمتعت بمعينات تدريبية وعقيدة قتالية واساليب معرفية خاصة ،،
وحديثا عملت القوات المسلحة السودانية علي نمط الحداثة الذي يقود الي مواكبة العلوم المعرفية وتكنلوجيا الحرب والتقانات الحديثة حيث تتقوم جامعة كرري للتقانة العسكرية مهمة التدريب والتعليم للطلبة الحربيين السودانيين. وغيرهم من رصفائهم من الدول الشقية الأخرى ….
سوف تظل القوات المسلحة السودانية شامخة شموخ جبال كرري والتاكا وتوتيل وسوف تظل تجري كما يجري النيل .
عظمة القوات المسلحة من عظمة السودان وشعب السودان وحضارة السودان ،،،
كل عام والوطن بألف خير
كل عام وقواتنا الباسلة في تطور وتقدم واذدهار ….
دمتم بخير
