يوم استثنائي..!

0

الحريه نيوز :

الأشواق كانت تداعب المتأهبين للخروج بأن يحققوا أمنية الفوز بالانتصار وحصد مباركة الجيش

الدقير: المعارضة قررت جعل 6 إبريل، ميقاتاً جديداً تخطو فيه ثورة الشعب نحو فجر الخلاصمع انطلاقة “الزغرودة” احتل عشرات الآلاف الشوارع الرئيسة المؤدية للقيادةفي ساعة واحدة دخلت الحشود القيادة بعد أن انهارت الأجهزة الأمنية من كثرة المواكب القادمة من الأحياءهنا ننشر لكم أوراقاً للتاريخ خطت في السادس من أبريل من العام 2019م.

منذ الصباح بدا واضحاً أن عزيمة الشعب كانت أكبر من الانتشار الأمني الكثيف في الطرق الرئيسة نحو القيادة والذي وصله الثوار زحفاً من شكل مناطق الخرطوم.

في استلهام لذكرى انتفاضة 6 أبريل 1985 حيث كثفت المعارضة حملة إعلامية واسعة لحشد كبير ينتظر أن تشهده العاصمة الخرطوم يوم السبت، لمواصلة المطالبة برحيل نظام الرئيس عمر البشير.

واتخذ هذا الموكب زخماً مغايراً منذ بدء موجة الاحتجاجات في البلاد قبل نحو أربعة أشهر، بعد أن قرر منظموه التوجه صوب قيادة الجيش لتسليم “مذكرة التنحي”.

تاريخ لم يكن وليد الصدفةواختيار التاريخ لم يكن وليد الصدفة بعد أن ظل عالقاً بذاكرة السودانيين حين ثاروا على حكومة الراحل جعفر نميري وأزاحوه عن سدة حكم جلس عليها 16 عاماً، ويومها انحاز الجيش إلى الشعب وتولى الأمور لعام، ثم سلمها إلى حكومة الصادق المهدي المنتخبة.

المشاركة فرض عينالأشواق ذاتها تداعب اليوم المتأهبين للخروج في موكب السبت، بأن يحققوا أمنية الفوز بالانتصار وحصد مباركة الجيش، ولذلك استنفرت المعارضة كوادرها منذ أيام بإصدار بيانات داعية للخروج في الموعد، واعتبر كل من حزب الأمة القومي والتجمع الاتحادي المعارض في بيانين منفصلين النزول إلى الشارع “فرض عين” على الكل.

الحزب البائد يستخف بالثورةلكن مسؤولاً رفيعاً في حزب المؤتمر الوطني وقتها صاحب الأغلبية الحاكمة قال( للحريه نيوز) -مشترطاً عدم ذكر اسمه- إن مسيرات السبت، لن تختلف عن غيرها من أيام الاحتجاجات رغم اعترافه بالترتيب عالي المستوى الذي تقوده المعارضة.

وأضاف “كالعادة سيتجمعون ويهتفون ويتم التصوير ويتفرقون بإطلاق قنابل الغاز”، غير أنه رفض التعليق على الدور المحتمل للقوات المسلحة في التعامل مع هذا الحشد قائلاً “لا أدري كيف يتجاهلون أن المشير البشير هو القائد الأعلى للجيش”.

هذه التصريحات عضدها حديث رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول كمال عبد المعروف وقتها حين خاطب في بورتسودان الأربعاء، لقاءً تنويرياً لمنسوبي الجيش، وأكد الالتفاف حول القيادة وعدم السماح بجر البلاد إلى الفوضى.

رؤية مختلفةفي المقابل، أصدرت المعارضة بياناً أظهر إيماناً مغايراً بالدور الوطني للقوات المسلحة قالت فيه “رهاننا على الجيش في دعم التغيير ليس مناورة أو تمويها، ولكن استناداً إلى إصرارنا على الاستمرار في درب ثورتنا في سلمية تحميها القوات المسلحة”

.تراكم نضال شعبيوقال رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عمر الدقير للجزيرة نت، إن المعارضة قررت جعل 6 أبريل، ميقاتاً جديداً تخطو فيه ثورة الشعب السوداني نحو فجر الخلاص، بحسب وصفه، مؤكداً أن الحراك الثوري الحالي هو نتاج لتراكم نضال السودانيين طوال 30 عاماً.

واعتبر الدقير أن “ثورة اختصرت مطالبها في شعارين رئيسيين، هما “تسقط بس” كخيار وحيد، و”حرية.. سلام وعدالة” كمشروع لإعادة بناء الوطن على أسس جديدة” يعني أنه ليس أمام نظام الإنقاذ إلا الرحيل”، وتوقع أن يجعل السودانيون من 6 أبريل “علامة فارقة في مسار حراكهم الثوري”.

