الحمد لله الذي أذهب عنا الأذى و عافانا

0

همس الحروف

الباقر عبد القيوم علي

من مآسي السودان في كثير من الأحيان نجد أن هنالك وجود بعض الموظفين الخطأ في الأماكن الخطأ التي لا تحتمل وجود أمثالهم فيها ، فتظهر هنالك كثير من المؤشرات التي تفضي إلى دلالات يقرأها الملاحظ البسيط و المراجع لهذه الاماكن فور ولوجه فيها ، و قد تحمل في بواطنها كثير من العيوب و القواسم ذات الصفة السالبة التي قد لا تخطئها عين الزائر العادي ، و هذه الدلالات تسوقنا إلى صغر أحجام هؤلاء في هذه المناصب الرفيعة و الحساسة التي تكبر عن حجم محتواهم الذهني و النفسي ، و يتضح ذلك من خلال ممارستهم للمهمة التي أوكلت إليهم ، و من خلال سلوكهم الذي ينم عن ضيق أفقهم فيما أوكل إليهم من مسؤوليات ، حيث لم تستطع إمكانياتهم من إدراكها حسب وضعها الصحيح ، و هذه الدلالات الناتجة عن هذا السلوك تشير إليهم إشارة تكاد أن تنطق بأسمائهم بصورة واضحة المعالم كدالة ذلك المثل الشعبى الذي يحمل الحكمة الغالية التي تقول أنما البعرة تدل على وجود البعير والأثر يدل على المسير ، فكثير من هؤلاء قد ينقصهم التأهيل الحقيقي و الحصافة ، الدبلوماسية و رجاحة العقل ، و هذا ما يخصم من مثل هذه المؤسسات المحترمة ، و خصوصاً السيادية منها ، و نجد أن هؤلاء يسعون في تعويق المصالح الكلية للدولة ، و يعرفون أكثر من غيرهم ما هي أقصر الطرق لتحقيق أهدافهم الخاصة التي تنجم عن بعض العيوب الخلقية في تكوينهم النفسي و التي لا تتطابق و ضرورة المصلحة العامة ، و إذا تطابق في بعض الأحيان صدفة (للصواب) فذلك قد يقع في دائرة (لشيء في نفس يعقوب) .

تستحضرني في هذه السانحة قصة رجل بسيط زحفت العتمة إلي بصره بعد أن ألم به مرض بعينيه حتى أطبقت عليه ، ليفقد بعد ذلك نعمة البصره كلياً ، فيستبدل الله له نور بصره بسعة بصيرتة ، فكان يريد هذا الرجل الإدلاء بصوته في صندوق الإنتخابات ، فدخل إلى مركز الإقتراع و سأل عن مدير المركز فأجابه أحدهم أنا المدير .. فقال له كيف أصدقك و قد تكون كاذباً .. فأين ضابط الشرطة الذي على رأس القوة التي تحمي المركز ، فقال له آخر أنا ضابط الشرطة ، فدنا منه و لمس بيده على كتف الضابط للتحقق من رتبته فعلم انه رائد شرطة ، فسأله عن وكلاء الاحزاب فأخبره ان جميعهم موجودون ، فطلب منهم إحضار قسيمة الإقتراع التى تخصه إلى خارج الغرفة المخصصة لذلك لينتخب مرشحه امام الجميع للإطمئنان على ان إختياره صحيح حتى لا يغشه في ذلك أحد ، فقال له مدير المركز ان هذا الامر ممنوع ، و لكن بعد مشاوارات مع وكلاء الاحزاب و بإعتبار ان هذه الحالة فردية و لظروف الرجل و إعاقته البصرية تم إخراج قسيمة الترشيح الي الخارج و امام الجميع سألهم الأعمى و طلب منهم ان يضعوا يده على رمز بعينه و كان هذا هو رمز الرئيس الذي إنتهت ولايته تواً ، و بعد تحققه من وكيل الحزب المعني بصحة هذه المعلومات ، قفل الرجل الرمز بيده و قال لهم ضعوا علامة (صاح) في اي مكان غير هذا المكان الذي أضع فيه يدي .

من منطلق الحكمة التي تقول : الأيام دول بين الناس ، و أن المناصب و الكراسي لا تدوم ، لقد إستجاب السيد القائد لأنين الكثيرين الذين تضرروا من وجود هذا الرجل الخطأ في المكان الخطأ و الذي يحمل الضد لإسمه ، و كما يشايعه في هذا السلوك رجلاً آخر تضررت من أفعاله كثير من المصالح العامة ، أصغر منه حجما و وظيفة و لكن أثره التضامني مع الاول قد أشبع المكان ظلمة و عتمة على الرغم من أن أسمه يحمل ضد سلوكه الأسود و الذي يحمل إسم التفضيل من الإضاءة و النور ، فوقع الإختيار على الأكبر في إخلاء هذا المكان ليفسح الكرسي إلى غيره ، و لا يهمنا من الذي سيشغله من بعده فأي شخص غيره سيكون هو الافضل كما توقع الاعمي في عملية الإقتراع ، نبارك للسيد القائد هذا القرار الحكيم الذي أخرج هذا الرجل من هذا المكان الذي يجب أن يكون من يملأه شخص يدرك معاني المسؤوليات الوطنية و يعرف أن يفرق بين المصالح العامة و الخاصة ، و ليس لنا إلا أن نقول له الحمد لله الذي أذهب عنا الأذى و عافانا و العقبال لهذا الآخر .

نبارك للسيد القائد الإختيار الجديد ، الذي صادف أهله ، و نقول له أن خير من إستأجرت القوي الأمين .

سعادة اللواء شرطة (م) د. محمد طاهر فضل .. ألف مبارك عليكم المنصب الجديد ، و أسال الله أن تكون على قدر هذا التكليف الذي أتى في محله و عند من هو أهل له ، و حيث صادف شن طبقة ، و انت الانسب و الأجدر لذلك إن شاء الله .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.