
متابعات – الحرية نيوز – كشفت تقارير عن تعرض الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن في جمهورية جنوب السودان لعملية احتيال تعد الأكبر من نوعها، نفذها مجموعة من المحتالين الهاربين من قضايا نصب واحتيال في دول الجوار. وتمكن هؤلاء المحتالون من الحصول على رتب عسكرية، من بينها رتبة عميد، في جيش جنوب السودان عبر خداع الأجهزة الأمنية.
قاد العملية شخص يدعى رونالد باغتا بمساعدة 13 فردًا آخرين، حيث نفذوا مخططًا محكمًا بالادعاء أنهم انشقوا عن حركة مسلحة معارضة وانضموا للحكومة. استخدم باغتا وأفراد مجموعته هذه الحيلة للحصول على مناصب عسكرية دون أن يكون لأي منهم خلفية عسكرية أو خبرة في القتال.
بعد فراره إلى أوغندا، استقر باغتا في العاصمة كمبالا، حيث تورط في عملية احتيال ضد رجل أعمال سوداني وسرق أمواله قبل أن يهرب إلى منطقة “أروا”.
لاحقًا، قام بعمليات احتيال وسرقة أخرى في المنطقة، شملت سرقة ماشية، قبل أن يهرب مجددًا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
في الكونغو، اختبأ باغتا في مخيمات لاجئين من جنوب السودان، حيث شكل مع آخرين، من بينهم المطران “إيليا” و”جمعة أغاستين”، تنظيمًا مسلحًا باسم “جيش المقاومة الوطنية”. ومع فشل هذا المشروع، لجأ باغتا إلى خداع الاستخبارات العسكرية بجنوب السودان.
ادعى باغتا أنه ضابط برتبة عميد في “جبهة الخلاص الوطني” بقيادة توماس سيريلو، وأنه ومعه 13 آخرين قرروا الانشقاق عن الجبهة والانضمام للحكومة. تم تسليم أنفسهم في منطقة “نهر ياي”، حيث قُبلوا من قبل الاستخبارات العسكرية. وبناءً على روايتهم الملفقة، تم منحهم رتبًا عسكرية تراوحت بين ملازم أول إلى عميد.
أكدت المصادر أن باغتا ومجموعته لم يسبق لهم الانتماء لأي مؤسسة عسكرية أو أمنية، ولم يخوضوا معارك أو حتى يشاركوا في مهام شرطية.
تُثير هذه الفضيحة تساؤلات خطيرة حول مستوى التدقيق الأمني والإجراءات الاحترازية في مؤسسات الدولة بجنوب السودان، وسط مخاوف من وجود ثغرات أمنية قد تُستغل مجددًا من قبل محتالين آخرين.