عبد الرحيم دقلو .. رقم وطني مميز لن يخطئه المدح و الثناء أبداً
همس الحروف
الباقر عبد القيوم علي
لقد تم استكشاف العلاقة بين فن القيادة و ذروة سنام الحكمة في أعمال الكثيرين من العلماء و الفلاسفة منذ زمن بعيد ، حيث لا تتوفر هاتان الصفتان في شخص واحد إلا من رحمه ربي بذلك ، فقد يكون الإنسان قائداً و لكنه بدرجة مدير جداً فتنقصه فنون و كياسة القيادة ، و الأمثلة لذلك كثيرة، و غالباً ما يكون قد أتى إلى هذا المنصب بالتراتبية الهرمية للمؤسسة المعنية أو بالأقدمية أو بالوراثة ، ففي كثير من مثل هذه الحالات قد تنقصه الحكمة ، و لكن هنالك بعض القادة و هم قلة حيث حببهم الله لفعل الخير ، و قد منٌ الله عليهم بنعمة الجمع بين الصفتين و قد يزيد بالكياسة و اللباقة فوق ذلك و يكون مقبولاً عند الناس و هذا الأمر يعتبر توفيقاً ربانياً ، لأن الحكمة هي ضالة المؤمن و هي من أوسع أبواب الخير التي يمنحها الله تعالى لعباده وفق ما جاء في قوله تعالى : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)
{البقرة:269}.
و تعريف الحكمةُ هو الإستطاعة مع لياقة و رجاحة العقل التي يزينها القبول الحسن عند الناس للشخص المعني ، و التي يستطيع صاحب هذا الحظ أن يضع الأمور في نصابها كما ينبغي بصورة تكون مقبولة للجميع ، و لذلك أتي تقرير القرآن الكريم أن من يؤتَ الحكمةَ فقد أوتي خيراً كثيراً ، و هنا دلالة واضحة في حث الدين الإسلامي للمسلمين لسؤالِ الله إيّاها ، لما يستتبعها من خيرٍ كثير له و لمن حوله من الناس .
لقد تابع علماء النفس دراسة أحوال الحكماء منذ عدّة قرون ، و وجدوا بأنّ اتصاف الرجل بالحكمة يجعله متمكناً بصورة أكبر في بدرجات عالية في تمكّنه من اتخاذ القرارات الصائبة بصورة تكسوها الحكمة ، مما يساعد ذلك بأداء أدوار عظيمة تجعله يشعر بالرضا عن نفسه في حياته ، و هذا علاوة على رضا الناس عليه و محبتهم له ، و لعل في دراستنا لشخصية القائد الجنرال عبد الرحيم دقلو الذي حاول البعض من الذين تملأ قلوبهم الأنانية و لا ترضى أنفسهم قبول الآخرين وفق معايير عنصرية و إثنية ضيقة لأ أساس لها ، مع إستغلال ذلك في ترويج كثير من الشائعات عنه في وسائل التواصل الإجتماعي بخطط كانت مدروسة تقود لتشويه ممنهج للصورة الذهنية لهذا القائد الذي منذ أن عرفناه وجدناه يتمتع بحكمة فذه وضحت للناس جلياً في أدواره التي كانت تهدف لوأد جميع أنواع الفتن القبيلة التي إنتشرت في الآونة الأخيرة ، فكان يضع مبصمه عليها فتنتهي في مهدها بدون زخم إعلامي .
حيث كتبت الأستاذة القديرة و الإعلامية اللامعة الدكتورة مريم رضوان في عمودها (مقاربات) مشيرة إلى البعض الذين يحيكون المؤامرات مستغلين سهولة الميديا الرقمية من أجل تمرير آراء سالبة للرأي العام هدفها تمرير صور ذهنية مقلوبة عن القائد محمد حمدان دقلو و شقيقه عبد الرحيم و كل أهله المقربين منه بمرجعية تم إخضاعها و إسنادها لسيطرة أفعال قام بترسيخها البعض نتيجة عدة أمور تراكمية ، حيث إنبرى من ذلك تضاليل لا تحترم عقول القراء فتم تثبيت صور سالبة تم تركيبها بعناية فائقة لا تخطي مقاصدها ، لم تخضح للعقل وكما لم تحترم المتلقي ، و ذلك من خلال فعالية الإعلام الموجه الذي يصعب تصديقه حتى لمروجيه أنفسهم ، و لقد تم ذلك دون أدلة تسند هذه الشائعات التي كان هدفها القتل الرمزي لهذه الشخصيات لإرتباط الصانع بأيدلوجية جماعية إجتمعت بعقليات إقصائية .
*هذا الرقم الوطني المميز الذي يحمل في طياته رجلاً تملأه الحكمة و القبول حيث تشهد له بذلك كل ولايات إقليم دارفور الأكبر و ولايات كردفان و النيل الأزرق و الأبيض و مشاهد كثيرة لا إستطيع حصرها في هذه المساحة الضيقة لتشمل كل ولايات السودان دون فرز ، فكان لها جند من جنود الله ، سخره الله لأمور الإصلاح و الجودية في كل بقعة من بقاع السودان الممتد ، و التي كان من شأنها إعاقة الإستقرار و إفشال السلام ، و لقد كانت بصمته واضحة المعالم في رسم ملامح هذا الإستقرار على أرض الواقع ، و كان و ما زال جندياً مجهولاً يقاتل بضراوة الأسود في كل الميادين من أجل بسط الأمن و إشاعة الأمان في كل القطر ، و كما كان متميزاً في توفير الخدمات الأساسية (الماء ، و الصحة و التعليم) في أماكن يصعب على الساسة وصولها من أجل سماع شكوى أهلها (فقط) ، و كل ذلك كان يتم بعيداً عن آلة الإعلام ، فهو مفتاح خير ، مغلاق شر يهب لنجدة المستجر به بما تسمح له إستطاعته لعمل الخير في كل شبر من أرض السودان ، و لكن الشيء الذي كسر حاجز هذا الستر الإعلامي هو تلك الإشادة التي قطع لها السيد رئيس مجلس السيادة إسترساله في كلمته في يوم توقيع الإتفاق السياسي بالقصر الجمهوري ليقدم آكاليل من الشكر و العرفان لهذا الجندي المجهول الذي قاد تلك المبادرة العظيمة بدون كلل أو ملل و التي كانت من أجل رأب صدع مؤسسة الرئاسة ، حيث كرس جل وقته لذلك فآتت أكلها بكل خير ، و حقيقة أن هذا الرجل بلا شك رجل مميز ، يفعل الخير و لا يحب أن يذكر إسمه مقابل ذلك ، فهو إنسان يستحق منا أسمى آيات الشكر و العرفان و المدح لما يقوم به في رتق الشروخ العصية و إصلاح المعوج الذي لا أمل لعلاجه ، فإني من موقعي هذا أسأل الله أن تكون له كل أعماله التي تصب في مواعين الخير وجاءة له من الذبوب يوم العرض يا رب العالمين .