مقالات الرأياخبار

ما أسباب اعتقال ياسر عرمان؟

مذكرة حكومة السودان لا علاقة لها بعملية إعتقال ياسر عرمان في كينيا، وإلا لكانت الشرطة هناك قد اعتقلت رؤوساً أكثر أهمية منه تنعم بحماية السلطات في نيروبي.
الإعتقال في نيروبي تمثيلية القصد منها إبلاغ الرجل أنه لم يعد هناك من أحد يحتاج إلى خدماته، وإن عليه أن يرحل بعيداً عن هامش الحياة السياسية وهو المكان الذي ظل متشبثاً به طوال ٤٠ عاماً.

 

لم تعد حركات الجنوب تحتاج إليه أو إلى ممثل يستخدم بالخصم على جماعته الأصلية في الوسط والشمال،

 

ولم يعد عبدالعزيز الحلو في متاهته بحاجة إلى من يدور معه في فلك التعليمات المتناقضة لحكومة الجنوب،
ونالت حركات دارفور منه ما أرادت من خدمة،
ونجح مالك عقار وجماعته في الإفلات من الإلتزام تجاه رفقته بشئ،
ولم يعد حميدتي ومشروع آل دقلو يعرف ماذا يريد، ومن يريد، وبمن يثق من أولاد دار صباح المستهبلين الخونة،
وما تبقى من شتات المنبتين السياسيين ممن يسمون أنفسهم حالياً بمجموعة (صمود) لا يجدون ما يقيم الأود إلا بالإنغماس والغرق في التصفيق لمن يدفع فاتورة السكن، والتنقل، والطعام.

أمام ياسر عرمان خياران هما:
١- مغادرة المشهد، وفي التدين والجذب الصوفي متسع لمن أراد تعويض ما فات فلا العمر يسمح بدخول سوق العمل، ولا التدريب والخبرات،
٢-أو الإنضمام للحركة الإسلامية على شكل ردة ستجد بين الإسلاميين من يرحب بها ويصفق لها، فالحركة الإسلامية قاسية وهي -كما كتبت في مرة سابقة- لا تأنف من تسمين خصومها السابقين، وطهيهم على نار هادئة، ثم أكلهم بتلذذ أمام الجمهور كما فعلت مع العشرات من قبله.

 

محمد عثمان إبراهيم

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى