الباقر عبد القيوم يكتب .. لماذا تكون شركة بدر دائما هي الهدف؟

0

همس الحروف

الباقر عبد القيوم على

من روائع أحمد زويل التي خلدها له التاريخ و صارت من أكثر الحكم شهرة قوله : الغرب ليسوا عباقرة ، ونحن لسنا أغبياء .. فقط هم يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل .

شركة بدر للطيران من الشركات الوطنية بإمتياز ، و التى شقت طريقها صوب النجاح بمشقة ، حيث لم يكن الطريق أمامها هيناً و ممهداً ، بل إنها قصة صراع طويل و عنيف كانت تحمل أنبل المقاصد ، و التي إمتدت لسنوات عديدة ، فلم يكن طريقها مفروشاً بالورود كما يعتقد البعض ، حيث مرت بمراحل مخاض عسيرة حتي كانت كما هي أمامكم الآن في أبهى حلة لها ، فأتى ميلادها بعزيمة رجل كان يحمل هدفاً واحداً و هو الإبداع في هذا القطاع ، فكان يتقدم الصفوف بإحترافية صانع قد خبر إتقان صنعته علي الرغم من أنه أتي من خارج أهل القطاع ، إلا أنه أصبح سيدهم و قائدهم ، فأصبحت شركته هي الناقل الوطني الأول في السودان بعد تعثر مسيرة الخطوط الجوية السودانية بسبب الحصار الإقتصادي الذي كان مفروضاً علي السودان ، و ما صاحب ذلك من فشل إداري إفتقد لزمام المبادرة عند الذين تربعوا على عرش إدارتها ، و لهذا كان هدف قائد هذه الشركة أن يكون هو الأول في هذا المجال ، فإتبع لذلك كل الوسائل الاحترافية تقديم جميع خدماته التي لا تقبل إلا وأن تكون هي الأميز عن غيرها ، و لهذا يجب أن يعلم أصحاب الغرض الذين سعوا في شيطنة هذه الشركة و صاحبها أنه ليس من السهل أن يرموه بحبائل شياطينهم التي تخيلها لهم بنات أفكارهم المريضة ، فأنه رجل كهذا لن يمحي قصة هذا الكفاح الممتدة عبر سنوات عجاف من أجل أن يرضي جهة أمنية كائن من كانت أو سيضحي بتاريخ حوى أعظم قصة نجاح بهذا الحجم ، أو من أجل ان يتحصل على فارق سعر ضئيل لا يسمن و لا يغني من جوع في تهريب حفنات من الذهب ، فما زال صناع الشر يستهدفون شركة بدر و صاحبها لاهداف كانت معلومة للجميع تشكلت في قالبين أحدهما كان سياسياُ رخيصاً و الثاني تنافسياً قذراً ، حيث لا يمتلكون لذلك الأدوات الشريفة ، و أيضاً يعلمون أن هذا الأمر لا و لن يكون كما يظنون .

قبل أن أدلف إلى لب القضية فلابد لى من إصطحاب بعد الوقائع التي تشكل محور هذا الموضوع ، فنجد أن الرجل محور القضية هو الشاب حسام سلام ، و هو شاب يانع في ريعان شبابه ، و كما أن ليس له أي تاريخ سياسي يمكن أن يشكل خطورة على دولة بحجم مصر ، فإذن من واقع التحليل قد توصلنا إلى أن هذا الشاب ليس مؤثراً حتى يتم تدبير مؤامرة له بحجم الفيل من أجل قضية بحجم جناح بعوضة كما أشيع لذلك في الأسافير ، و أيضاً قيل عنه أنه مؤسس لحركة (حسم) التي تم وصفها بالإرهابية ، و تاريخ هذه المؤسسة المذكور لم يتعدى حيز الإتهام في قضايا تمثلت في محاولات إغتيالات فاشلة ، و ما هو معلوم بالضرورة أن السودان في هذه الأيام قد أعلن حرباً ضروساً ضد الأرهاب و له علاقات أمنية متينة مع الشقيقة مصر ، و الكل يعلم بذلك ، و لكل ماورد فلن ينطلي علينا قصة فبركة كل هذه القضية ليتم تسليم هذا الشاب للسلطات المصرية عبر هذه المطاولات ، لأنه لو كان كذلك لن تألوا السلطات السودانية جهداً في إعتقاله و تسليمه إلى السلطات المصرية عبر حلفا حتي لا ينال شرف السفر جواً ، مما سيوفر ذلك على الدولة ثمن تذكرتة التي يتم توصيله بها إلى الجهة صاحبة الطلب في بلده ، فلماذا كل هذه القصة التي كلفت ما كلفت من مبالغ ضخمة يمكن أن أوجزها لكم إبتداءً من إستخدام إحتياطي مواد الإطفاء بالطائرة داخل التي تم حقنها في خزانة العفش عند الهبوط الإضطراري في مطار الأقصر ، وذلك بالإضافة إلى تكلفة إرسال هذه الطائرة موضوع القضية بدون ركاب إلى مركز الصيانة في أوروبا ، و إرسال طائرة أخرى لتقل المحتجزين بصالة ترانسيت مطار الأقصر إلى وجهتهم في تركيا ، و علاوة على ذلك تحمل نفقات الصيانة بأوروبا و خصوصاً أن كل هذه المعادلات التي تم إتباعها ستخلق خللاً جسيماً يصعب معه ترتيب إلتزامات شركة بدر تجاه عملائها ، الشيء الذي سيفسد عليها جدول رحلاتها لفترة من الزمن .. فهل تسليم متهم كهذا في قصية محاولات إغتيالات فاشلة تكون بحجم هذا العمل الضخم ، أليس منكم رجلاً رشيد يمكنه وزن هذه الأمور بميزان الربح و الخسارة ، حيث أن إدارة شركة بدر للطيران تعتبر من الإدارات صاحبة ذكاءُ خارق ، فكيف لها أن تضع نفسها في جحر ضب لن تجني منه أي فائدة تذكر ، فتخريب بذلك على نفسها سمعة توزن بالذهب بنتها خلال سنوات طوال .

