في رثاء عازف الكمان “يوسف القديل”

0

بقلم : الباحث د.عبدالله صالح سفيان

تعرفت على القديل متأخرا جدا بعدما تذوقت بمزاج هانيء أداء وإبداعات وتغريدات الراحل الفنان الاسطورة محمود عبد العزيز في خواتيم عمره القصير … وعبَّرت عن إعجابي في حوار فني وسيع مع الملحن الرائع الأستاذ محمد حامد جوار( حفيد تومات كوستي رائدات مدرسة التم تم) الذي شكَّل بحضوره البليغ والغني في آن وأحد؛ وشكَّل ثم رسم مثلثا ذهبيا فريدا باذخا وأنيقا في مسارات تجديد وإثراء مساحات الموسيقى ومسارات الإيقاعات المنسابة وفي مسارب الروح … انسيابا غنائيا وطربا وحوديا حداثيا لم ينكتب ابدا في بلادنا إلَّا لِ وفي هذا المثلث الذهبي الذي استقطب واستغرق جماهير المستمعين و… واستفرد بالحواتة على وجه التخصيص والتسديد في الأداء والخطاب و… الطرب البالغ حد الغوص والهيام و… الإستغراق.


تميزت أهم معالم أداء هذا الثلاثي : الراحليْن محمود والقديل والأستاذ الموسيقار جوار حفظه الله بسرحات وتهويمات و…دخلات وخرجات هي في عمق النوتة الفني صولات وجولات عبَرًت فيافي ومساحات يتم توزيعها – بعد دوزنتها بالطبع – بين ثالوث الأذن والروح والقلب لحظة الانسياب عند اندياح عتبات السماع في فضاء الروح … وما أدراك ما السماع في عالم الموسيقى وصولات القدال وتوزيعات المقامات على النوتة بقلم واوتار وانامل الموسيقار محمد حامد جوار…. و لاغرو…
قد يجد المتأمل بنظر فاحص من وفي احتفالات الحشود الرهيبة بالذكرى السنوية لرحيل محمود من طرف جماهير ” الحواتة” … قد يجد الحجة والعذر والتفسير أو ربما – استطرادا – مزيج التأويل الفني الروحي والذوقي والجمالي الذي يغمر الروح قبل الأذن والأحاسيس … في حضرة هذا المثلث الذهبي الإبداعي الذي يردد فيه الجمهور جماعة : جميع اغاني الراحل الحوت محمود …. بقيادة أنامل كمان الراحل القديل … و…عندها تتم دوزنة حناجر وأرواح إيقاعات ومشاعر الجميع بقيادة الأستاذ جوار …

رحم الله القديل الرحمة الأوسع وتقبله القبول الحسن مع الصالحين والابرار .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.