أحمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم المكلف .. مشروع لرئيس وزراء مكتمل الأركان

0

همس الحروف

الباقر عبد القيوم علي

السيد أحمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم المكلف منذ أن تم تكليفه في هذا المنصب و انا اتابع معظم خطواته التي يمكن وصفها بالرزينة و العملية ، حيث نجدها آتت أكلها سريعاً في حلحلة كثير من القضايا الملحة ، فكانت الجرأة والمنطق يكسوان معظم قرارته التي تنصب في ماعون معالجة بعض الملفات المهمة بصورة ناجعة على الرغم مع شح الإمكانات التي تساعد في إنجازها ، و لقد إطلعت على معظم مساعيه عن كثب ، فتيقنت إني أقف أمام شخصية عملية نادرة و صابرة و محتسبة ، تنجز أعمالها دون الإلتفات إلى الأضواء ، فتعتبر شخصيه هذا الرجل غير معهوده في هذا الكرسي ، و قد خالفت و إختلفت عن كل من سبقوها ، لأن معظمهم أتوا بخلفياتهم السياسية التي ظلوا عبيداً لأجندتها ، ومن جملة هذه المشاهدات فقد خلصت إلى أن هذا الرجل تدعم مواقفه شواهد و حقائق كثيرة يصعب حصرها جعلت منه رجل تنفيذي من الطراز الأول ، يعمل بصمت شديد خارج دوائر الأعلام .

الرجل لا تربطني به صله ، فعلاقتي به علاقة عامة و من خلال التلفاز ، حتى لا يخال للبعض اني أكتب عنه كنوع من أنواع البروباغاندا السياسية من أجل الترويج له ، فليست هنالك علاقة خاصة تربطني به ، و كما لست من المترددين على مكتبه او في قائمة ضيوفه المعروفين ، و لا حتى من ضمن الذين يشاركون في أي فعالية تخص الولاية . و لكن أجد نفسي أكتب عنه بحذر شديد من وازع أخلاقي بحت حتى يتعرف الناس علي هذا الشخص المخلص و المنجز ، حيث أن أفعاله سبقت أقواله في امور شتى ، فمساعي هذا الرجل كثيرة جداً في خدمة إنسان الولاية بدوافع المصلحة العامة ، و التي قد تتجاوز حدود تكليفه كوالي في بعض الأحيان دون أن يطلبها منه أحد .

هذه الفترة الإستثنائية من تاريخ ولاية الخرطوم تعد هي الأصعب مقارنة بالفترات التي سبقت من حيث الظروف السياسية المعقدة و الوضع الإقتصادي المتردي ، و إنزلاق الوضع الأمني و تردي الوضع الخدمي في ملفات الصحة و التعليم ، و المياة و الكهرباء و النظافة و أخرى قد لا يسع المجال لذكرها ، و كلنا نرى أما أعيننا عملية ترنح الدولة و عدم مقدرتها على الوقوف أمام تقاطع محاور شر عديدة على رأسها التخريب الممنهج الذي طال الطرق بصورة مباشرة تحت حجة التتريس و إتلاف أعمدة الأنارة و الإشارات المرورية التي قام بعض من الشباب بنزعها من قواعدها و تكسيرها بصورة تجعلها لا تصلح للعمل مرة أخرى بعد فراغهم من وقفاتهم الإحتجاجية ، حيث أنهم يعتقدون بان هذا التخريب يعتبر عمل وطني كمبرر لهم عن سخطهم من الحكومة ، فيهدمون بأفعالهم الوطن و هم يحسبون انهم يحسنون صنعا عبر هذه السلوك المنحرف في هذه الإحتجاجات مما يدلل ذلك على ضحالة وعي الذين يقومون بذلك تجاه هذه الأفعال التخريبية ، و لا أعمم على الجميع لأن هنالك من يحملون قضية الوطن كمبدأ ، و لكن أقول بعضهم .

