المدينة الكئيبة

0

بقلم : قصي بشير عباس

لانهم وضعو الْكِتَابِ عِنْدَ أَرْجُلِهِم وَالْجَزْم أَعَلَيَّ مِنْ رؤسهم .
عُدْنَا لِلْمَدِينَة الكئيبه وَلَيْتَنَا لَم نَعُدّ النَّاس الْوُجُوه الكالحه الطُّرُقَات الْخَرِبَة و رَوَائِح النتنه واشعة الشَّمْس الَّتِي تُضْرَبُ بسياطها الْأَجْسَاد وَهِيَ تُظْهِرُ وَتَخْتَفِي مَا بَيْنَ سَحَابَةٌ وسحابة . . .
ننادي بِالتَّقَدُّم ننادي بِالْحُرِّيَّة وَالسَّلَام وَالْعَدَالَة كَيْفَ ذَلِكَ وَنَحْنُ لَيْس لَدَيْنَا مُقَوِّمٌ وَاحِدٍ مِنْ مُقَوِّمَات الْإِنْسَان المتحضر الَّذِي يَضَعُ الصِّحَّة وَالتَّعْلِيم مِن الاولويات وَالنَّاظِر لِلْمَدِينَة عِبَارَةٌ عَنْ (فريشه) ومحلات تُجَّار الْكُلّ يُرِيدُ أَنْ يَبِيعَ لِلْكُلِّ مِنْ الْكِتَابِ الْمَفْرُوش ( عَلَيَّ الأَرْضُ ) إلَيّ جِوَار سَمّ الْفَأْر والخضروات وَالْفَوَاكِه يَعْلُوهُم بِقَلِيل إِسْلاَكٌ لُحُوم الاقشي وَكُلُّ ذَلِكَ إلَيَّ جِوَار مِيَاه الصَّرْف الصحي الْمُخْتَلِط بِمِيَاه الْأَمْطَار . .
ثُمَّ تَأْتِي الْجَزْم وَالْمَلْبُوسَات كاعلي سَقْف ارْتَفَعَ مِنْ الْكِتَابِ حَتَّي ..
دَعْنَا مِنْ الطَّعَامِ فَصِحَّة الْإِنْسَان لَيْسَتْ ذَات أَهَمِّيَّة لِأَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَمُوتَ فِي أَيِّ لَحْظَةٌ نَصْل سَارِقٌ هواتف رَصَاصَة خَاطِئَة عَبْوَة بمبان حَادِثٌ سِيَر بعربه بوكو كُلُّ ذَلِكَ أَسْرَعَ مِنْ الْأَطْعِمَةِ جِوَار مِيَاه الصَّرْف الصحي . . . .

إذَا كَانَ الْكِتَابُ مَفْرُوش عَلَيَّ الأَرْضُ اعْلَمْ أَنَّ لَا ثَقَافَةٌ تَعْلُو فِي هَذِهِ الْأَرْضَ ، لِأَنَّهُم وضعو الْكِتَابِ عِنْدَ أَرْجُلِهِم وَالْجَزْم أَعَلَيَّ مِنْ رؤسهم .
اعْلَمْ يَا عَزِيزِي الْقَارِئ أَنَّنَا نَنْظُر للقشور وَلَا نتعمق فِي فَكَرِه الْوُجُودِيَّة نَحْتَفِي بِالْقُوَّة وارتشافتها فِي تجليات كِتَابِيَّة بَدِيعَةٌ وَهَذَا دَلِيلٌ عَلِيّ الخَواء الفِكْرِيّ إلَّا مِنْ كَلِمَاتِ نتجهد فِي تنميقها وتلميعها لِتَجِد معجبين لَيْس لَدَيْهِم ادني فِكْرُهُ عَنْ النُّسَخ واللصق وَالرَّتَق .
هَذَا الَّذِي يَحْدُثُ فِي مدينتا انْعِكَاس وَاضِحٌ لمستوي عُمْق افكارنا الْوُجُودِيَّة والانسانية لِهَذَا الوَطَن ، المتناحرين السياسين كَدَلِيل لِلْآن لَيْس لَدَيْهِم خَطِّه تَنْمِيَة وَاضِحَةٌ لِلْوَطَن هُم يَبْحَثُونَ عَنْ السُّلْطَةِ عَبَّر طُرُق اثنه تمخر عُبَاب مِيَاهُهَا الراكضه مُنْذ الْعَامِ الْمَاضِي إِطاراتٌ سياراتهم الْجَدِيدَة .
الَّذِي أَحْدَثَ النَّهْضَة فِي البرازيل كَان ميكنيكيا وَعِنْدَمَا أَنْتَهِي مِن فَتْرَة حُكْمُه عَاد مكنيكيا وَلَكِنْ فِي هَذَا الوَطَنِ الْكُلّ يسعي لِلمَنْصِب مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةٌ شَخْصِيًّا وَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ مَصْلَحَةٌ الوَطَن .
أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ اعزائي ذَاتَ مَرّةٍ هَذِهِ الْمَدِينَةِ تَمّ سَحَرِهَا والساحر لَيْس بِغَرِيب السَّاحِر هُوَ أَنَا وَأَنْتَ وَهِيَ وَهُوَ ، السَّاحِر هُوَ مِنْ يَتَنَاوَلُ كُوب قَهْوَة مَع حبيبته فِي الطُّرُقَاتِ النتنه وَيَكْتُب عَنْ ذَلِكَ بِحُبِّ السَّاحِر هُوَ مِنْ يَأْكُلُ سندوتشات فِي نَفْسِ هَذِهِ الطُّرُقَات وَيَشْتَرِي كِتَاب اخْتَلَطَ فِيهِ رَائِحَةُ الْوَرِق بالروائح الْكَرِيهَةُ الَّتِي تَعُمُّ الْمَكَان ، السَّاحِر هُوَ مِنْ يَحْكُمُ هَذِه الطُّرُقَات دوان أَن يُصْلِحُهَا حَتَّي يَذْهَبُ مِنْ الْحُكْمِ ، السَّاحِر هُوَ مِنْ يَتَعَمَّقُ فِي فِكْر الْحُرِّيَّة وَالْعَدَالَة والمساوة دُونَ أَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْنَح نَفْسِه حُرِّيَّة التَّصَرُّفِ فِي نَظَافَةِ الطُّرُقَات أَوْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْدِلَ فِيهَا أَوْ يتساوي مَع أَنْسَانِيه مُتَبَقِّي إنْسَانٌ الْعَالِم .

لك الله ياوطني .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.