ابو صالح : الحل ليس في تفويض العسكر ولكن في جهات محايدة متوافق عليها
.
الخرطوم : الحرية نيوز
أعلن رئيس مجلس الخبراء السودانييين البروفيسور محمد حسين ابو صالح عن مبادرة للخروج من حالة الاستقطاب الحاد . وذلك في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء بقاعة مركز الحاكم ،حول الوضع السياسي الراهن
وقال ان حالة الاستقطاب ظلت منذ 1955 حتى الان والتشظي والانقسام الكبير وخطاب الكراهية وبذور الفتنة وتخوف ابو صالح الانفلات والحروب الأهلية وان تسيل الدماء بتفكيك الدولة السودانية ولن نجد وطن بل سنجد صراع حول الكراسي.
وهذا يتطلب الوعي والوطنية.
وزاد ان هذه المبادرة خرجت من بيت الخبراء السودانيين وهي ليست سياسية بل خبراء في كافة المجالات . ويجب الالتفاف حول رؤية سودانية مستقبلية .
وان تكون الوثيقة التي توجه الدولة هي المصالح الوطنية . وندعو لرؤية تلبي طموحاتنا بالاستفادة من مواردنا .
فاذا غابت المقومات تفسد الحكومة في ظل عدم إدارة التنوع .
فبسبب عدم وجود الرؤية فشلت الحكومات السابقة وبدأت الدائرة الخبيثة تدور منذ حكم عبود .
وجاءت حكومة منتخبة ولم تكن هنالك رؤية ففشلت وجاء انقلاب نميري . والانقاذ وسقط .وكل هذا مرجعه لعدم وجود رؤية وطنية .
وقال ان التحول للديمقراطي لن يتم الا برؤية وطنية.
فاستدامة النهضة تحتم وجود الرؤية .
وما أربك المشهد كذلك عدم قراءة المشهد المتكامل لما حولنا من استغلال طاقة واراضي ومياه فالنهضة القادمة في افريقيا ضخمة وقلبها السودان لذلك القى الصراع بظلاله على السودان .
اخطاء السنتين الماضية تمثلت في مخالفة الوثيقة الدستورية بعدم انشاء البرلمان وتعطيل المحكمة الدستورية والمحاصصات للحكومة وتنفيذ اجندات خارج الوثيقة في أمور تحتاج لرأي الشعب السوداني .
واعتبر ابوصالح ان اعتصام القصر وبعده اعتصام 21 من ناحية ايجابية هو تمرين ديمقراطي ويجب ان يدار دون عنف احتراما للرأي والرأي الآخر .
الشعب من الطرفين يريدون سودان عدالة وحرية وسلام
.
التحول الديمقراطي يحتاج لمناخ وطني ديمقراطي بقبول الراي والرأي الاخر والفيصل لصندوق الاقتراع.
علاوة على ضرورة وجود رؤية وطنية وتحويلها لواقع.
ويحتاج لأحزاب مؤهلة من ناحية الفكر والتنظيم السياسي .
لذلك يجب التحلي بالمسؤولية ومصلحة الوطن وليس الاجندات وصراع الكراسي.
واعتبر ان الحل يتمثل في فتح صفحة جديدة تسمو فوق الاجندات وتكون واسعة تقبل الاحزاب .
علاوة على إدارة الفترة الانتقالية من خلال خطاب يقوم على المواطنة وعدم التمكين الجديد .
وقال ان عبارة (تسقط بس) هي سقوط الفساد والتمكين والعنصرية . ولكن الاهداف الان تدار عكس تلك الاهداف .
فالمشهد يتطلب اعادة تشكيل حكومة كفاءات مستقله في وجود المناخ الراشد.
ولابد للسلطة التأسيسية ان تبدأ من منصة ابناء السودان دون إقصاء.
واي سوداني يأتي للحوار الحر الشفاف .
وبهذا ننشيء قانون الاحزاب والانتخابات ونصوت على هذه الرؤية وندفن محاولات تخطي الشعب السوداني .
وفي الاخير لن يهمنا من يحكم السودان ولكن كيف يحكم السودان .
وقال ان الوفاء للشهداء ووقف الدم السوداني والارتفاع عن المصالح الضيقة للخروج من مأزق التشظي .
وذكر ان 945 الف قتيل في رواندا نتيجة عدم الحكمة ونحذر من سيل الدم السوداني وكخبير نريد ايقاف احتقان الدم .
وقال ان الحل ليس في تفويض العسكر ولكن في جهات محايدة متوافق عليها
فتفويض العسكر سيعقد المشهد .
ومن جهتها قالت د.ميادة سوار الدهب ان الوضع المأزوم وانقسام الشعب للسوداني مع وضد يقود للاحتراب ويتحتم علينا الالتفاف حول هذه المبادرة . فالأزمة هي عدم وجود رؤية وطنية.
يتطلب وحدة الصف الوطني . فالتهديدات للنسيج الاجتماعي تحتم التصدي للخطر من واقع مسؤليتنا الوطنية . فضلا عن فشل النخب . وبرزت اصوات تنادي بالانفصال وحق تقرير المصير وقضايا الهوية .
فالنخرج للتوافق الوطني ونطلب من السلطة الانتقالية قراءة المشهد الكلي فهي اعتمدت على الخارج مع اهمال الداخل رغم المد الثوري الكبير .
وانصرفت لقضايا غير معنية بالفترة الانتقالية .
وخصم من رصيدها . ويجب وجود حوار داخلي سوداني سوداني .
وعدم الاستقرار السياسي أدى لعدم استكمال هياكل الحكم .
وادت لعدم الاستقرار الإقتصادي والأمني . ويجب ان نتخطى كل التجارب السابقة .
فالإنتقالية هي فترة تأسيس تعبر عن الجميع وتكون مسودة للحكومات المتعاقبة .