أطياف – صباح محمد الحسن دقلو خارج السيادي

0

متابعه الحريه نيـــوز:

لا شك ان السلام يحتاج الى الكثير من التضحيات والتنازلات ، من أجل ان يلامس الواقع ، ويفتح أبواباً ونوافذ جديدة لمستقبل بلا حروبات وبلا نزاع وبلا نزوح ، ويرسخ لمفاهيم وثقافات عديدة ، ورجل السلام لابد ان تتوافر فيه العديد من الشروط الإيجابية التي تميزه عن غيره من الناس ، والذي يسعى الى اخماد نار الحرب وإيقاد شموع السلام ،ليضيء درباً من دروب الوطن، لا تهمه المناصب ولا المقاعد ولن يغريه ضوء السلطة ولايهمه بريقها.وفي اكتوبر من العام الماضي أعلن نائب رئيس المجلس السيادي ، قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) استعداده التنازل عن موقعه في المجلس السيادي من أجل تحقيق السلام ،داعياً اطراف الصراع الى تنقية القلوب واخلاص النوايا للوصول للسلام.والحمد لله ان كل الصراعات تلاشت ، وستتوقف الحرب اللعينة، والحمد لله ان سلمت النوايا وتصافت القلوب وتمت عملية السلام ، ولم يتبقى إلا تنازل الفريق محمد حمدان دقلو عن منصبه لأجل السلام ، خاصة ان المقترح الذي أعده وزير العدل نصرالدين عبدالباري لتعديل الوثيقة الدستورية لإدراج اتفاقية السلام الموقعة مع حركات الكفاح بعد لقائه وفد الحركات برئاسة ياسر عرمان يتيح الفرصة لحميدتي لمغادرة موقعه بطريقة سهلة وممكنة خاصة اذا وافقت الجبهة الثورية على المقترح بعد ان تعهد عرمان بدراسته وتقديم ملاحظاتهم في أقرب وقت.والتعديل قضى على بقاء مجلس السيادة بعدده الحالي البالغ 11 شخصاً، على أن يتنازل عضوان أحداهما عسكري والآخر مدني من منصبيهما لصالح ممثلي الحركات المسلحة.فمحمد حمدان دقلو يمكن ان يكون الشخص المغادر من المكون العسكري وهذا يأتي ( برغبته المسبقة ) ويمكن ان يرافقه محمد حسن التعايشي الذي أبدى ذات الرغبة والاستعداد سابقاً إذا اكتمل توقيع اتفاقية السلام معها.ومغادرة حميدتي للمجلس السيادي لن ينقصه شيئاً بل سييضيف له نقاطاً جيدة عند مناصريه ويحرج معارضيه الذين لا يروا فيه الا رجلا سعى جيداً ان يكون الرجل الثاني في المجلس السيادي ويطمع جاداً في ان يكون الأول ان كان هذا حلم يراوده اليوم او سيزوره غداً. وثقافة الاعتذار والاستقالة من المفاهيم المهمة التي يجب أن يتعاون عليها الجميع ويبتدرها القادة لغرسها في الأجيال بكل شفافية ومصداقية، ليبقى التمسك بالمنصب على حساب الوطن هو عادة سيئة لابد من نبذها والعمل على مناهضتها لاسيما ان الثورة جاءت من أجل دحض هذه المفاهيم ، فهل يفعلها حميدتي الذي أقسم أكثر من مرة انه ليس همه المنصب وانه رجل زاهد في هذا الشأن لايسعى الي سلطة ولا يلهث وراء بريقها الزائف، فهل الايام القادمة ستجعلنا نرى حميدتي بثوب جديد في خبر أكيد يتصدر صفحات الصحف (دقلو خارج السيادي). طيف أخير: كل يوم هو فرصة لتصنع شيئاً جديدًا لنفسك
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.