في هذه الفترة الزمنية الوجيزة التي جلس فيها السيد حمزة على كرسي الولاية ، التي لازمتها شح في الموارد و عدم الإستقرار إلا أن الرجل بدأ في المعاجات بترميم و إصلاح الطرق المهترية من عوامل الطبيعة و من فعل المخربين و ذلك بدفن الحفر و سفلتتها بصورة لا تخفى على مستخدمي هذه الطرق و كما سعى في تقليل نسبة الجريمة بقرارته التي وجه فيها بعدم السماح لاصحاب الدرجات النارية بردف آخر عليها لمحاربة الجريمة التي تتم بإستخدام هذه الدراجات ، و أيضا طالب أصحاب الأرضي غير المشيدة في الأحياء بتسويرها و الا ستكون عرضة للنزع حال عدم الإلتزام بالقرار خلال ستة أشهر وذلك لمنع السكن العشوائي و الذي يولد الجريمة أيضاً ، و حقيقة تعددت إنجازات هذا الوالي في الإصلاح حيث قام بالعديد من المهام مثل سعيه الحثيث لتكملة المرحلة الثانية من كبري المك نمر و سعيه المعتبر أيضاً من أجل توفير التمويل لتكملة كبري الدباسين الذي تم انجاز 70 % منه ، و هذا أن دل أنما يدل على حنكة الرجل الإدارية المقتدرة في معالجة الكثير من المشاكل والقضايا ، حيث نجده في سعي دائم لفرض الأمن و الاستقرار و هيبة السلطة في أنحاء الولاية ، والعمل بالسياسات التي تحقق قدراً من الإستقرار النفسي للمواطن دون أن يطالبه أحداً بذلك ، و كسعيه أيضاً في مقابلة السلطات المخولة و التفاكر معها في التراجع عن قرار مصادرة سيارات (البوكو حرام) و مذكراً إياهم بالحرام و الحلال و مطالباً بعدم المساس بحقوق المواطنين مع حفظ حقوق الدولة ، و نجده دائماً كثير الإعتذار للمواطنين الذين تأثروا من بعض قراراته ذات النفع العام و التي يقع منها ضرر عليهم مطالباً إياهم التحلي بالصبر من أجل المصالح العامة حيث نجده دائماً يقوم بتوجيه حزمة من الإعتذارات الرقيقة للشرائح الضعيفة من الشعب التى التي تستخدم الدرجات النارية و تضررت من قراراته ، و كذلك قدم إعتذاراً مصحوباً بأدب جم للباعة المتجولين الذين تم منعهم من عرض بضائعهم على جنبات الطريق مما يعرقل ذلك حركة السير للمواطنين في بعض الأماكن ، لم يكن كسابقيه من الولاة حيث انه يتعامل مع المواطنين بإنسانية قحة لا يصاحبها تعالي بحكم المنصب و حيث أنه يشرح الأضرار التي تلازم سلوك المخالفين ويعدد لهم المصالح الكلية المتحصلة من بعض قرارته التي حتماً سيتضرر منها البعض ، ولكن نجده يحس بألم المواطن الظالم منهم و المظلوم على حد سواء و في نفس الوقت لا يتواني في إنفاذ ما يحفظ المصالح الكلية ، إنه رجل دولة إستثنائي بدون جدال ، ليس له حزب أو طائفة أو شلة كما كان سلوك من سبقوه ، فتملأه نفسه الوطنية و الإنسانية و المهنية القحة ، و لقد أثبت جدارته في الإدارة حيث نجده كالنحلة نشاطاً يسجل دائماً حضوراً أنيقاً في كل الاماكن و المحافل التي تتطلب وجوده بها في الولاية ، فإني أرى فيه مشروع وطني ناجح و جاهز لمنصب رئاسة مجلس الوزراء إذا صح تقديري في ذلك ، و أطلب من سيادة البرهان إعادة قراءة مواقف هذا الرجل الوطنية و سيرته العملية ذات الذكر الطيب التي شهد له بها الأعداء قبل الأحباء .. و الله من وراء القصد .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.