اخبارمقالات الرأي
حلف المليشيا القميء : الحسم العسكري ليس بعيداً
ظل الجناح السياسي لمليشيا آل دقلو الإرهابية يردّد ذات العبارات (المعسولة) ويجترها صباح مساء في الأسافير وعبر الفضائيات عندما يظهر (محاموها) يتصدون لكل اتهامٍ بيّن واضح وصريح تسنده الوقائع وتوثقه الكاميرات وتثبته الحقائق..
يذكّرونك بفيلم الأفوكاتو الشهير وقد وقف المحامي يدبّج الخطب الكاذبة ويستغل ثغرات القوانين (إنّ هؤلاء الأشاوذ لم يغترفوا كل هذا الجرم حضرات المستشارين وتعلمون سادتي كيف أن الفيلول ودولة 56 والنظام البائد والحركة الإسلامية يطلقون الدعاوى الكاذبة لتشويه سمعتهم ناصعة البياض فقد كانوا جزءاً من الجيش وكافحوا الهجرة غير الشرعية وتم إنشائهم ابتداءً بقانون مجلس وطني ووووووووووووو).
. كلما استمعت لأحد هؤلاء المستشارين المباشرين أو المحامين المستميتين للدفاع عن جرائم القتل والاغتصاب وأخذ الأموال عنوةً وانا لا أصدق ما أسمع تذكرت ذاك الفيلم.. في احسن الأحوال هم يقولون نحن ندين (كل الانتهاكات) بما فيها (انتهاكات الجيش) وقصف الطيران في كلمة حقٍ أريد بها باطل حيث ينفذون منها للخلاصة المرجوة التي يرغبون ويشتهون..
خلاصتهم أنه طالما أن (الطرفين) يرتكبان انتهاكات للقانون الدولي الإنساني فالحل واحد ومعلوم ألا وهو في (وقف الحرب) وطالما استمرت الحرب (ستستمر الانتهاكات) فالعلاقة طردية.. يا سلام على الخلاصة التي يساق لها المستمع والمشاهد (سوقاً) بهذه الحجة المفضوحة الكذوب..
هذه الحجة (الباطلة) واضحة البطلان ومن ذات منطلقاتهم فالصحيح القول أن يترك (الطرفان) يتقاتلان بعيداً عن المدنيين (وليطحن) كل منهما الآخر كحرب (داحس والغبراء) ولكن ليظل المدنيون خارج هذا العراك وتظل الأعيان المدنية خارج الاستهداف وتكون مراكز الخدمات من مستشفيات وكهرباء ومياه واتصالات وأسواق سالمة وفي مأمن وخدماتها مستمرة لتقلّل من معاناة المدنيين..
لم يحدث في تاريخ الحروب السودانية بدءاً من حرب التمرد الأولى في العام 1955م وحرب التمرد الثانية في 1983م وحرب تمرد دارفور 2003م أن تم استهداف ممنهج متعمّد مقصود للمدنيين في عقر دورهم فأخرجوا منها ونهبت أموالهم وسلبت ممتلكاتهم واغتصبت نسائهم وتحوّلت المستشفيات لثكنات عسكرية..
لم تدخل كل الحركات المتمردة التي حاربت الحكومة بيتاً واحداً ولا مؤسسةً عامةً ولم تنهب بنكاً أو تدمّر مشروعاً ولم تنهب ممتلكات الناس هكذا كما لم تقم بنهب الأموال والتعدي على شرف الحرائر لى الإطلاق على الرغم من أن بعض هؤلاء لا يدينون بالإسلام وربما ولا بأي دين آخر فهم أفضل (وأنبل) من الجنجويد ومعاونيهم وظهيرهم السياسي..
لكن لأن الغرض مرض فغرض هؤلاء أن يكف الجيش عن حملته المباركة التي تمضي وبثبات لاستئصال المليشيا والقذف بها في مزبلة التاريخ فليس هناك مليشيا في كل هذا العالم يمكنها هزيمة جيش نظامي..
وتزداد العبارة رسوخاً ورجحاناً وتبدو أكثر اقناعاً عندما يعرّف هذا الجيش المنكّر في العبارة بأنه الجيش السوداني
من ذات الشاكلة للعبارات التي يرددها حلف المليشيا العسكري السياسي الإقليمي القول بأنه لا (حسم عسكري) يمكن أن تنتهي عليه الحرب في السودان والتاريخ يقول بذلك..
والعبارة تصب في سوق الناس لأن تقبل الحكومة بالجلوس مع هؤلاء الأوباش الأنجاس لالتقاط الأنفاس وتجميع ما تبقى من مرتزقتهم ولكن الحكومة وعت الدرس.. فقد كان هدن منبر جدة فرصة سانحة للمليشيا للتمترس والتمدد والتموضع وإعادة التزويد انتظاراً لنهاية زمن الهدنة واستئناف محاولات السيطرة على السودان بالقوة.. لم ولن تقتنع المليشيا يوماً واحداً بأنها تقود حرباً خاسرة ضد الدولة السودانية بكل مكوناتها كما لم تصل هذه القناعة للكفيل الإقليمي ولكن الظهير السياسي يبيع (الوهم) ويريد إقناعنا بأن (للثعلب ديناً)..
الحسم العسكري لكل من لم (يقتنع بعد) بأن يضع السلاح فقد خسرت المليشيا الحرب وانسحاباتها التكتيكية تؤكد ذلك.. هزمت المليشيا في الدندر والرهد والدالي والمذموم وأبو حجار وسنجة وجبل موية والإذاعة والتلفزيون وأم درمان والحلفايا وشمال بحري والفاشر والأبيض وبابنوسة والزرق والبعاشيم..
خسرت المليشيا مئات المعارك للهجوم على المدرعات وسلاح الإشارة وسلاح المهندسين وقاعدة وادي سيدنا والقيادة العامة والكدرو كما سخرت معركة مطار مروي.. ظلت ولايات البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض والنيل الأزرق وكسلا وسنار والقضارف وجنوب كردفان وشمال كردفان عصيّة على التمرد وجرائمه.. اكتفى التمرد بالمسيّرات في محاولات يائسة لاثبات الوجود والقول بأن لا يزال (يفرفر)..
إن لم يكن هناك حسم عسكري وحزم وعزم من القوات المسلحة الباسلة وأبناء السودان الأوفياء الواقفين صفاً واحداً خلفها إلا قحط أو تقزّم وكل (متحوراتها الجرثومية اللاحقة) لكان الهالك بالقصر الجمهوري الحاكم الآمر الناهي ولأعلن ميلاد دولة آل دقلو على أنقاض السودان..
حيا الله رجال الجيش ومن يقاتلون معهم من الأجهزة النظامية من أمن وشرطة ومن المقاومة الشعبية والمستنفرين والمجاهدين حصن السودان المنيع ودرعه الواقي في وجه هذه الشرذمة.. الحسم العسكري ليس بعيداً يا هؤلاء ويوم يومئذ يفرح السودانيون بالنصر الكبير مرددّين السلام الوطني وتهتف أم ضفائر فليحيا الوطن.
اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام