اختيار قيادة جديدة للإخوان المسلمين يوصل عدة رسائل ويكشف زيف ديموقراطية الأحزاب السياسية

0

بقلم : مجاهد سعيد موسى يكتب

ليس مستغرباً أن يتصدر الأخبار أحد أخبار الحوادث أو أخبار الحفلات الغنائية أو أخبار القتل أو النهب أو الانتحار

لكن أن يتصدر الأخبار خبر اختيار قيادي إخواني لإحدى الجماعات الإسلامية بالسودان قد يكون مستغرباً لبعض الأفراد الذين لا يعرفون ماذا يعني الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين

اُختير مولانا سيف الدين أرباب مراقباً جديداً للإخوان المسلمين بالسودان يوم السبت الموافق ١٨ يونيو وقد وجد هذا الخبر تداولاً كبيراً عبر الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية والسوشيال ميديا

ويعتبر انعقاد مجلس شورى الجماعة هو التجربة الشورية الثانية داخل جماعة الإخوان المسلمين بالسودان في مدة لا تزيد عن أربعة أشهر بعد انعقاد المؤتمر العام للجماعة قبل عدة أشهر والذي اختار قيادة جديدة للجماعة

اتسمت جماعة الإخوان المسلمين بالسودان بالتزامها الصارم بعقد المؤتمر العام بصورة دورية كل أربع سنوات ويُعتبر المؤتمر العام أعلى سلطة في الجماعة ، ويليه مجلس شورى الجماعة الذي انعقد بالعاصمة السودانية الخرطوم وانتخب قيادة جديدة للجماعة

وناقش مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين عدداً من القضايا التنظيمية والسياسية
وقد اختار المجلس مراقباً عاماً جديدا للجماعة ونائبا للمراقب ورئيسا لمجلس الشورى ورئيسا للمكتب القيادي

وأقرَّ مجلس شورى الجماعة استمرار الإخوان المسلمين في التيار الإسلامي العريض مع إبداء بعض التوجيهات

كما ناقش المجلس الوضع السياسي الراهن وأمَّن على مواقف الجماعة الداعية لصيانة استقلال القرار السوداني والتأكيد على استقرار البلاد والحوار السوداني دون إقصاء أو تبعية

استطاعت قيادة جماعة الإخوان المسلمين بالسودان أن تقدم تجربة فريدة في العمل السياسي سيكون لها أثرٌ إيجابي على المستوى المحلي والإقليمي وخاصة على الأحزاب السياسية والجماعات الإسلامية في السودان

وفي المقابل هنالك بعض الأحزاب السياسية لم تعقد مؤتمراتها القاعدية دعك عن عقد مؤتمرها العام منذ عدة سنوات بالرغم من تسيدها للمشهد السياسي وتقلد بعض قياداتها السياسية مناصب عليا في الدولة

هذه التجربة الشورية التي انتظمت جماعة الإخوان المسلمين بالسودان توصل عدة رسائل وفي عدة اتجاهات وتسهم في تحريك التجربة الديموقراطية داخل الأحزاب السياسية التي تدعي الديموقراطية وتنادي بتطبيقها كنظام حكم للدولة

أولى هذه الرسائل إلى الجماعات الإسلامية وخاصة التي يتمسك بعض قادتها بقيادة هذه الجماعات سنين عددا ولم يتم تجديد الدماء داخلها ولم تعقد مؤتمرا عاما ولم يشهد بعض عضويتها عملية انتخابية طيلة تواجده في الجماعة

والرسالة الثانية إلى الأحزاب السياسية السودانية التي تتحدث عن الديموقراطية صباحا ومساءً ولم تمارس هذه الديموقراطية داخل أحزابها ولم يعرف أي من عضويتها معنى الديموقراطية بالرغم من مطالبة هذه الأحزاب قيادة الدولة تسليمهم السلطة التشريعية والتنفيذية كاملة بلا منازع حتى ينفرد هؤلاء النفر بحكم السودان سنين عددا دون قيام انتخابات داخل اروقة أحزابهم السياسة

والرسالة الثالثة إلى الجالسين على الرصيف من أبناء جلدتنا في السودان

نقول لهم : إن جماعة الإخوان المسلمين بالسودان تود أن تخاطب العقول ولا تستهوي العواطف وتريد منكم أن تحكموا بأنفسكم على هذه التجربة الشورية التي أسهمت في انتخاب قيادة جديدة كاملة غير منقوصة لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان ولم تتردد في عقد المؤتمرات القاعدية بكل ولايات السودان والتي أسهمت في اختيار عضوية المؤتمر العام الذي عقد قبل عدة أشهر وانتخب مجلس شورى للجماعة

بالرغم من الظرف التاريخي الحرج الذي يمر به السودان استطاعت جماعة الإخوان المسلمين بالسودان أن تعقد مجلس شوراها الدوري وقد انتخب المجلس مولانا سيف الدين أرباب مراقباً عاماً للجماعة والأستاذ الجامعي عمر الحبر يوسف نائباً للمراقب كما اُنتخب الأستاذ حسن عبد الحميد رئيساً للمكتب القيادي للجماعة بالسودان كما اُنتخب الدكتور مرتضى محمد علي التوم رئيساً لمجلس شورى الجماعة خلفاً لمولانا سيف الدين أرباب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.