الفضائيات السودانية ” زريبة” بلا خفير

0

ذمة الواعي
كتب : عاصم السني الدسوقي

الآن بدأت أجد كثيرا من التفاسير التي كانت محل جدل ونقاش في البحث عن معانيها.
وايضا استوعبت اشياء تمت الإشارة لها من بعض السياسيين كنت احسبها غباء وعدم تقدير ، نتيجة الرأي المثير .

وعندما تحدث وزير عدل ثورة دمار السودان الذي أحل الخمر واصفا بأنه عادة سودانية لا تخل بمفهوم الديانة والاسلام او المحرمات .. قائلا أيضا ان السودانيين أمة بلا قيم أو موروث .

والشاهد الآن لما يحدث في الشارع العام ، وأماكن العمل والشواطئ النيلية ودور الرياضة ومواقع التواصل الاجتماعي ثم القنوات الفضائية السودانية المختلفة ، هنا أجد نفسي في موقف خيار واحد وهو ان اقدم اعتذاري لهذا الرجل الذي انتقدته بشدة وهو محقا في قوله وخاصة في الجزئية الثانية بعد أن عايشنا مراحل انهزام القيم والاخلاق وعدم احترام الاخر، الصغير يفعل ما يحلو له دون احترام للكبير ..والكبير لا يوقر الصغير والكاسيات العاريات والمشاهرة بالرزيلة .

واخيرا وصلت مرحلة ان تبث لك هذه السموم والانحلال الاخلاقي داخل بيتك عبر القنوات المشاهدة وكأنها علي موعد مسبق في زمن واحد وعلي ايقاع واحد وعبر فصيلة واحدة من سواقط المجتمع ،،،،
اننا نعيش في وطن يشبهه كثيرا اندية العراة وحانات الحارات في كثير من الدول التي كنا نحسب انها دول إباحية ليس لهم من الحياة في شيء غير الهوى واشباع الغرائز ،،،
الآن أرى اننا الى زوال وهكذا هو قانون الطبيعة والحياة الانسانية التي تقوم علي القيم والموروثات وفضائل الاخلاق ، نعم شموخ الامم من شموخ القيم ولله درك الشاعر الفذ محمد سعيد العباسي وانت تقول :
انما الامم الاخلاق ما بقيت ،،،،،،،،
فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا،،،
عموما الاعلام السوداني يشكل خطرا علي المجتمع كافة وهو يمثل الان صفرا كبيرا لافتقاده لكثير من ابجديات العمل الفني والتقني والتأهيل اللغوي والمعرفي والثقافي لأطقم الاعداد البرامجي كافة, وهنا أتساءل اين الرؤى الابداعية والاخراجية المسؤولة عن انتاج البرامج وفق معايير وخطط مبنية علي تفاصيل تراعي فيها مجمل الاشياء التي تقود بدورها الي جودة العمل ويكون مقبولا حتى يطيب مشهد اللقاء عند المشاهدة الاخيرة ..؟
يبدوا ان كل القنوات الفضائية السودانية وصلت مرحلة الفشل والانهيار الكبير الذي عم كل مؤسسات الدولة بعد الثورة واصبحت تحت ادارة هواة ليس لديهم ما يقدمونه لأنفسهم قبل ان يقدموه لأربعون مليون مشاهد واصبحت مثل ” زريبة” بلا خفير ايا كان مسموح له بالدخول ،،،
الفضائيات السودانية أساءت لتاريخ أمة كانت تتميز بمكارم الاخلاق والاحتشام والتهذيب وقوة النحو والصرف والبيان ،،،
بعد ان مرت ايام عيد الأضحى المبارك بكل مآسيها التي قدمتها الفضائيات السودانية ، أيقنت تمام انه لابد من ان تذهب جميع الفضائيات والقنوات السودانية الي اقرب مكب للنفايات لتلقي بكل حمولتها هنالك لاننا لم نعد نحتمل كمية هذا “القرف” والاحباط ،،،،
ما هذا الهراء والاهتراء واللامبالاة وعدم الاحترام لعقول الناس كافة والمشاهدين !
ولدي رسالة اخيرة لطاقم المذيعات عبر سطر من بيت شعر ،،،
يا ابنتي ان اردتي اية حسنا وجمالا يزين جسما وعقلا
فانبذي عادة التبرج نبذا
فجمال النفوس اسمى واغلى
يصنع الصانعون وردا ولكن وردة الروض لا تضارع شكلا .
نتمنى ان يرجع الجميع لرشدهم لنرى وطنا معافى من كل آثام وخطايا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.