سهير عبدالرحيم تهاجم والي الجزيرة وتكتب ماعندي ليكم حاجة

0

جاء في صحيفة السوداني عدد أمس أن هنالك أكثر من (300) منزل قد إنهارت بمنطقة الجديد عمران محلية الكاملين جراء فيضان النيل الأزرق.

وأن شباب المنطقة قد قاموا بإغلاق الطريق القومي بعد أن رفض والي الجزيرة النزول من سيارته وتفقد المتأثرين حيث خاطب أهالي المنطقة قائلاً : (أنا مابقدر أعمل ليكم حاجة ونزولي ما بتستفيدوا منه حاجة).أي نعم والله .. هذا ما جاء بالصحيفة .. حسناً من أين أتى هذا الوالي..؟ ، ومن أختاره..؟ ، وماهي مهامه التي يعتقد أنه كُلف بها ، و ماقيمته إن لم يقم بأضعف الإيمان وهو النزول من فارهته إلى أرض الواقع و معايشة الكارثة بأم عينه .ما أهميته إن لم يقم بنوع من المواساة ومشاطرة المتضررين مأساتهم ، ومعاينة حجم الدمار و الخراب الذي سببه الفيضان ..! أليسوا رعاياه..!! ، ألا يقعون تحت بند مسؤولياته..؟ ألم يخبره أحدهم عن واجباته تجاه مواطني ولايته .لم يطلب منك أحد أيها الوالي(الماعندك ليهم حاجة ) لم يطلب منك أحد أن تنتقل للعيش بين هؤلاء المواطنين ، كما لم يطلبوا منك أن تنصب سرادقاً لممتلكاتهم وأرواحهم وتقيم فيها ، وصدقني لو طلبت ذلك لما سمحوا لك بذلك .بل لو أردت أيها الوالي أن تخوض في تلك المياه العكرة و يتسخ ثوبك مثلهم لحملوك فوق أعناقهم ، وكانوا أكثر إشفاقاً عليك من (الكروزر) ، ليس ذلك لأنك أهم و أفضل منهم ، ولكن لأنهم يكرمون الضيف وتأبى أنفسهم إلا أن يقدموا لك ضيافة تليق بأصولهم الطيبة ، وأيضاً لأن لهم أملاً في أنك لن تخذلهم .أرايت..!! الأمر لم يكن أكثر من كلمات مواساة تخفف عليهم غضبة النيل ولو أرسلت لهم جرارات لتتريس النيل وحماية ما تبقى من ممتلكاتهم لشعروا أنك منهم وبهم.عليك أن تعلم أن أولئك المواطنين يعلمون جيداً أنك لا تقدم ولا تؤخر ، مثل رئيسك في الخرطوم نفس الطينة ، فالحال من بعضه ، ولكن لسان حال أولئك المواطنين وعشمهم الكبير كان يقول (لعل في الرجل خيراً) .خارج السور :النيل سيهدأ.. و الفيضان سينحسر.. وشباب الجديد عمران سيتكاتفون ويبنون منازلهم مجدداً ، ولكنك ستظل الوالي الذي سقط في إمتحان المسؤولية و المروءة ، وعندها سيقول لك أولاد الجديد عمران (ما عندنا ليك حاجة ).
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.