حمدوك و(مافيا) الصمغ العربي.. صراع الخام والقيمة المضافة..!

0

الحرية نيوز :

الحديث الذي قاله رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك أثناء مخاطبته للمؤتمرين في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الصمغ العربي بولاية شمال كردفان(الابيض) في السابع من شهر إبريل الجاري للعام(٢٠٢١) وصفه الكثيرون بإنه حديث “القلب للقلب” كونه ناقش جذور أزمة فقر المنتجين بالسودان ، سيما منتجي الصمغ العربي الذين يتعرضون للنهب الممنهج من مافيا الصمغ الدولية، ونجد أن مؤشرات حديث حمدوك تؤكد عزم الدولة في ضرورة تصدير كل المنتجات الزراعية مصنعة لدول الاستهلاك ، وهذا بالضرورة يضيف قيمة مضافة على المنتج ويشجع على زيادة الإنتاج بمناطق الريف يشجع للهجرة العكسية للقرى بعد التريف الذي أصاب المدن في معادلة صفرية مابينها والسكان.

لذلك ما قاله حمدوك في مؤتمر الصمغ العربي بالأبيض يعتبر دليل عافية والمضي قدماً تجاه تفكيك السياسات المعوقة للعملية الإنتاجية والمساهمة في إفقار المنتج لأهم محاصيل الصادر ولكنه فقير للحد البعيد.المصانع التحويليةويرى المراقبون بأن حديث رئيس مجلس الوزراء بأن تصدير المواد الخام دمر القطاع الزراعي ، حديث صحيح وعلمي ، وأضافوا لذلك لابد من مناهضة هذا الدمار بإقامة مصانع تحويلية بمناطق الإنتاج الزراعي ، ولكن هذا بالضرورة يحتاج البنية التحتية ومن أهمها الكهرباء ، ووضع سياسات إيجابية تكون مشجعة للاستثمار المحلي والإقليمي والدولي ، مع منح حوافز لكل من ينشئ مصانع بالولايات وبمناطق الإنتاج بالتحديد، فضلاً عن توفير منافذ تمويل بالوحدات الإدارية وتمكين الحكم المحلي من الاطلاع بدوره.وأضاف المراقبون أن المصانع التحويلية بمناطق الإنتاج تزيل كثيراً جداً من التشوهات أهمها تشغيل الشباب بمناطقهم ، وتحطيم مفهوم التهميش وتحقيق التنمية الريفية المتوازنة ، فضلاً عن محاربة مافيا المحاصيل الدولية، التي تتغذى على عرق المنتجين بالريف .

التدهور البيئيوذكرت المنتجة حسنات حسين عمر من قرية أمان الله ريفي أم روابة نحن كمنتجين للصمغ العربي والمحاصيل الأخرى ظللنا ننتج لغيرنا ، لأننا كل عام يزيد فقرنا وأزماتنا في المياه والصحة والتعليم وغيرها تزيد ، برغم إنتاجنا لأهم محاصيل الصادر ، وأضافت حسنات إذا كنا نتحدث عن إعادة إعمار حزام الصمغ العربي يجب أن نتبع بعض السياسات والأفكار ، وأول مدخل هو لابد من طرح سؤال كيف نعيد هذا الحزام للصمغ فضلاً عن كل الحزام الغابي حتى نستطيع إيقاف الجفاف والتصحر والتدهور البيئي؟؟؟ لذلك الإجابة قبل التفكير في الاستزراع لابد من التفكير في الشجرة القائمة الآن ، وللإجابة الصريحة على ذلك لابد من إقامة شراكات دولية بالذات مع الدول المستهلكة التي تحتاج للصمغ ومحاصيلنا الأخرى ،وهي كثيرة جداً وتعلم أهمية الصمغ العربي لها كما ذكر مدير الوكالة التركية بالمؤتمر ، وهذه الشراكة يجب أن تقوم علي إنشاء وحدات سكنية بمناطق الإنتاج بالمواد الثابتة مع توفير كل الخدمات الاجتماعية ( مياه ، صحة ، مدارس ومعاهد حرفية ،

طرق زراعية )، وأعتقد هذا لن يكلفها شيئاً مقابل ما نقدمه لها من محاصيل تعتمد عليها في الغذاء والصناعات حتى الدقيقة منها، فضلاً عن تشييد مصانع مع البنية التحتية، لذلك حديث حمدوك يعبر عنا تماماً وندعمه بشدة، بل نحن في أمس الحاجة بأن يتم إنشاء مصانع تحويلية بمناطق الإنتاج لتحقيق مفهوم سلاسل القيمة بإدخال صناعات جديدة مثل الأعلاف والألبان والدواجن، لمحاربة الفقر المدقع وتحقيق التنمية الريفية المتوازنة، وأضافت حسنات ولكن هذا لا يتم إلا بقرار سياسي شجاع من كل حكومة الفترة الانتقالية لأننا نتوقع مقاومة عنيفة من الانتهازيين المحليين والدوليين الذين يتغذون على (عرقنا) السائل على جبيننا.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.