إمداد “حياة في الظل”

0


د. عبدالله البطيَّان

أصدرت الكاتبة الأحسائية من بلدة التويثير سلمى عبدالواحد الحاجي باكورة أعمالها رواية “حياة في الظل” لعام ١٤٤٣هـ – ٢٠٢١م وحسب تصنيف مكتبة الملك فهد الوطنية بأنها في مسار القصص العربية السعودية تحمل ٢٧٩ صفحة ذات القياس ١٤*٢١سم عن دار راوي للنشر والتوزيع.

كان لنا معها وقفة إثر توقيع الرواية في مقهى نيروز كافي حيث كرنفال يعكس جمال الحضور بالرواية وصاحبتها، وكذلك دلالة على المشهد الثقافي المتطور التي وسمته اليونسكو في التراث الإنساني وبشكل إستثنائي يقدم الإحسان السعودي الأحسائي إنموذجاً ثقافيًا وكذلك بيئته – الواحة- التي كانت له بصمة للدخول العالمي بشكل خلاق وإبداعي.

أهدت الرواية إلى الوحيد الذي سكن وجدانها “السيد عبدالمجيد” وهناك حيث التوقيع كنت أول من وقعت له هذه الرواية التي أنقل منها وأصف عنها هذا العمل إذ وصف أحد روائيي الأحساء الذين حملوا راية الرواية في المنطقة بأن هذا التوقيع الذي تم بخط يدها هو عبارة عن استعلاء حسب وصفه لأنها وقعت للجميع بعبارة [ إلى من يستحق أن يقرأ كلماتي.. سلمى].

كانت البادئة بـ قبر، وختمت بالبحث عن الذات وما بينهما عناوين كـ ( الثانوية، خطبة، فقد، نهاية، امتحان، جريدة، من جديد، وهم، افعلي ما تريدين، حليب أسود، الجامعة، قرار، صديقات، غضب، حب، عودة، صمت، ذكرى، بوح، لقاء، مشاعر، قصيدة، صناديق، منصور، ورد، زيارة، أيوب، بيت أيوب، حنين، ليلة الحناء، الزفاف، رسالة، فيروز، صباح جديد، مفاجأة، السفر، ضياع، حقد.

كان للاستاذ معاذ الربيعة صورة الغلاف التي تحمل مدخل الجبل الذي يحتضنه التويثير، وقامت بتصميم الغلاف غادة جرافيك،وقامت بتنسيق الكتاب أ. هيام علي.

تقول الراوية سلمى :
قضيتي من دفتري، الكتابة تثير في القلب كوامن العواصف ومكامن الذكريات، ومنذ كنا صغارا كانت جدتي تردد على مسامعنا : علموا البنات سورة النور ولا تعلمون سورة يوسف، لتدور أسئلة تطحن أدمغتنا لا نجد من يجيب عنها، لماذا؟
هذا كلام الله وهذا كلام الله..
كبرنا وكبر السؤال معنا، ربنا وأدوا في داخلنا سورة يوسف.

فالإنسان في مجتمعنا يموت بصمت تموت معه كل أحلامه وآماله، القيود العائلية السقيمة ماهي إلا ارتباط عاطفي يجرك إلى الأسفل عندما تكون في طريقك لتحقيق ذاتك.

مخاصرون نحن داخل تفاصيل حياتنا اليومية، فبعض الذكريات كحجر صوان قاسية لا يمكن إلقائها في طي النسيان، كل ما في الكون ينام ويصحو وينام إلا آثامنا وذكرياتنا لم تنم قط، لم تهدأ أبدًا.

حياة في الظل عكس لنا ماهية تلك الحياة الاجتماعية التي روتها لنا سلمى، وحيث النشأة تعاد أسئلة ظرف الزمان بواقع اجتماعي يدور بدوران الحياة، وتلك الأيام نداولها بين الناس… ذكريات، مشاعر، اغتراب ذاتي تسمه بحالة ضياع، واقع يقود العيش وكأنه في قبر، تعبيرات عن وسيلة من وسائل وأد البنات تنقلها الجدات وهكذا تظهر الكوامن العاطفة يومًا بعصف يردده الكبار حتى في كتاباتهم التي نضجت دون وصول جواب شافٍ لتلك الوسمة التربوية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.