السودان: توقعات بأزمة خبز خانقة وتساؤلات بشأن المخابز المصرية

0

حذر خبراء اقتصاديون من دخول البلاد في أزمة خبز خانقة خلال الأيام القادمة وذلك بسبب توقف 50٪ من المخابز العاملة في الخرطوم عن العمل لأسباب مختلفة أبرزها شح الدقيق وانعدام الغاز بالإضافة إلى إرتفاع تكلفة إنتاج الخبز. وقال الخبير الإقتصادي عالم عباس انه من الواضح أن هناك خلاف كبير بين مطاحن الدقيق والحكومة فيما يتعلق بالأسعار خاصة بعد الارتفاع المفاجئ للدولار وتوقف أحد المطاحن عن العمل وأن الكمية التي تورد إلى الخرطوم 50٪ فقط من الاحتياج الفعلي. وأشار الخبير الاقتصادي عباس إلى أن هذا الأمر يتسبب عاجلاً أو آجلاً في أزمة كبيرة في الخبز خاصة مع عجز وزارة الصناعة والتجارة عن إيجاد حلول جذرية لأزمة الخبز من خلال توفير دقيق وحل إشكالات المخابز التي تعاني من رسوم وارتفاع أسعار الغاز. وتساءل الخبير الاقتصادي عباس عن الأفران التي كانت قد أعلن عنها سابقاً والتي تبرعت بها جمهورية مصر العربية وهي تنتج كميات كبيرة من الخبز يومياً عن ماهو مصيرها وأين ذهبت. وحذر الخبير من أي خطوة نحو زيادة أسعار الخبز لأن المواطن وصل حد غير محتمل من معاناته من أجل توفير احتياجاته الضرورية. وطالب عباس الحكومة بالبحث عن حلول تزيل عن المواطن هذه الأعباء.

من جانبها أكدت شعبة المخابز بولاية الخرطوم ارتفاع مدخلات انتاج رغيف الخبز بحيث ارتفعت تكلفة جوال الدقيق الواحد زنة 50 كيلوغرام لانتاج خبز الى اكثر من 50% مقارنة بالتكلفة في مارس الماضي. وقال الأمين العام لشعبة المخابز بولاية الخرطوم الاستاذ الباقر عبد الرحمن ابراهيم ان تكلفة مدخلات صناعة الخبز من الخميرة والزيت والعمالة بلغت الف و150 جنيه للجوال الواحد، اي ارتفاع بنسبة 59,5% من التكلفة مقارنة بالوضع في مارس المنصرم. وقال إن على الحكومة أن تولي مدخلات انتاج الخبز أهمية خاصة لأنها تنعكس على سعر المنتج النهائي وهو رغيف الخبز وأعطى مثلاً بسعر الخميرة الطبيعية وهي إحدى المكونات الرئيسة في صناعة الخبز. وقال إن سعر الخميرة ارتفع خلال الفترة الأخيرة حيث بلغ سعر الكرتونة ستة آلاف ومئتين (6200) جنيه مقارنة بالسعر الذي كان سائداً في مارس هو ألفان وسبعمائة (2700 ) جنيه، أي زيادة 230%. وأكد أن ما زاد الأمر صعوبة ايضاً هو إحجام الوكلاء عن بيع الخميرة بحجة تصاعد أسعار الدولار. كما بلغ سعر جركانة الزيت زنة 36 رطل خمسة آلاف (5000) جنيه مقارنة بألف وسبعمائة (1700) جنيه في مارس أي زيادة بنسبة 290% قبل ستة أشهر . وأضاف في تصريح (لسونا) أن سعر جوال الدقيق المدعوم 650 جنيه فضلاً عن بنود التكلفة الأخرى من العقارات والكهرباء والجازولين والمياه. واشتكى الاستاذ الباقر بأن الصناعة والتجارة بولاية الخرطوم لم تنظر حتى الآن في تكلفة صناعة الخبز التي سبق أن رفعت اليها بتاريخ 19 أغسطس الماضي رغم ان تلك التكلفة نفسها لم تعد مجزية نسبة لارتفاع اسعار الدولار. واشار الى نقص حصة ولاية الخرطوم من الدقيق بسبب خروج بعض المطاحن من دائرة الانتاج الأمر الذي يفاقم اصطفاف المواطنين لطلب الخبز كما أشار لتأثير انقطاع التيار الكهربائي والمياه وعدم وجود الغاز ببعض أطراف الولاية. وذكر أن وزارة الصناعة والتجارة الاتحادية اعترفت بزيادة اسعار مدخلات صناعة الخبز ولكنها اكدت صعوبة الدخول في تكلفة في ظل المضاربات الحالية ولكنها وعدتنا بأنها تأخذ مقترحات الشعبة في الأيام القادمة وتخضعها للنقاش.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.