متابعات – الحرية نيوز – مر أسبوعان على الحصار الذي تعرضت له القيادة العامة للقوات المسلحة، حيث أثبتت الإرادة الصلبة والقيادة الحكيمة قدرتها على التغلب على أصعب الظروف، ونجحت في كسر الحصار المفروض من قبل قوات التمرد.
تعود تفاصيل الحادثة إلى بداية مايو 2023، حين واجهت القيادة العامة تحديات جسيمة تمثلت في شحّ الغذاء والماء وسط أجواء حارة وصعبة. ورغم شدة الظروف، ظلت معنويات الجنود مرتفعة، لكن الأزمة تصاعدت مع فشل محاولات إيصال المؤن جوًا بسبب نيران المضادات الأرضية للتمرد. في ظل هذا الوضع، لعبت وحدة سلاح الإشارة دورًا استثنائيًا بإرسال رسائل مشفرة إلى قاعدة وادي سيدنا، التي قررت دعم القيادة العامة عبر النهر.
عملية “عودة وحيد القرن”: استراتيجية دقيقة لكسر الحصار
تمثلت الخطة في استخدام قوارب نهرية مطلية باللون الأسود لتفادي رصدها من قبل قوات التمرد. وانطلقت العملية في ليلة 2 مايو 2023، حيث تحركت القوارب بصمت تام، دون تشغيل محركاتها، لضمان النجاح في إيصال المؤن. بعد توقف قصير تحت جسر المنشية، استكملت القوارب طريقها وصولاً إلى مستشفى العيون في الخرطوم، حيث أطلقت القيادة العامة الإشارة المتفق عليها لاستقبال الصناديق.
نجاح العملية وتجاوز المحنة
عند وصول الإمدادات إلى القيادة العامة، عمّت الفرحة بين الجنود، حيث تضمنت الصناديق المياه والغذاء والدواء، بالإضافة إلى أدوات حفر ضرورية للتغلب على أزمة العطش. نقلت الصناديق وسط تغطية نارية محكمة من القوات السودانية، ونجحت في كسر الحصار وإعادة الإمدادات إلى وادي سيدنا، حيث احتُفل بنجاح العملية.
درس في الصمود والإرادة
عملية “عودة وحيد القرن” ستظل واحدة من أنجح العمليات العسكرية في تاريخ القوات المسلحة السودانية، وشاهدة على قدرتها على التغلب على الأزمات رغم التحديات الجسام. التحية لقوات الشعب المسلحة وكل من يسعى لحماية الوطن من أعدائه.
عبد الشكور حسن أحمد
المحامي
