الهامش والإنتقالية

0

بقلم : تمني الهندي

السودان بلد متعدد الاإثنيات والسحنات واللغات اي يوجد به مايفوق ال ٤٥٠ لهجة ولغة ووقوعه في قلب القارة السوداء جعله مطمع لكل الدول العظمى لما يحويه من موارد طبيعية وبشرية ايضا .
ونتيجة هذه الاطماع جاء المستعمر الانجليزي والتركي ولتحقيق تلك المطالب عمل الانجليز علي سياسة فرق تسد وكان نتاجها العنصرية ومناطق الهامش.
وما ادراك ما الهامش ! نقطه يجب الوقوف عليها ومعرفه اسبابها وايجاد الحلول العاجلة.
التهميش مفهوم اجتماعي وسياسي يجب معرفته وايجاد الحلول الجزرية له لدفع التطور الديمقراطي الذي تهدف اليه دولة المدنية الاتيه وحتى لانعود للوراء اكثر..
ولكي يعيش المواطن السوداني بكل العوامل والتي تعطيه حق الادراك والمعرفة والمشاركة الفاعلة في جميع شئون حياته وان كان التهميش باختياره ام لا فهذا حقا له.
لهذا قضية الهامش يجب النظر فيها بصورة جادة وحاسمة.

كما اننا نجد ان كلمة الهامش اصبحت متداولا اجتماعيا وسياسيا منذ ان اعلنت الحركة الشعبية بقياده جون قرنق ١٩٨٣م ان السودان جميعه مهمش عدا الوسط ويقصد به عواصم المديريات انذاك بما فيهم الخرطوم.
حيث نجد ان بيانه حمل المسئولية الكاملة للمستعمر البريطاني.. مسئوليه التهميش واشار انذاك للحل الجذري الذي يتبني مفهوم السودان الموحد والحل الديمقراطي لكل القضايا القومية والدينية كما ادان بيان جون قرنق الحركات الانفصالية او المعارضة في جنوب وغرب وشرق السودان باعتبار انها ستقود الي انشقاقات الوطن.

فقد اثبتت الدراسات ان
اسباب مناطق الهامش في دول العالم الثالث والسودان ابرز مثال تعود اولا للادارات الغير رشيدة والتوزيع الغير عادل للموارد الطبيعيه الذي بدوره ادي للتوزيع الغير عادل للتعليم السبب الذي ساعد في نشر الفقر والامية بنسبة عالية كما تقع البلاد الي الان تحت ظل الفقر وحكم القبيلة والصراعات حول الارض (الحواكير) وغيرها.

ايضا يعود السبب الرئيسي للتهميش ما جاء في اتفاقيه اديس ١٩٧٤م في عهد السيد نميري رحمة الله عليه حين تم الاقصاء بالبروتَكولات الاربعة بجنوب كردفان ودارفور والنيل الازرق.

ومن هذا وذاك نجد ان التهميش اصبح قضية ملموسة بارض الواقع متفاقمة يوما بعد يوم السبب الذي ادي لظهور المعارضة كالحركات المسلحة والجبهة الثورية والاحزاب السياسية.

الشئ الذي زاد الامر سوء تعدد الانظمة الحاكمة الغير رشيدة كان له اثره الكبير في تفاقم المشكلة كما نجد ان مناطق الهامش نفسها بها فئات لها مصالح مع القوى الحاكمة في المركز آنذاك تتكون من بعض الزعامات القبلية والادارات الاهلية واصحاب المشاريع وملاك الثروة الحيوانية اما الاغلبية يعيشون فقر حاد كالمزارعين والرعاة.

لذلك ومن راي خاص ارى ان الحل الامثل لتعمير وتنمية الهامش ما هو الا تطبيق احد الانظمة الديموقراطية في ظل دولة المدنية كالنظام الفدرالي اللامركزي بحيث نتخذ الاجراء اللازم لايجاد حل قضية الهامش وتوحيد البلاد علي اساس ديموقراطي حقيقي يعطي كل ذي حق حقه في تنمية امكانيات وثقافات التجمعات القومية المختلفة ويتم ذلك بتنمية ثقاف الهامش ولغاته المحلية في اطار التنوع التقافي السوداني والاعتراف التام بالفوارق الثقافية والعرقية والاهتمام بالتنمية ونشر السلام لانه الركيزة الاساسية للتنمية وان لم يوجد سلام لاتوجد تنمية والعكس صحيح.

ايضا الاهتمام بالتنمية الاجتماعية بالتعليم والعلاج ونشر الوعي بكل شقيه الثقافي والتوعوي كما الاهتمال بالتنمية يتطلب الاهتمام الاقتصادي في القبيل الاول.

فما اود التعقيب عليه حقيقة بناءا علي ما اسلفت انه لابد من حل قضية الهامش التي تهدد استقرار وامن الوطن وايجاد النظام الانسب لها والذي يخدم الغرض المنوط. وبما ان النظام الفدرالي اللامركزي الذي ظهر في ثمانينات القرن الماضي باستراتيجية فاعلة في مجال التنمية الادارية وفي ظل توسيع عملية الديمقراطية خصوصا علي المستوي المحلي في الحكم. مما ادي دول العالم في الاونة الاخيرة الي النقاش المستمر حول فاعلية اللامركزية بشرط الوصول للتنمية المستدامة وايضا كمكون رئيسي للحكم الراشد فلما لانعمل به نحن!

وبذا سننعم بسودان جديد تزدهر كل اراضيه دون تمييز وتنشط الحركة الصناعية بكل انحاء الوطن كما كان واحسن كمصانع السكر والبلح ومصانع الغزل والنسيج ومصانع تجفيف الالبان والفواكه ومصانع الزراير حيث كنا نمتلك اكبر مصنع بالقارة الافريقية .

وايضا مصانع الزجاج والخيش والكرتون ومصانع اللحوم وغيرها من المصنع التي فقدت بسبب الادارات الغير رشيدة اضف الي المشاريع الزراعية بكل انواعها وبمختلف الَمنتجات الغابية.
وليك تعظيم سلام ي وطن عزيز وليك كل الاحترام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.