جلال الدين محمد إبراهيم يكتب.. ( عجل السامري )

0

الحرية نيوز :

ما من مسلم وإلا و يعلم قصة ( السامري) التي وردت في سورة ( طه) ، فهو ذلك الشخص الغريب الذي استغل غياب سيدنا موسى عليه السلام عندما ذهب إلى ميعاد رب العالمين وغاب عن شعبه ( بني إسرائيل ) فإذا بالسامري يستخدم كل الحيل والخداع ويحرك كل شعب ( بني اسرائيل) من الإيمان إلى الكفر والشرك بالله ،، والعياذ بالله . فكر السامري ،، وعرف بإن هنالك مجموعة من نساء بني إسرائيل يملكن من الذهب والفضة كميات كبيرة ،، وفكر وقدر أن يسلب من النساء ما كن يلبسن من ذهب ومجوهرات ،، وقام بإذابتها ،، وصنع منها تمثالاً في شكل عجل ( بقر) ( وقال لبني إسرائيل إن هذا هو ربكم وجعلهم من الكفار والمشركين بالله والعياذ بالله .

والقصة معروفة في الآيات التي جاءت في سورة طه وهي على لسان سيدنا موسى في نقاشه مع السامري والذي نص النقاش بينهم في قول الله تعالى :- ( قال فما خطبك يا سامري ،، قال بُصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ، قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس ،، وإن لك موعداً لن تخلفه ، وانظر الي إلهك الذي ظلت عليه عاكفاً لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ً، إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علماً) . والشاهد من القصة أعلاها بإن سيدنا موسى عليه السلام ( لم يقتل السامري ) بل قال له:- (قال فاذهب فإن لك في الحياة ان تقول لا مساس ) ،، والعجيب بأن سيدنا موسى كان قادراً أن يعذبه أمام بني إسرائيل ليكون لهم عبرة،، أو أن يقتله فتنتهي قصة السامري بأن يكون قد تم اغتياله ،، ولكنه ترك السامري لتحقيق قول الله سبحان وتعالى (قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَٰنُ مَدًّا) ،، ووقع عليه عذاب من رب العالمين وهو في عبارة ( لا مساس ) فلا يقترب منه شيء إلا وينزف ويتجرح . والبعض يقول ربما السامري ما زال حياً حتى يومنا هذا ، ويعلل البعض ذلك بأن سيدنا موسى قال للسامري (فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس ) ولم يقل له اذهب فإن لك في حياتك أن تقول لا مساس ،، وبما إنه قال عبارة الحياة بشكل مطلق فربما يكون السامري حياً حتى قيام الساعة ،، مثلة مثل طلب ابليس في ( سورة الحجر ) حين قال لرب العالمين :- (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ) والله أعلم ،، فهي روايات يلزمنا التحقيق فيها من علماء أهل اختصاص .

ومنذ تلك الواقعة (قصة السامري مع بني اسرائيل وسيدنا موسى ) أصبحنا كل فترة من الزمن أو قرن من الزمان ،، إلا ونشاهد أو نسمع عن فتنة في الإيمان بالله تحمل مضمون ما فعل السامري بإن هنالك من يخرج للناس ( أمراً فيه كفر يحمل للناس مضمون عجل السامري ) ،، و كما فعل السامري في قول الله سبحانه وتعالى (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُ هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ ) ،، فكل من يخرج للناس بدعة يضل بها الناس ويجعلهم يخرجون من دين الله الى الشرك بالله ،، فهو سامري الهوى ،،، وسامري الفكر والمقاصد .

ونتابع عبر القرون ،، وما من قرن من الزمان إلا ومرت فيه فتنه تصيب المسلمين في أمر الإيمان بالله و تقود البعض الى الشرك بالله ،، وذلك عبر شخص يخرج للناس بدعة تشغلهم عن الإيمان بالله وتقودهم الى الشرك ومن يطلق تلك البدعة يظن أنه على حق ويقاتل من أجلها ،، ولكن الله دوماً يحق الحق ويعود أمر الإيمان بالله (مهما فعل كل سامري ) في الأرض أن يحاول أن يغيب الإيمان بالله وأحكام الله بين الناس ليقودهم للشرك فهو فاشل مهما فعل . لذا على الناس أن لا تخاف على الإسلام ،، بل على كل شخص أن يخاف على مصيره يوم القيامة بأن يعمل صالحاً ويتق الله فيما يفعل ،، ولو كل شخص اتبع العبارة التي تقال قبل كل صلاة من الإمام وهي عبارة ( “استووا واعتدلوا ) من أجل إقامة الصلاة الصحيحة ،، فكل فرد في الصف يعدل من وقفته ولا يهتم الى يمينه أو شماله ،، فتجد الصف في ثوانٍ قد استقام واعتدل ،، بالتالي لو كل شخص أصلح حال نفسه ،، وجعل فعله مثل قوله ،، وترك الاهتمام بالآخرين ،، صدقوني المجتمع كله يعتدل ومن ثم كل الدولة والبلاد والشعب يعتدل . فقط كل منا يراقب نفسه ،، ويترك أمر الآخر وكل منا يصلح أفعاله وأقواله وتستقيم البلاد كلها من استقامة الفرد وهو أساس الشعب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.