الباشاطبيق يكتب ..حميدتي بين القبول العام وحصار المستشارين، 2-3

0

الباشا محمد الباشا طبيق

تحدثت في المقال السابق عن نشأت حميدتي وبداية ممارسة العمل التجاري بمليط شمال الفاشر وتكوينه لجماعة مسلحة لحماية القوافل التجارية والتحاقه بقوات حرس الحدود وتكوين قوات الدعم السريع وإجازة قانونه بالمجلس الوطني وتحدثت عن بداية ثورة ديسمبر 2019 ودور حميدتي فيها وإنحيازه لها.
بعد إكتمال ثورة ديسمبر وأذاع الفريق أول ركن/عوض بن عوف البيان،ظهر جليا” أن هنالك خلاف عميق أشتمت فيه رائحة المحاور الخارجية وسُرب للثوار بخرة رفض ابن عوف وسرعان ما أصبح الرفض لسان حال الثوار وجرت مياة كثيرة تحت الجسر لترتيب الوضع واختيار بديل لإبن عوف من القوات المسلحة يكون مقبول وسط قيادات الجيش ومقبول نوعا” ماء وسط الثوار وهنا برز دور حميدتي وآضحا” وأصبح جزء من إتخاذ القرار وهو من إختار البرهان لرئاسة المجلس العكسري الإنتقالي وحميدتي نائبا” له، وبدأ كفح جماح الفريق أول أمن / صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات حينها وهو من الفاعلين والمخططين لصناعة ثورة ديسمبر لحاجة في نفس يعقوب ولأسباب قد تكون شخصية لتصفية حساباته مع خصومه والثأر لنفسه بعد محاولته الإنقلابية الفاشلة التي أدخل بسببها السجن وكثير من الخلافات والتقاطعات مع كثير من قيادات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ومنها قد يكون علاقته مع الCiA وإدارة ملف الإرهاب ورؤية أمريكا لتغيير الانظمة السياسية الممانعة والرافضة للسياسة الأمريكية المسماة بمحور(الشر) من الإدارة الأمريكية،المهم بعد تشكيل المجلس العسكري وأصبح حميدتي نائبا” لرئيسه تم تكليفه برئاسة اللجنة المكونة لإدارة الحوار مع قوى الحرية والتغيير
وتمخد ذلك الحوار بتوقيع الوثيقة الدستورية التي تم بموجبها تكوين مجلس الوزراء والمجلس السيادي برئاسة البرهان ونيابة حميدتي،تحول حميدتي من منفذ للتعليمات وحسم التمرد بدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وهذه كانت الوظيفة الأساسية التي يشغلها حميدتي إبان حكم المشير البشير، وجد حميدتي نفسه نائيا” لرئيس مجلس السيادة والرجل الثاني في الدولة،ونسبة لذكائه الفطري وطبيعته البدوية وصدقه بدأ يلامس قضايا المواطنين وقام بزيارات ميدانية لعدد من المناطق وولايات السودان المختلفة وأصبح يقدم الدعم المباشر للمواطنين لحل عدد من المشاكل الخدمية المباشرة التي يتأثر بها المواطن وإستطاع تحويل مؤسسة الدعم السريع من مؤسسة مقاتلة وعنيفة يخاف منها الجميع ويحذر المواطن القرب إليها أو المرور بجانبها إلى مؤسسة لها مسؤولية مجتمعية ترسل القوافل الإغاثية والطبية لإغاثة الملهوف وإطعام الجائع وقامت قوات الدعم السريع بإدوار إجتماعية كبيرة منها المصالحات المجتمعية بين القبائل المتحاربة والمتنازعة فأرست قوات الدعم السريع سلام مجتمعي وتعايش سلمي حقيقي في ولايات دارفور والنيل الأزرق وكردفان وولايات الشرق القضارف وكسلا والبحر الأحمر وهذا قليل من كثير قدمته قوات الدعم السريع،كل هذه الأعمال الإجتماعية والإنسانية الكبيرة التي قام بها رجال الدعم السريع ومؤسساته الإجتماعية وفرت أرضية صلبة وقبول عام للقائد محمد حمدان دقلو وسط المواطن السوداني والآن تجد حديث الناس جماعات وفرادى عن إنجازات القائد وقوات الدعم السريع،هذا القبول والرضا المجتمعي يحتاج إلى تخطيط وإنشاء مؤسسات ذات بعد إجتماعي تعمل وسط المواطنين وتقديم المساعدات الإنسانية والاجتماعية والتعليمية والصحية لأن المواطن يقف مع من يقدم له ويهتم به ويتحسس قضاياه بالتأكيد حتى يستمر القبول العام والرضا المجتمعي يحتاج إلى مستشارين يفكرون خارج الصندوق وإبتكار آليات وطرق غير تقليدية تكون مواكبة لتطور الإنسان وتطور حاجياته بتطور البيئة التي يعيش فيها مع تسارع التطور الرقمي والتكنلوجي في عالمنا الحديث وأصبحت الإدارة التقليدية والنمط القديم والحشد الجماهيري غير مواكب لعالم اليوم الذي أصبح مفتوح وغرفة صغيرة بل شاشة جوال يمكن أن تتلقى منها كل ماتحتاجه من معلومات. ونواصل لو كان في العمر بقية إن شاءالله

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.