بدوره، توقع القيادي في التجمع الاتحادي المعارض محمد عبد الحكم أن حشد السبت، سيكون نقطة مفصلية “لكنه ليس النهاية.. ربما بداية مرحلة جديدة من الانتصار السوداني والانكسار الكيزاني، وسيكون 6 أبريل يوم الزحف الأكبر”.

عزيمة وإصرار على إزالة نظام البشيرفما أن بدأت لحظة ساعة صفر موكب 6 أبريل، حتى احتل عشرات الآلاف الشوارع الرئيسة المؤدية للموقع, ورغم أن أجهزة الأمن مارست قمعاً واسعاً في شارع الجمهورية والسيد عبدالرحمن وشوارع أخرى إلا أن كثرة المواكب الصغيرة القادمة من الأحياء جعلت الأجهزة الأمنية تنهار، حيث لم تمض ساعة على بداية الموكب حتى وصلت الحشود إلى مقر القيادة .

احتشاد غير مسبوق وتبادل التهانيوانتشرت حشود المتظاهرين على طول وعرض المنطقة العسكرية، حيث امتدت من بداية القيادة بجوار مستشفى الأسنان إلى شارع عبيد ختم في مشهد غير مسبوق في السنوات الأخيرة. ورددت الحشود الأهازيح ورفعوا علم السودان مطالبين بتنحي البشير في مشهد أبكى بعض الحضور.

ووقفت بعض الثائرات يرددن أغاني وطنية وسط زغاريد وحماس. كما هتفت مجموعات : ” ما ماشين لحدي البشير يطلع” وصعد آخرون إلى أعالي أسوار مباني القيادة وهم يرددون الهتافات. وبدأ الكثيرون يهنئون بعضهم بسقوط النظام وذلك بعد الاحتشاد الكبير .

النظام يغلق الكباريوهرول النظام سريعاً إلى إغلاق الكباري بالعاصمة في وجه العربات ومنها كبرى أم درمان لمنع المواطنين من الاحتشاد في مقر القيادة، كما أغلق شارع القصر وحوِّل مسار العربات، ورغم ذلك تواصل سير المواكب نحو القيادة حتى المساء.

أفراد جيش يتضامنون مع الثواروانتشر الجيش -أيضاً- في المؤسسات القريبة للقيادة وكان الثوار يهتفون “شعب واحد جيش واحد” كلما شاهدوا فرداً أو ضابطاً من الجيش خرج من داخل القيادة . وكان ضباط برتب عالية يتحركون بعرباتهم من بداية مقر القيادة إلى نهايتها بين الفينة والأخرى وسط هتفافات عالية من الثوار.

من ضمن المشاهد الجديرة بالذكر أحد أفراد الأجهزة الأمنية نزع (كاكيه) ونزل من العربة العسكرية وأجهش بالبكاء قبل إنضمامه للثوار .

وأيضاً لوَّح أحد أفراد الجيش الذي كان في أعلى بناية القيادة بعلامات النصر إلى الحناجر التي كانت تردد بقوة الشعب يريد إسقاط النظام.الأمن يطلق البمبان والجيش يرد بالدوشكاتعندما امتلأت جنبات مقر القيادة بالحشود وفي ثاني محاولة لجهاز الأمن لتفريق المتظاهرين أطلقت قواته وابلاً من الغاز استهدفت مقر القيادة والمتظاهرين والذين رددوا : “وين الجيش وين الجيش” وبعدها بلحظات تحركت عربة للجيش محملة بدوشكا وطردت أفراد الأمن الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع.

وقبلها -أيضاً- أطلق أفراد من الأمن الغاز المسيل للدموع داخل مقر القيادة غير أن أفراد الجيش أطلقوا الدوشكا في الهواء وطردوا أفراد الأمن والذين كان يحاولون منع المواطنين من التجمهر.البشير سقطبينما كان الآلاف في القيادة خرج أحد العساكر ليبلغ مجموعة من الثوار بالقرب من بوابة الأركان المشتركة أن البشير سقطما أدخل فرحة عارمة في نفوس الثوار والذين هتفوا “سقطت سقطت” وسط فرحة هستيرية وبكاء وهتفات داوية من كل الحشود. وفي خضم ذلك بدأت مجموعات تتساءل عما إذا كان الخبر صحيحاً أم إنهم يريدون تشتيت الحشود ولكن سرعان ما بدأ الناس يتساءلون هل تمت إذاعته في الإذاعة أو التلفزيون.

إذاعة بيان لتجمع المهنيين عبر مكبر صوتمنذ الوصول إلى مقر القيادة بدأ الثوار في حث بعضهم البعض عبر مكبرات الصوت على البقاء والاعتصام في المنطقة إلى حين سقوط النظام، حيث بدأ الجميع في الاستعداد للاعتصام والمبيت إلى سقوط نظام البشير.الجدير بالذكر أن إحدى الثائرات قامت بإذاعة بيان لتجمع المهنيين تُطالب فيه الثوار بالاعتصام في المنطقة وقوبل البيان بهتافات وحماس عالٍ.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.