السودان: العيكورة يكتب: ساكتين ليه؟

0

لا أعتقد أن هُناك حِبرٌ دُلق ولا (حلاقيم) قد بحّت من الصياح مثل هذه الأيام بعد إقرار موافقة الامم المُتحدة لإرسال بعثتها الى السودان بطلب من حُكومة السودان غير المُنْتخبة والقافزة فوق هياكل الفترة الانتقالية والوثيقة الدستورية التي حَدّدت مهامها و(المُبرطعة) بإسم السودان مع سبق الإصرار والترصُد، كنت أتمنى أن تُدرك حكومة السيد (حمدوك) أن الشعب السوداني واعٍ وبعيد عن الإستغفال و(يفهمها طايرا) ولا يمكن الضحك عليه بتغريدة عبر (تويتر) وأنه يفهم تماماً لماذا يتهرب رئيس الوزراء من عقد مؤتمر صحفي يوضح فيه الخطوة والهدف و النتيجة فلماذا عبر (تويتر) يحدثنا وهل كل الشعب السوداني يستخدم الوسائط الحديثة؟ كنتُ أتمنى أن تدرك الحكومة بشقيها المدني و العسكري أن بهذا الوطن من حملة الدكتوراة والشهادات العُليا ما يفوق الملايين السبعة وكنت أتمنى أن يتذكروا أن نساء هذا الوطن يٌتقِنْ استخدام أحدث أنواع الأسلحة فما بالك برجاله! أستغرب لم لزمت الحكومة الصمت والأحزاب والغيورين على تُراب هذا الوطن يتحدثون و يتحدّونها وبمستنداتهم أن تنفي المؤامرة ويتحدونها أن تثبت أن ليس هُناك صفقة وبيع في الظلام ويتحدون بالتواريخ متى أرسل حمدوك خطاب الطلب ومن كتبه ومتى سُلم ومن سلّمه ويتحدونها أن تنفي أن قرار مجلس السيادة المبني على إجتماعه بحكومة حمدوك ومركزية قحت لم يُقرا إرسال خطاب إلغاء الطلب ويتحدونها وبالتاريخ أن تثبت أن خطاب السيادي لم يؤخَر تسليمه عمداً من مندوب السودان بالأمم المتحدة وبتوجيه مُباشر من السيّد حمدوك ويتحدونها أن تنفي أن طلب الوصايا لم يكُن على كامل تُراب الوطن! كلّ هذا الصياح قد بلغ عنان السماء ونوافذ القصر الجمهوري ومجلس الوزراء ولم يخرج للناس رجلُ سوى ظهور حمدوك الخجِل عبر (تويتر) ليحدثنا أن (الشعب مُحصْن ضد الإشاعات) ياسلام ! مجلس السيادة أيضاً لزم الصمت مما جعل كثير من الأسئلة تظهر على الصفيح الساخن ، هل السيادي ومجلس الوزراء على وفاقٍ أم على طرفي نقيض؟ وهل هناك وثيقة دستورية مُعلنة وأخرى تحت الطاولة تُخول لرئيس الوزراء أن يستأثر مُنفرداً بأمر سيادى كهذا؟ أم أن هناك شيئاً ما لا يُرادُ للشعب أن يعلمهُ؟
حقيقةً لستُ ميالاً لنعوت الخيانة والارتزاق وغيرها من العبارات التي تحتاج لحُكم قضائي لا مُساجلات سياسية بقدر ما انني من الداعين لتمليك الشعب الحقائق فلم يعجز رئيس الوزراء عن مواجهة الشعب! فقد يقتنع الناس بطرحه ويدعمه الشارع، كثُر اللغط عبر الوسائط فكل من يتسآءل أو يستنكر تدخل القوات الأممية يُواجه بأنه جاهل ولم يضطلع على بُنود الفصل السادس وأن الأمر لا يعدو مُساعدة لحكومة حمدوك الفاشلة وتغيير لمهام البعثة السابقة وغيرها من المبررات. يا سيدي الفصل السادس والسابع (أولاد عم) وبينهما باب صغير ويسهل التسلل خلسة بين البندين ولنترك هذا لأهل القانون الدولي والسياسيين لكن ما هو معلوم أن ميثاق الأمم المتحدة مُتاح على موقع المنظمة وباللغة التي تريدها فأقرؤه يا سيدى قبل أن ترموا الناس بالجهل أما ماذا أراد السيّد حمدوك من هذه الخطوة فاتركوا الرجل يتحدث و(بطلوا التبرير بالوكالة) فكُلُنا آذان صاغية .
يا سيدي فشلت حكومة السيّد حمدوك ! نقطة سطر جديد (مع السلامة) فلتأت الحرية والتغيير بحمدوك آخر فلماذا الأجنبى؟ . ولكن ما يدعُونا للتفاؤل هو وعي هذا الشعب ومُكونه العسكري وغداً ستنجلي هذه الغُمّة وقناعتنا أن العساكر غالباً لا يُكثرون الحديث وحتماً إتخذ الجيش موقفاً غير مُطالب بالاعلان عنه و (برأيي) لا حل إلاّ واحداً من ثلاثه فإما أن يُلغي طلب الوصاية أو يَذَهَب حمدوك او يُذّهب بحمدوك .

قبل ما أنسى :ــ
أحد مُتابعي صفحتى (بالفيسبوك) من مجهولي الهوية والإسم كتب قبل يومين مُعلقا على مقال (فهمونا يا جماعة) الذى تناولت فيه ذات الموضوع فنعت المقال الكوزنة (رضي الله عنها) فأدركتُ أنه من (القطيع) ثم ثنى بأننى أجهل البند السادس فأدركتُ أنه لا يقرأ ويجهل إستخدام الحاسوب ثم صبّ جام غضبة على (الانتباهة) التى نشرت المقال ولم تفوتهُ (الرجفة) وهو يذكُر الطيب مُصطفى والصادق الرزيقى وكأنه يكشف لي سراً من أسرار (البنتاجون) بإعتبار الاول مالكاً للصحيفة والثانى رئيس تحريرها ، فضحكتُ حدّ القهقهة رثاء لحاله فلا الاول هو المالك ولا الصادق هو رئيس تحريرها فكتبتُ له عفواً (أعِد الإملاء) فقد ذهب الرجُلان.

وأخيراً :ــ
لكل أبنائنا الشباب أقول وبكُل حُب إختلاف الرأي ظاهرة صِحيّة ونفخر بها مع شبابنا ولكن أرجُوك إقرأ وابحث واتعب بنفسك ثم كَوّن قناعتك ولا تدَعَ الآخرين يقودونك حتى لا يُقال أن إبن فُلان هو (قطيع/ أركان قحت) .

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.