آخر الليل |إسحاق أحمد فضل الله
داعش السودان وطابور العدل والمساواة ..الطويل ..الطويل .يدخل الخرطوم علناً..وعلناً لأنه الفقرة الأولى من المرحلة القادمة ..التي هي أكبر من دخول طابور مسلح..والأحداث الآن ..كل حدث منها.يغطي حدثاً أكبر منه..وحمدوك يعلن إعطاء الغرب (الحركات المسلحة في واقع الأمر) نصف دخل السودان لعشر سنوات وأكثر من نصف السلطة..وما يغطيه الحدث هو أن حمدوك يعرف ما سوف يجري بالعطاء هذا ..وما يعرفه يقع..والشمالية والشرق ..كلاهما يرفض ..كلاهما قال..( لن يأخذ أحد حقّنا من جيوبنا ويعطيه للآخرين ويجعلهم سادة ويجعلنا أتباعاً).والشمالية والشرق كلاهما يعلن موقفاً هو ثلاثة أرباع الإنفصال.ونصف مسلح ..وحمدوك كان يعرف ..وكان يقصد ..وحمدوك ..وإتفاقه الذي يعطي الحركات المسلحة لجام السلطة يعني دخول الحركات المسلحة هذه الخرطوم.والجملة هذه لها نصفان ..دخول. وقيادة تحت البندقية .عندها يقترب شيء مخيف ..فالعاصمة تصبح مدينة لخمس جيوش ..كل منها ينظر إلى الآخر بحذر وإصبعه على الزناد..فهناك جيوش الحركات المسلحة (وهي جيوش ..وليست جيشاً)وجيش الدعم السريع. الذي يعد أسلحة متقدِّمةوجيش الدولة ..وجيش الأمن..وكلاهما يجري إضعافه.ثم جيش يصنعه المشهد هذا ..هو..داعش.. (وداعش دخلت ليبيا ودخلت اليمن وقامت في أفغانستان بعد أن أنبتتها أجواء مشابهة لما يحدث الآن في السودان ..والأجواء الآن ما تنبته هو أنها تسجن القوات المسلحة في معسكراتها) وتطلق قوات التمرد في شوارع الخرطوموتطلق جيشاً سابعاً.فالشعب حين يجد نفسه محاصراً في بيوته وشوارعه بجنود الحركات المسلحة ..يحبس أنفاسهبعدها بأيام ..أو شهور ..تنطلق أحداث معينة(أحداث صغيرة) هنا وهناك..ثم أحداث كبيرة هنا وهناك..ثم أحداث أكبر ..أحداث تقع عادة.. عادة.. عادة.. في مثل هذه الأجواء..وحرب لبنان بدأت بعربة عسكرية تطحن مواطناً فلسطينياً في بيروت..تحت أجواء مثل أجواء السودان الآن.خطوات تقع. عندها الجهات التي قادت خطوات الأحداث حتى اليوم تستخدم غضب الناس لتصنع شيئاً..الجهات تلك سوف تدس أسلحة في أيدي الناس الغاضبين. وهؤلاء سوف يطلقون النار.الحريق يبدأعندها ..جهات معينة .تقطع الإمداد العسكري عن الناس ..وتطلق الإمداد العسكري لجهة أُخرى..وطحن كامل ينطلق..طحن.. ما يقوده هوعنصرية تجد ما ظلت تحلم به.وحرب ضد الإسلام تجد ما ظلت تحلم بهودول تحلم بطحن السودان تجد ما ظلت تحلم به عندها ..الجيش..إن هو قاتل وجد نفسه يقاتل عدداً هائلاً من التمرد ..الذي أكمل خنادقه في شوارع المدن.عندها ..الجهات التي تريد حماية السودان إن هي قامت بتسليح المواطنين قامت جهات أُخرى بتسليح أهل العنصرية . عندها العنصرية تفتك بالجيش والأمن والمجتمع ..تطحن كل شيء.عندها إنهيار دولة مسلمة. وطحن شعب مسلم وإنطلاق عنصرية مسلحة..أشياء تجعل الجيش الأعظم (داعش)..يدخل.فالعوامل هذه هي التي جعلت داعش تدخل ليبيا واليمن وغيرها.وكلمة (تدخل) لا تعني أن (داعش) سوف تهبط منالخارج ..والمواطنون المليون الذين خرجوا نهار الأربعاء في مظاهرة غاضبة ..لن تعدم أن تجد بينهم ألف مقاتل ..يصبحون هم داعش السودان يبقى ..أن داعش طبعها هو أنها لا تضرب (من طرف)وداعش من طبعها أنها تختار أهدافها بدقة ..وداعش ..جيش طبيعته يرسمها قائد أمريكي في أفغانستان..فالرجل حين يلومونه على عجزه عن إيقاف داعش يقول..كيف تستطيع أن توقف رجلاً يريد أن يموت ؟