الصفر البارد // جلال الدين محمد ابراهيم (انتشار الجريمة The spread of crime)

0

الحريه نيوز :

المشهد الإجرامي الذي يحدث في هذه الأيام ،، كان يحتاج لوجود الكاتبة العالمية ( أجاثا كريستي – Agatha Christie ) ويحتاج لعباقرة في فن السينما العالمية ( هوليود – Hollywood – أو القسم الهندي بوليوود Bollywood) فإن أسلوب الجريمة التي تحدث حالياً في بلادنا تعتبر سينمائية من الدرجة الأولى .

تخيل معي أصبحنا نخاف من بعض المواتر التي تسير بسرعة وتحمل أكثر من شخص ،، ونخاف أن تكون من الفئة التي تخطف وتقتل من أجل خطف كيس في يدك ،، وكيف تقع جريمة قتل في محطات البنزين بينما في كل محطة يتواجد فيها رجل أمن ! والعجيب في الأمر أصبحت بعض الجرائم تحدث بأسلوب أفلام الرعب للكاتب العالمي (ألفريد هيتشكوك – Hitchcock) ،، حيث أصبحت تقع حوادث دخول مجرمين على عائلة في البيت وتهديد وسرقة في وضح النهار .

أصبح الأمر أكبر من أن تسيطر عليه شرطة فقط ،، حيث أصبح الأمر يتطلب أن يتم البحث بأسلوب علمي عن أسباب هذه الجرائم ،، واقترح على السيد وزير الداخلية والسيد مدير عام الشرط أن يتم تخصيص ميزانية لبعض ضباط شرطة بأن يقوموا بعمل دراسة علمية بأسلوب البحث العلمي عن أسباب التحول في المجتمع ،، وعن أسباب انتشار الجريمة بهذا الأسلوب ( البشع ) و غير المعهود للشعب السوداني .

لم يكن بالسودان على الإطلاق مثل هذه الجرائم الدخيلة على سلوك الشعب السوداني ، وبكل تأكيد هنالك سبب قوي كان هو الدافع لظهور مثل هذه الجرائم البشعة – Heinous crimes ! ،، لذا أكرر بإن على الدولة أن تفتح مجال البحث العلمي خاصة لضباط الشرطة ممن يرغب في نيل درجات الماجستير والدكتوراه في العلوم الجنائية .

أو أن يتم تفريغ ( فريق عمل من بعض ضباط الشرطة مع بعض المساعدين ) من أجل البحث والتقصي عن أسباب ومصدر وأصل المجرمين ممن يرتكب مثل هذه الجرائم البشعة ،، وتكون الدراسة شاملة إحصائية دقيقة للأسباب والدوافع المستجدة في المجتمع والتي دفعت البعض إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم الجديدة على المجتمع ، وأتمنى أن تصدر هذه المجموعة ( المقترحة مني ) دراسة علمية يستفاد منها في العلوم الشرطية والأمنية عبر كليات الأجهزة الأمنية والقانونية في المستقبل .كذلك من هنا نطالب النائب العام ومجلس السيادة والوزراء أن يتم تعديل بعض القوانين وخاصة التي من ضمنها قانون مطاردة اللصوص ،، وقانون القبض على المجرمين – Law of chasing criminals ) ! !، وكذلك لو يتم تعديل قانون التصدي للمجرمين بحيث يصبح من حق الضحية أن يدافع عن نفسه بكل الوسائل الممكنة خاصة إذا دخل عليه المجرم في منزله أو ما يملك .

فالمعروف بأن التشديد في قانون العقوبات وفي السماح إمكانية التصدي في مواجهة المجرم – Criminal بكل الوسائل المتاحة سوف يرعب المجرمين ، ويقلل من الجريمة. ،، فتخيل معي لو أصبح قانون من يهاجم الناس ويخطف منهم ما في أياديهم ( كيس + موبايل + الخ الخ ) في الشارع عقوبته الإعدام ،، صدقوني لن تجدوا من يخطف من الناس في الشارع .

كذلك لو أصبحت عقوبة (من يسرق من المال العام أو من يفسد في المال العام) أن يتم إعدامه بدون محاكمة وفي ساحة عامة ! ! ! ،، صدقوني لن تجدوا البعض ممن يتسابقون للمناصب القيادية والدستورية في تدافع كما حدث عبر الأنظمة التي حكمت والتي سوف تحكم في المستقبل ،، وربما يقل عدد من يفكر أن يصبح دستورياً أو قيادياً في الدولة .

آخر المداديا سادة الجريمة بكل تأكيد أسبابها اقتصادية ،، وكذلك تساهم الجريمة في تدمير الاقتصاد ،، وهروب المستثمرين ورؤوس الأموال حيث الأمان والاستقرار والمجتمعات المتحضرة ،، ولن يكون لنا دولة لو فقدنا الأمن والأمان ،، ربما يصبح السودان أفضل مرتعٍ خصبٍ لكتاب القصص البوليسية الواقعية بدلاً عن الخيالية ،، فلا نريد أن نقول مرحباُ بمن هم أمثال الكاتب والمخرج (ألفريد هتشكوك – Hitchcock ) في بلادنا لنصبح ( دولة الرعب ليهرب وقتها منا كل المستثمرين خوفاً على حياتهم)
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.