عمال السودان يترقبون قرار عودة نقابات عمال السودان..

0

بعد القرار الأخير للقائد العام بحل اللجان التسييرية لنقابات العاملين ظهرت بقوة دعوات لعودة الاتحاد العام للعمال باعتباره الاتحاد الشرعي والذي مازالت العديد من المؤسسات الدولية تعترف به فهل يستطيع قادة الاتحاد السابق العودة من جديد؟؟؟

الخرطوم :ابوهديل

مفاجأة :

فجر القيادي النقابي يحيى حسن أحمد مفاجأة من العيار الثقيل بتأكيده اعتراف كل المؤسسات الدولية العمالية بالاتحاد العام للعمال المنحل من قبل المجلس العسكري بعد ثورة ديسمبر المجيدة.. وقال يحيى في تصريح صحفي ان المؤسسات العالمية مازالت تعتبر الاتحاد العام لنقابات عمال السودان هو الممثل الشرعي وأنهم مازالوا يشاركون في كل الفعاليات باسم عمال السودان لجهة أن هذه المؤسسات لا تعترف بحل الاتحاد لأنه غير شرعي مع تأكيده على قبول المحكمة الدستورية طعنا مقدما منهم ومحاولاتهم المستميتة اطلاع رئيس الوزراء على رأي المؤسسات الدولية لكنهم فشلو تماما في ذلك وذهب يحيى الا ان المؤتمر الوطني المحلول ليس له أي وصاية على عمل الاتحاد او انه اتحاد مسيس.

ماذا حدث :

كان المجلس العسكري في نسخته الأولى قد حل الاتحاد العام للعمال مع عدد كبير من الاتحادات الفرعية ونقابات المؤسسات في قرارات مشهورة في حين خاطب الاتحاد العالمي للعمال والمؤسسات الإقليمية ذات الصلة الحكومة بعدم تدخلها في الشأن العمالي لعدم ارتباطه بالسياسة حيث هددت هذه المؤسسات بتوقيع عقوبات على السودان وحرمانه من مميزات هذه المؤسسات التي تخدم العمال بصورة كبيرة.

فجوة :

نقابيون عددو الفجوة الكبيرة التي خلقها غياب الاتحاد وهذا ماذهب إليه النقابي السابق الصادق كودي في الفوائد الكبيرة التي كان يقدمها الاتحاد العام العاملين وعرف كودي العامل انه كل من يتقاضى أجر فهو عامل وأضاف : ليس من حق السلطة حل النقابات الا عبر الجمعيات العمومية حيث لايوجد اي مرجعية قانونية لذلك معددا إنجازات الاتحاد العام في التخفيف على العاملين والسعي بجدية لتحسين الأجور وتقديم السلال الغذائية الشي الذي ساهم أيضا في انخفاض الأسعار للمواطن العادي وان الخدمات التي قدمها الاتحاد افتقدها العاملين الان.

النقابات مستقلة :

بينما أكدت النقابية سعدية إبراهيم استقلالية النقابات وان العمال لابد أن يكون لهم تمثيل عادل في المؤسسات التشريعية معددة الآثار الاجتماعية الكبيرة التي قام بها الاتحاد العام في السابق في اطار تحسين أجور العاملين والمساهمة في الكثير من الجوانب عبر خلق شراكات تنصب في صالح العمال وأكدت سعدية أن النقابات تتعامل مع كل الحكومات من أجل مصلحة العامل..

تاريخ :

