عبد المحمود نور الدائم : المغيرات وسواعد الكرامة …السيف والندى

عبد المحمود نور الدائم
“ووضع الندى في موضع السيف بالعلا..مضر كوضع السيف في موضع الندى-المتنبي”
في زمن الحرب الذي تختبر فيه المجتمعات وحدتها وتماسكها، تبرز مبادرات تعيد إحياء قيم الأخوة والتكافل، وتؤكد أن العطاء لا تحدّه الميادين، سواء في السلم أو في أوقات الشدة. في هذا السياق، دشّنت منظمة سواعد الكرامة، التابعة لمنظومة المغيرات، مشروع “برش الكرامة”، وهو مشروع اجتماعي وإنساني يعكس قيم التعاون والتضامن بين الشباب والمجتمع السوداني بكل فئاته.
المبادرة جاءت لتضع “الندى موضعه والسيف موضعه”، وفقًا لبيت المتنبي الشهير، حيث تمتد يد العطاء لدعم المحتاجين، في الوقت الذي تبقى فيه العين ساهرة على الأمن والاستقرار ودفع الأعادي.
يتضمن مشروع برش الكرامة بحسب ما علمت وشاهدت عددًا من البرامج التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بدءًا من الجنود في ميادين القتال، وصولًا إلى المرضى والمسافرين. ومن بين هذه البرامج:
حيث دشنت منظمة سواعد الكرامة إفطارات الخنادق وهو برنامج موجّه للقوات المرابطة في الخطوط الأمامية، يقدم لهم وجبات الإفطار في مختلف جبهات القتال، تأكيدًا على الدعم والتقدير لجهودهم.
بجانب إفطار عابر سبيل والذي يستهدف المسافرين وعابري الطرق، سواء داخل ولاية الخرطوم أو خارجها، في بادرة إنسانية تعكس روح الضيافة السودانية الأصيلة.
كذلك تم تدشين برنامح سند المريض وهو برنامج يهدف إلى تقديم العون للمرضى في المستشفيات عبر توفير الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية، مساهمةً في تخفيف معاناتهم.
فيما يأتي برنامج زاد المقاتل ليوفر المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية للمقاتلين، دعمًا لصمودهم وجهودهم في مختلف المواقع.
ولا شك أن مشروع “برش الكرامة” يعكس رؤية طموحة لمنظمة سواعد الكرامة ومنظومتها الأم المغيرات، حيث يجمع بين البعد الإنساني والتكافلي، وبين الإيمان بأن دعم المجتمع يأتي في شتى الظروف.
مثل هذه المبادرات لا تعكس فقط قيم التضامن، بل تؤكد أن العطاء فعل مستدام، يتجلى في كل الميادين، وأن السودان – رغم كل التحديات – لا يزال غنيًا بروح التكاتف والتآزر، حيث السيف في موضعه، والندى في موضعه.