الأحزاب السياسية والفترة الإنتقالية
د.تمني الشريف الهندي
الاحزاب السياسية هي تنظيم قانوني يسعي الي رأس السلطة الحاكمة بالانظمة الديمقراطية وممارسة الحكم وفق اجندة الحزب السياسية. الاجتماعية. و الاقتصادية ايضا أي هو تنظيم ديمقراطي يمارس العمليه السياسيه داخل الحزب وخارجه.. فداخله بوضع اجنده واضحه الروؤي والاهداف الاستراتيجيه التي تخدم المواطن والوطن.. فخارجه يحق للحزب المشاركه في الانتخابات بكل مستوياتها المحليه. البرلمانيه و الرئاسيه.
ووفقا لما ذكر اعلاه نري ان الحزب السياسي ماهو الا وسيط بين الشعب والنطام الحاكم مهامه صياغه احتياجات ومشاكل المواطن وطرح المقترحات لايجاد الحلول المناسبه لها وتقديمها للجهات الحكوميه بصوره قانونيه. ومن هذا وذاك لا اري شئ يذكر قامت به الاحزاب السياسيه طوال ثلاثون عاما مضت خلال فتره النطام البائد غير جمود وركود تحسد عليه.. فماقامت به الانقاذ لبسط نفوذها كان له اثره الفعال في الصرف الذي حبت به تلك الاحزاب ووضعها تحت سيطرتها السبب الذي لهتهم به عن المهمه المنوطه اي المعارضه للوضع أنذاك ومارست فيهم سياسه فرق تسد وظهرت منها المتغيرات المتباينه التي فككت الاواصر الحزبيه والمؤسسيه والانشقاقات والاختلافات بين اعضاء الحزب الواحد ماهي الا ثمره لتلك السياسه الفتاكه.
فما اود التعقيب عليه انه ظهرت هنالك متغيرات بالاحزاب السياسيه لم تحدث بتاريح السياسه السودانيه من قبل.. وماحدث بثوره ديسمبر المجيده ماهو خير برهان لذلك والتي تحققت بدماء الشباب السوداني وتوجت بأرواحهم الطاهره اعتراضا واضحا علي سياسه الديكتاتور المخلوع عمر البشير وفي ظلك تلك الظروف نجد لاتطَور في دور الاحزاب السياسيه يذكر غير جمود وركود بالرغم من قواعدهم الجماهيري الكبير بكل انحاء الوطن.. و بعدها وافقت علي مشاركه العسكر دون تردد بكل هوياتها و فصائلها وايدولجياتها المتباينه النوع والكم ساعدت العسكر علي الاستيلاء علي السلطة!!!!؟ وذلك لان اغلبيه الاحزاب السياسيه تفتقر للفعاليات التنظيميه والمؤسسيه الحزبيه التي يجب ان تتوفر باي حزب علي الارض اضف الي الافتقار الكبير للوعي السياسي بغالبيه الاعضاء بالحزب السياسي كما انها لاتعمل ضمن اجنده الحزب وتنعدم فيها روح المشاركه والاتفاق بين اعضاء الحزب الواحد السبب الذي جعلهم يفقدون السيطره علي الاحداث والتطورات في الاوقات الحاسمه كما حدث عند مشاركه العسكر في ثوره ديسمبره ٢٠١٨م. ولم يتسالون لماذا خرج الشارع ضد النظام البائد؟؟ ولماذا مات الشباب؟؟!!
وبعد توليهم الحكم لم تضح لهم اجنده واضحه المعالم فتم استبعادهم بانقلاب ممنهج من قبل العسكر. وخلافاتهم داخل احزابهم وعدم تقديم اجنده تفيد الوطن.. وبدات الاحتجاجات ولكنها زوبعه فنجان فقط.
رسالتي لكل الاحزاب والقوي السياسيه عامه انه لاداعي لضياع الوقت بالاحتجاجات التي لاتقدم مايفيد لاننا كدنا نفقد الثقه بكم فماعليكم هو تدريب الكوادر للعمليه الانتخابيه القادمه ونشر الوعي السياسي الي ماهيه الانتخابات ودوله المدنيه الديمقراطيه وقانون المدنيه الذي يجب ان يدار من قبل المواطن قبل الدستور بمعرفته واجباته واحترام الاخر دون دستور..
فلا اقصد ان يتخلي احدكم عن هويته او يتنازل عن مبادئه الحزبيه ولكن العمل الجاد المشترك واجب وطني اذا كانت القضيه هي الوطن.. بعيدا عن الانقسامات والمصالح الشخصيه وعلي جميع الاحزاب الاتحاد في نقطه يلتقي فيها الجميع لتكوين شكل تنظيمي اخر مهمته الوطن والمواطن.
ومن وجهه نظر لمايحدث بالاحزاب السياسيه الان ماهو الا عجز السلطات الحكوميه في تشريع قانون ينهض بالعمل السياسي والفعاليات الحزبيه في التخلص من ركودها وعزم تاهيل كوادرها بالصوره المطلوبه وتفعيل برامجها بصوره قانونيه.
وما اردت تاكيده بانني اود تغيير صوره الاحزاب للمواطن وترسيخ ممارستها الديمقراطيه بعيدا عن المصالح الشخصيه والسباق حول السلطة والوحده داخل الحزب الواحد ومع بقيه الاحزاب اذا كانت القضيه هي الوطن فلما الانشقاقات والانقسامات؟!؟
فليعي الجميع بان الاحزاب السياسبه تعتبر المهدد الوحيد للمعارضه اينما وجدت.
لذلك لبناء دوله المدنيه لابد من تفعل النشاط السياسي الحزبي لدي جميع القواعد الحزبيه دون تمييز ونشر الوعي السياسي بمعاني دوله المدنيه والاليه التي يجب ان يتبعها الفرد حيال الجماعه والمواطن حيال الاخر المختلف…
وليك تعظيم سلام ي وطن عزيز وليك كل الاحترام.