ما هو معلوم بالضرورة أن القانون الدولي لنتظيم حركة الطيران المدني و أسس و لوائح و ضوابط تنظيم الملاحة الجوية المعمول بها دوليا ، يعتبر أي طائرة في حالة طيران بعد اللحظة التي تلي إغلاق جميع أبوابها بعد صعود الركاب على متنها و حتى اللحظة التي يتم فيها فتح أي من هذه الأبواب من أجل مغادرة الركاب منها ، بحيث يستمر هذا الإعتبار أيضاً في حالة الهبوط الإضراري و حتى تتولى السلطات المختصة مسؤوليتها عن الطائرة و ما عليها من أشخاص و منقولات .

فبعد هذه الملابسات التي حدثت و ما صاحبها من زخم إعلامي ملأ الأسافير ضجيجاً حاول البعض من أصحاب الغرض إستخدام هذه الحادثة لأجل شيطنة شركة بدر ، و قد أصدرت الشركة بيان توضيحي لما حدث خلال هذه الرحلة المذكورة لتمليك الرأي العام الصورة الحقيقية بكل شفافية توضيح الأسباب التي دعت كابتن هذه الرحلة لإتخاذ هذا القرار بعد صدور إنذار في نظم الطائرة يحذر من وجود دخان في كابينة البضائع ، وكإجراء روتيني دولي متبع من أجل السلامة و ما تقتضيه لوائح وقوانين الطيران فهذا يلزم الطائرة بالهبوط في أقرب مطار ، فتمت عملية الهبوط بالسلامة في مطار الأقصر الدولي بجمهورية مصر العربية .

فبعد الهبوط الإضراري و طول المدة الزمنية التي إستغرقها التدقيق الفني و الفحص الهندسي الذي تم إجراءه للطائرة حسب الأصول المتبعة في مثل هذه الحالات ، و بعد النتائج الفنية قررت الشركة إرسال الطائره الي مركز الصيانه في اوروبا لأجل الإطمئنان بصورة أكثر دقة ، و لذلك قامت إدارة شركة بدر بإرسال طائرة أخرى بديلة لمواصلة هذه الرحلة إلى وجهتها النهائية ، و حيث أن صعود الركاب إلى الطائرة البديلة يتطلب تدخل السلطات المصرية التي قامت بإجراءات توقيف الراكب حسام سلامة لورود إسمه في قائمة المطلوبين لأجهرة مصر الأمنية ، حيث هنا لن يتسطع طاقم الطائرة من فرض أي تعليمات لهذه الجهات ، فما حدث هو إجراء يمكن إن يحدث في أي مكان حسب ما يقتضيه قانون الدولة المعينة مقروءً مع القوانين و اللوائح العالمية ، فما حدث من إجراءات تجاه هذا الراكب تتحمل تبعاته كاملة السلطات المصرية و ليس لشركة بدر أي علاقة بهذا الأمر ، وكما ليس من العدل الزج بهذه الشركة في هذه القضية .

فإذا كانت هنالك أي إنتقادات لهذا السلوك أو أن هنالك أي تضرر أصاب شخصاُ أو جهة بعينها من ما حدث يجب عليها أن توجه ذلك ضد الجهة التى قامت بذلك و هي معلومة لديهم ، بعيداً عن الزج بإسم هذه الشركة في قضية واضحة المعالم مما يؤكد ذلك قول أحمد زويل ،، و الله من وراء القصد .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.