الأستاذة أسماء عبد السلام تضيف لمحة كبيرة تقرب فهم العمل النقابة حيث تقول أسماء :
ولجت النقابات في العمل السياسي منذ بداية العمل الوطني ضد الاستعمار وبالتالي منذ تاسيسها.. وكان اضراب عمال السكة حديد الشهير في خمسينات القرن الماضي له اثر بارز في منعطفات العمل النضالي ضد الاستعمار ..
لم ينفك النشاط النقابي من العمل السياسي ولكن كانت هناك محطات بارزة في مسيرته منها انتفاضة اكتوبر والتي لم ينتهي فيها دور النقابات في التغيير عبر سلاح الاضراب ولكن امتد من خلال استغلال الحزب الشيوعي لها للسيطرة على الفترة الانتقالية (حكومة سر الختم الخليفة الاولى والثانية).. وتطور استغلالها كرافعة سياسية للاحزاب التي تفتقد الجماهير في انقلاب مايو اذ وظفت النقابات للقيام بدور الحاضنة السياسية في بداية نظام مايو .. استمر دور النقابات بعد تخلص نميري من احزاب اليسار السوداني عبر تحالف قوى الشعب العاملة، ولكن سرعان ما تحولت الى قوى معارضة لنظام مايو اذ اصبحت ميدان تنافس كبير بين قوى اليسار واليمين المعارض للنظام … وظل نشاطها ارتفاعا وهبوطا مرهون بحالة الهدنة والتصعيد بين طرفي الصراع (النظام والمعارضة) الى ان شاركت بدور بارز في انتفاضة ابريل ٨٥ وحاولت احزاب اليسار استغلالها كرافعة سياسية للتاثير على الفترة الانتقالية الا ان محاولتها فشلت لتوازن القوى في المكونات النقابية (يسار ويمين) وترجيح كفة اليمين عبر المجلس العسكري الانتقالي الذي استفاد من تجربة اكتوبر ٦٤ والتي تاثرت اضطرابا من استغلال النقابات كرافعة سياسية..
برز استغلال النقابات في العمل السياسي في ديسمبر ٨٨ عندما حاول اليسار تحريك النقابات لاضراب سياسي شامل لاجبار حكومة الصادق المهدي لتنفيذ اجندته وعندما فشلت محاولته عاد مرة اخرى عبر مذكرة الجيش الشهيرة في مارس ٨٩
في الفترة السابقة رفعت النقابات شعار(لكل حزبه والنقابة للجميع) لذلك نجدها اتجهت نحو دورها الرئيس (قضايا العمال) ولعل انحسار استغلالها كرافعة سياسية كان اهم عوامل هذا التغيير، اذ اتسم النشاط النقابي بالاستقرار بعيدا عن القطبية والاستقطاب (يسار/يمين) مما جعل بيئة العمل مناسبة لبناء البنيات التحتية للعمل النقابي من حيث القوانين والنظم وتدريب الكوادر والانفتاح على منظومات العمل النقابي العربي والاقليمي والدولي ونقل التجارب، كما اتاح الاستقرار فرصة تطوير وتحسين الأداء في العمل النقابي هذا بجانب الاهتمام بالعاملين من خلال زيادة الاجور والمرتبات والاهتمام بالترقيات من اجل زيادة الانتاج
كذلك اهتمت النقابات بتقديم الخدمات والتي تعددت في اتجاهات كثيرة منها المساهمة في تخفيف اعباء المعيشة للعاملين (سلال الغذاء ، خراف الاضاحي، تمليك الاراضي ، تمليك الشقق السكنية ، تمليك العربات ، وغيرها من الخدمات) .. وكل ذلك باسعار تناسب العاملين وبالاقساط .. وايضا عملت النقابات علي المساهمة في زيادة دخل العاملين عبر مشاريع وبرامج متعددة .
نجد ايضا من ضمن البرامج التي انتهجتها النقابات خلال الفترة السابقة الاهتمام بالبرامج الاجتماعية والزواج الجماعي .. المهرجانات الثقافية والدورات الرياضية..

كيف يمكن للنقابات ان تعود لدورها الاصلي (خدمة العاملين)؟

*التزام الحكومات بدورها في الشراكة مع النقابات وفق القوانين المحلية والمواثيق الدولية والاقليمية المنظمة للعمل النقابي ، والتي تحرم تدخل الحكومة في العمل النقابي باي شكل من الاشكال .. في السابق تم حل النقابات وفقا للظروف السياسية التي مرت بها البلاد ولكن لاول مرة في تاريخ الحركة النقابية السودانية يتم ” تعيين نقابات” من قبل الحكومة عندما عينت لجان التسيير في المؤسسات وهذا تدخل مرفوض تماما بكل القوانيين الدولية ونرجو ان لا تتكرر مثل هذه التجربة السالبة
*ابعاد الصراع السياسي والحالة القطبية لضمان استقرار بيئة العمل النقابي.
*عدم الزج بالنقابات في توازن القوى السياسية واستغلالها كرافعة سياسية ومراكز ضغط لتمرير الاجندة السياسية.

اعترافات :

يرى عدد من العمال الذين تم استطلاعهم أنهم افتقدوا العديد من الخدمات التي كانت تقدم لهم سابقا والتي شملت حتي التمويل الأصغر عبر بوابة الاتحاد التي ظلت تقدم العديد من الأعمال ويرى يونس الطيب أن اتحاد العمال خلق فراغ كبير لا يمكن تعويضه خصوصا مع التضخم الذي تعيشه البلاد الان وضعف الأجور وغلاء الأسواق بينما توافقه سيدة كرار على ذلك مؤكدة انهم كانوا لايذهبون للسوق إلا لشراء الخضار حيث يوفر الاتحاد عدد كبير من السلع الاستهلاكية وأنهم كعمال كان غيابهم من السوق لصالح الموطن بامتياز من خلال انخفاض الأسعار بينما يؤكد فاروق الشاذلي انهم لايتلقون اي ميزات حالية تجعلهم في وضع أفضل وان الاتحاد كان يسير في طريق مصالح العاملين وكانت لديه خطة طموحة لتحسين ظروف العاملين بامتياز.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.