أكد عمر حمدان، رئيس وفد التفاوض في قوات الدعم السريع، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الكينية نيروبي، أن القوات لا ترفض السلام، لكنها تطالب بضمانات دولية لتحقيقه. وشدد على أهمية تدخل المجتمع الدولي للضغط على الجيش السوداني لضمان استقرار العملية السلمية. كما أشار إلى وجود فراغ سياسي كبير داخل السودان، مما دفع القوات إلى إبقاء جميع الخيارات مفتوحة، بما في ذلك تشكيل حكومة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
الأحداث في شرق ولاية الجزيرة
كشف حمدان تفاصيل التصعيد في شرق ولاية الجزيرة، محملاً مسؤولية الأحداث إلى قائد منشق عن قوات الدعم السريع، يُدعى أبو عاقلة كيكل. وأوضح أن هذا القائد قام بتسليح المواطنين والتحريض على انتفاضة. لكن بعد كشف المخطط، فرّ القائد المنشق، مما أدى إلى نزوح السكان بسبب المواجهات بين القوات والمسلحين المدنيين. كما حذر سكان الجزيرة وبقية أقاليم السودان من الانجرار وراء دعوات التسليح الصادرة عن الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.
انتهاكات واتهامات متبادلة
اعترف المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع، محمد المختار، بوقوع انتهاكات في ولاية الجزيرة من أطراف مختلفة. وأضاف أن قوات الدعم السريع ألقت القبض على عدد من الأفراد المتورطين، بما في ذلك أفراد من قواتها، وجرى محاكمتهم بالسجن.
وأشار المختار إلى أن نزوح المدنيين من بلدة تمبول جاء نتيجة القصف الجوي للجيش السوداني، محملاً إياه مسؤولية تدمير البنية التحتية وتشريد ملايين السودانيين منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
الوضع الإنساني الكارثي
اتهمت قوات الدعم السريع الجيش باستخدام الإغاثة كسلاح، ما أدى إلى منع وصول المساعدات الإنسانية لـ30 مليون شخص في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وأفاد المختار بأن القصف الجوي تسبب في مقتل 2873 شخصاً وإصابة 2320 آخرين، إضافة إلى تدمير آلاف المنازل في دارفور، كردفان، الخرطوم، والجزيرة.
كما أشار إلى استخدام الجيش قنابل محرمة دولياً وغاز سام تسبب في اختناق المدنيين.
تسليح المدنيين وتأجيج الصراع
اتهم المختار الفريق عبد الفتاح البرهان بالسعي لتحويل النزاع إلى حرب أهلية من خلال تسليح المدنيين، خاصة في شمال السودان والجزيرة، ما أدى إلى تأجيج الأحداث في شرق الجزيرة. وأكد أن قوات الدعم السريع استعادت الاستقرار في المنطقة بعد القضاء على التمرد وتجريد المسلحين المدنيين من أسلحتهم.
المساعدات الإنسانية من الدعم السريع
اختتم المختار بتوضيح الجهود الإنسانية التي تبذلها قوات الدعم السريع، من خلال إرسال فرق طبية وقوافل صحية إلى المناطق المتضررة، بهدف تحسين الوضع الصحي للسكان.
تصريحات قادة قوات الدعم السريع تعكس عمق الأزمة السياسية والإنسانية في السودان، حيث تتبادل الأطراف الاتهامات بشأن مسؤولية التصعيد. في ظل هذه الظروف، تظل الضغوط الدولية ودعوات السلام ذات أهمية قصوى لإنهاء الصراع المستمر وتحقيق الاستقرار في البلاد.