خلف الاسوار – سهير عبد الرحيم
عندنا قمبور
أسوأ ما يمكن أن يمارسه نظام دولة السخرية من الشعب والاستهتار والكذب البواح وتضليل الرأي العام ونسج التمثيليات الهزيلة الركيكة سيئة الإخراج.
في زمن الكيزان الغابر كُنا نضحك ملء شدقينا حين يشرع أرجوزات المؤتمر الوطني في نشر الشائعات والاخبار المفبركة عن استهداف دول الاستكبار والامبريالية العالمية للسودان..!
حينها كتبت مقالاً وكان إبان عهد المخلوع عمر البشير، تساءلت فيه قائلة: لماذا تستهدفنا امريكا واسرائيل …؟ فعادةً الذي تستهدفه وتعمل على إفشاله يكون قوياً ناجحاً متميزاً، أو انه في طريقه الصحيح لبناء دولة قوية وامبراطورية عظيمة.
وقلت في مقالي ذلك: على ماذا يحسدنا العالم ويسعى لإفشالنا؟، لو كان رؤسائنا وقادتنا مثل زعماء الصين وماليزيا واليابان وكوريا الشمالية وتركيا وإيران، والذين أصبحت كل دولة منها أنموذجاً للتطور والبناء والإعمار، لو كان زعماؤنا مثل أولئك لقبلنا بمبدأ الاستهداف، ولكن ما يسوقه الكيزان عن استهداف العالم للسودان مجرد كسب للوقت وضحك على الدقون.
وعلى ذلك قس …!؟ لماذا يستهدف الكيزان أو غيرهم موكب السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ..؟!
بإمكاننا ان نقبل فرضية الاغتيال لو تمت هذه المحاولة عقب التوقيع المباشر على الوثيقة الدستورية، تلك الايام التي كنا نهتف وقتها ليلاً ونهاراً ومن دون سبب (شكراً حمدوك).
ويمكننا أيضاً أن نقبل فرضية التفجيرات بحسابات أن عقلية الكيزان عقلية تصفيات في الاساس، وان الاغتيالات تجري مجرى الدم في عروقهم، وقد اغتالوا من قبل الذين أكلوا وشربوا معهم من إناء واحد، وشاركوهم ذات الاجتماع وذات المبيت في الوهاد والغفار وذات الجهاد المزعوم والاحراش المفترى عليها.
إذن إن التصفيات والاغتيالات من صميم عمل الكيزان، وتلك بضاعتهم الرائجة، ولكن لماذا يقوم الكيزان أو سواهم من المجموعات الارهابية بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء؟!
ماذا فعل السيد حمدوك منذ توليه المنصب وحتى الآن غير تلميع الـ (cv) خاصته، وكأنه يخطط للحصول على جائزة نوبل للسلام، أو ينظر الى وظيفة مرموقة في الامم المتحدة.
إن الرجل الذي عولنا عليه ووضعنا آمالاً عراضاً تحت مظلة اسمه ليخرج البلاد من وهدتها وضائقتها الاقتصادية، لم يفعل شيئاً البتة، الرجل تلفت يمنة ويسرى ثم اسرع ليضع ملف اكبر أزمة تواجه حكومته عند قائد قوات الدعم السريع حميدتي ليحل له أزمته الاقتصادية.
إذن علام يُغتال الرجل؟!
سؤال بريء:
كيف أمكن لزوجة حمدوك ان تطلق تغريدة عبر حسابها في السوشيال ميديا بنجاة زوجها من محاولة اغتيال بعد ثلاث دقائق فقط من المحاولة، علماً بأن الرجل لم يجر مكالمة هاتفية مع أسرته ليطمئنهم على نفسه، الا بعد مرور ربع ساعة من الحادثة.
خارج السور:
الكيزان الآن أحرص من (قحت) على استمرار حمدوك في منصبه، فقد ثبت جلياً أن الرجل (بره الشبكة).