الفترة الإنتقالية “شرك” تعذر الخروج منه

0

بقلم : تمني الهندي

المرحلة الإنتقالية هي المرحلة مابعد الثورة وهي ‘ الشرك’ الذي يجب الانتقال فيه من مرحلة الثورة الي مرحلة الدولة.. والتي تعذر فيها الانتقال الى مرحلة الدولة الى الان بالوطن الحبيب السودان حيث لم يتم الانتقال لحكومة حقيقية بهيكلة مؤسسة وباجندة واضحة تخدم الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

بل مانراه تتجدد الفترة الانتقالية يوما بعد يوم حتي الان وتاخر الاوضاع بكل المجالات اصبح هاجس يهدد الوطن والمواطن كل يوم ويعود ذلك لعدة عوامل اساسها الخلافات والاختلافات من قبل الشعب والقوى السياسية التي لكل منها رؤية ومطالب ملحة لايجاد التغيير الجذري لعدم الاتفاق الشامل بين كل الاطراف حتي المجلس السيادي نفسه لم يتم التناقم والانسجام بين المكون العسكري والمدني لان العسكر لهم نفوذ بمواقع اتخاذ القرار اكثر من رفيقهم المكون المدني و ان سايكولوجية العسكر لاتقبل الحوار بالفطرةالعسكرية لانه حين انتقاده يعتبره اقصاء بهيبة القوات المسلحة والتقليل من دورها كقوة نظامية وهذا هو السبب الاساسي في فشل المكونيين مما ادي الي فشل المرحلة الانتقالية.

ومن هنا نرى ان المرحلة الانتقالية في حد ذاتها تلعب دورا محوريا في انجاح اهداف الثورة من حرية سلام وعدالة الا انها فشلت فشلا ذريعا والدليل علي ذلك تتجدد المرحلة الإنتقالية للمرة الثالثة وربما الرابعة ولم تتشكل حكومة جديدة باجندة واضحة توضح لنا خارطة طريق لتطوير الوضع الاقتصادي والسياسي علي حد السواء السبب الذي يقود لتطور وسلام اجتماعي ايضا..

ومن كل ماذكر نجد انه لايوجد تطور ديمقراطي تدريجي للانتقالية يقود لبناء دولة المدنية المراده فالثورة قامت بارادة الشعب لايجاد التغيير وليس الرجوع للوراء كما يحدث حاليا ..

ومن جهة اخرى وخلال تباطئ الإنتقالية في تشكيل الهيكلة الجديدة كثرت الاحتجاجات من قبل الشعب الذي تمسك بالمدنية خيار لحكم السودان ومن المساوئ التي طرأت بالمرحلة وضع الوطن في هاوية الهلاك و الانفلات التي يصعب تخطيها و ظهور اعداء الثورة من قبل اتباع النظام السابق الذين اضيروا من هذه الثورةسياسيا واقتصاديا لانهم الي الان لم يقتنعوا بالوضع الجديد وعملية التحول الديمقراطي عندما تم توقفيهم. . او من المعارضة نفسها ما اذا كانت من الاحزاب او الحركات المسلحة .

اضف لما ذكر الانقسامات التي تمت من قبل القوى السياسية بعد ثورة ديسمبر 2018 حيث اصبح كل على حدا له مطالب تختلف تماما عن اهداف الثورة او مطالب الاخر المختلف من القوى السياسية السبب الذي اظهر حالة احتقان سياسي عارم اضر بالوضع السياسي عموما بالسودان وتعثرت كل محاولات الحوار بين القوي السياسية وطمست اجندة و اهداف الثورة لعدم التوافق والتناغم فيما بينهم السبب الذي اثر سلبا علي تاخر بناء دولة المدنية والتشكيل الجديد للحكومة وبناء الموسسات الحكومية وعدم الرقابة والامن والغلاء المستشري من قبل التجار ورفع الدعم الذي اصبح دستور ملزم علي كاهل الوطن والمواطن المغلوب على امره واصبحت الإنتقالية “شرك” يصعب الخروج منه وليس عملية تحول ديمقراطي وساد صمت سياسي غير معروف وضاعت اهداف الثوره التي سلبت فلم تقدم الإنتقالية اجندة واضحة المعالم تخدم عملية التحول الديمقراطي.
ومن ما اذكر اعلاه اود التعقيب علي ان الساسة السودانيين يفقتقروا للوعي السياسي بصورة واضحة لان المرحلة التي تلي الثورة هي الانتقاليهة والمرحله التي تلي الانتقاليه هي مرحلة ثقافة التصالح السياسي بين القوي السياسيه لوضع اجندة شرف وطنية تنفذ مطالب الشعب وتحقق اهداف الثورة الحقيقية ولايتم ذلك الا بالتكاتف والتعاون والوقوف بقدم وساقدعلي ذلك ومن هنا ما لم تسود ثقافة التصالح السياسي بين كل القوى السياسية لم ولن نرتقي الي تطور ديمقراطي يهدف لبناء دولة المدنية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.